منطقة البنغال ذات الخصوصية الجغرافية والتباين الإثنى تجمع بين خطوط حدودها أعراقا شتى تتناحر فيما بينها فى هدوء أسيوى غامض وتشكل دولاً ذات عرقية وسكانية كثيفة العدد كثيرة المشاكل تجمع بين قمة الغنى وقاع الفقر المدقع ماديا ومنتهى البساطة وغاية التعصب إنسانيا فى تنافر واضح وتمازج عجيب يجعل منها مسألة سياسية صعبة يحتاج من يحلها لجدول «لوغاريتمات» رياضية ليسبر أغوارها ويحكمها .. ولعله بعد ذلك كله يكون: ممنون !! ممنون حسين (73 عاما) هو الرئيس الثانى عشر لباكستان منذ استقلالها عن دولة الهند الأم عام 1947 وليس له أية نشاط سياسى سابق رشحه صديقه نواز شريف رئيس الوزراء الحالى لشغل هذا المنصب ممثلاً عن حزب رابطة مسلمى باكستان جناح نواز شريف الحاكم والفائز فى الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى شهر مايو الماضى فى إشارة واضحة لرغبة شريف فى تعزيز هيمنته على صناعة القرار رغم أن منصب الرئيس هو منصب شرفى يتلخص فى المشاركة فى اختيار نواب البرلمان وأعضاء المجالس المحلية فى أقاليم باكستان الأربعة والذين يقومون بدورهم بانتخاب من يشغل منصب رئيس البلاد . وجدير بالذكر أن لجنة الانتخابات المشكلة من أعضاء مجلسى الشعب والشيوخ والمجالس المحلية هى المنوط بها اختيار رئيس البلاد والذى يكون عادة ممثلاً عن الحزب الحاكم دون اللجوء للاقتراع الشعبى. وسيبدأ ممنون فى ممارسة مهام منصبه فى شهر سبتمبر القادم خلفاً للرئيس آصف على زردارى والذى تراجعت شعبيته مع اقتراب نهاية ولايته والتى استمرت 5 سنوات نظرا لإخفاقه فى حل مشكلة التدهور الأمنى والصراعات الإثنية والركود الاقتصادى. وكان زردارى قد شغل منصبه الحالى عقب فوزه فى انتخابات تشريعية ليكون خلفاً للحاكم العسكرى برويز مشرف الذى قاد انقلاباً عسكريا أطاح بنواز شريف من منصبه وقد اضطر زردارى لإجراء العديد من التعديلات الدستورية حتى يتسنى له إكمال فترة ولايته بعد اتهامه بارتكاب مخالفات مالية وقد سلم بمقتضى هذه التعديلات معظم صلاحيات الرئيس لصالح رئيس الحكومة. وكان ممنون انضم لحزب رابطة مسلمى باكستان عام 1969 وكان الرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة وجنى ثروة طائلة من تجارة الأقمشة وتم تعيينه حاكما لولاية السند الجنوبية فى ظل حكومة شريف عام 1999 وتم إقالته من منصبه بعد مرور ثلاثة أشهر عقب الانقلاب السلمى الذى أطاح بنواز شريف.. وهنا نسأل هل ياترى يملك ممنون الرئيس الجديد حلا سحريا لباكستان الأرض التى ترعى التعصب وتزرع الإرهاب وتحصد الرعب والموت و تظلم النساء !!