«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأئمة الأربعة ومذاهبهم الفقهية
نشر في أكتوبر يوم 28 - 07 - 2013

نشأت المذاهب الفقهية المتعددة واكتمل نضجها فى الفترة من أوائل القرن الثانى الهجرى، إلى منتصف القرن الرابع الهجرى، وأشهر المذاهب السنية التى كتب لها البقاء وظل العمل بها قائما إلى هذا الوقت المذهب الحنفى وصاحبه الإمام أبو حنيفة النعمانى والمذهب المالكى وصاحبه الإمام مالك بن أنس بن مالك والمذهب الشافعى وصاحبه الإمام محمد بن إدريس بن العباس ابن عثمان بن شافع القرشى والمذهب الحنبلى وصاحبه أحمد بن حنبل وهناك مذاهب أخرى سنية وشيعية وصلت إلى خمسمائة مذهب انقرضت كلها ولم يبق إلا الأربعة.. إليك عزيزى القارئ إطلالة على الأئمة الأربعة ومذاهبهم..
***
الإمام أبو حنيفة النعمان
هو النعمان بن ثابت مولى بنى ثعلبة ولقب با أبى حنيفة النعمان.
ولد سنة 80 هجرية تفقه على يد حماد بن أبى سليمان بالكوفة وبها أسس مذهبه وتوفى سنة 150 هجرية، وقد برع أبو حنيفة فى الفقه ومن تلامذته ذفر بن العنبرى والقاضى أبو يوسف، ونوح بن أبى مريم، وأبو مطيع البلخى، والحسن بن زياد اللؤلؤى ومحمد بن حسن الشيبانى وحماد بن أبى حنيفة وخلق كثير. كانت له دار كبيرة لصناعة الخز وعمل فيها صناع وأجراء ولم يقبل جائزة الدولة.
وصفه الشافعى يقوله: الناس عيال على أبى حنيفة ووصفه سفيان الثورى وابن المبارك: كان أفقه أهل الأرض أهل الزمان وكان أبو حنيفة يميل إلى الاجتهاد بالرأى كسائر علما العراق الذين ورثوا هذا الإرث عن عبد الله بن مسعود الذى بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة معلما لأهلها.
وأصول مذهبه ما قاله: «إن ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فعلى الرأس والعين وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان من غير ذلك فهم رجال ونحن رجال». وقال: «آخذ بالكتاب فما لم أجد فبسنة رسول الله فإذا لم أجد أخذت بقول أصحابه آخذ عن شئت منهم وأدع ما شئت منهم، ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم وعدَّد رجالا منهم قوم اجتهدوا فأجتهد كما اجتهدوا. عملا بقول الرسول «أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم».
حجته ورجاحة عقله
قيل لمالك: وهل رأيت أبا حنيفة قال نعم رأيت رجلا لو كلمك فى هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.
قال جعفر بن الربيع: أقمت على أبى حنيفة خمس سنين فما رأيت أطول صمتا منه مإذا سئل عن شىء من الفقه تفتح وسال كالوادى وسمعت له دويا وجهارة بالكلام.
وذكر المتقى المكىفى مناقب أبى حنيفة مناظرة جرت بين الإمام أبى حنيفة وجماعة من الزنادقة: قال لهم أبو حنيفة: ما تقولون فى رجل يقول لكم: إنى رأيت سفينة مشحونة بالأحمال مملوءة بالأمتعة، وقد احاطت بها لجة بحر متلاطمة، ورياح مختلفة، وهى من بينها تجرى مستوية ليس فيها ملاح يجريها ويقودها ويسوقها ولا متعهد يدفعها، هل يجوز ذلك فى العقل؟
فقالوا لا هذا لا يقبله العقل، ولا يجيزه الوهم. فقال لهم أبو حنيفة فيا سبحان الله. إذا لم يجز فى العقل وجود سفينة تجرى مستوية من غير متعهد، فكيف يجوز قيام الدنيا على اختلاف أحوالها وتغير أمورها، وسعة أطرافها وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ ومحدث لها.
وقال محمد بن عبد الله الأنصارى عن رجاحة عقله «كان أبو حنيفة يتبين عقله فى منطقه ومشيه ومدخله ومخرجه».
وقال يزيد بن هارون: «أدركت الناس فما رأيت أحدا أعقل ولا أفضل ولا أورع من أبى حنيفة».
جاء رجل إلى الإمام أبى حنيفة النعمان وقال: يا إمام هل رأيت ربك قال الإمام سبحان ربى لاتدركه الأبصار. فقال الرجل فهل سمعته؟ هل أحسسته؟ هل شممته؟ هل لمسته؟ فقال الإمام: هل رأيت عقلك قال الرجل لا فقال الإمام هل أحسست عقلك هل سمعته هل لمسته؟ قال الرجل لا قال الإمام أعاقل أم مجنون؟ فقال الرجل: عاقل أنا، فقال الإمام فأين عقلك؟ قال الرجل: موجود فقال الإمام كذلك الله موجود. الله فوق كل شىء مالك كل شىء وليس تحنه شىء وهو فى كل شىء عليم ليس كمثله شىء وهو السميع البصير.
وكذلك كان للأمام أبى حنيفة النعمان عدة مواقف مع الخوارج وعدة محاورات معهم ومنها أنه فى يوم كان جالسا فى مجلسه إذ انقض عليه عدد من الزنادقة يشهرون سيوفهم فى وجهه ويريدون قتله ولكن أبا حنيفة قال لهم أجيبونى عن مسألة ثم افعلوا ماشئتم قالوا: هات ما عندك فقص عليهم حكاية السفينة التى تسير بغير ملاح فنفوا ذلك فقال كيف قيام الدنيا بما فيها من كواكب ونجوم من غير صانع فلم يملكوا إلا أن يقولوا صدقت وآمنوا جميعا بوجودية الله عز وجل.
وانتشر المذهب الحنفى فى الكثير من البلاد الإسلامية كالعراق والهند وأفغانستان وتركيا ومصر وقد كان القضاء الشرعى فى مصر على مذهب أبى حنيفة.
***
الإمام مالك ابن أنس
هو الإمام مالك بن أنس بن مالك ولد سنة 93 ه وتوفى سنة 189 ه ونشأ بالمدينة وتلقى العلم بها ومازال يدأب فى تحصيل العلم وجمع الحديث حتى صار سيد فقهاء الحجاز وضرب بعلمه المثل، فقيل:(لا يفتى ومالك بالمدينة) وأخذ العلم عن نافع ولازمه، وعن سعيد المقبرى والزهرى وابن المنكدر ويحيى بن سعيد القطان وأيوب السختيانى وابن الزناد، وربيعة، وروى عنه من شيوخه الزهرى وربيعة ويحيى بن سعيد.
ولما حج المنصور اجتمع بالإمام مالك وأشار عليه أن يدون كتابًا منظمًا فى أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وسائل العلم فألف كتاب الموطأ، ووقع الموطأ فى نفس الرشيد موقع الإعجاب حتى هم أن يعلق المصحف وموطأ مالك فى جوف الكعبة ويجعلهما دستور الأمة الإسلامية التى يحكمها الممتدة من الصين شرقًا إلى المحيط الأطلسى غربًا إلا أن مالكا رضى الله عنه منه من ذلك، وقال: لا تفعل فإن أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم اختفلوا فى الفروع وتفرقوا فى البلدان وكل مصيب فلا تضيق على الناس واسعا، فقال له الرشيد وفقك الله يا أبا عبد الله، ذاع صيته وعرف بإمام دار الهجرة والموطأ هو أساس كتب الحديث.
قال الشافعى عنه: إذا جاء الأثر فمالك النجم، تأدبا مع حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان مالك من أشد الناس افتقادا للرجال لشدة علمه بشأنهم لذلك كان يأخذ بالجرح والتعديل فى الحديث ويعتمد فى ذلك على مبدأين الضبط والعدالة، فالضبط صفة نفسية والعدالة صفة عقلية، يجمعهما القول:(من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته ووجبت أخوته وحرمت غيبته، وتعرف الرجال الثقات من سؤال سأله أحد الناس: اتعرف فلانا؟ فقال مالك أرأيته فى كتبى، قال: لا، قال: لو كان ثقة لرأيته.
وقالوا عنه: لولا مالك لذهب علم الحجاز، يعنى علم الأثر وأئمة الناس فى زمنه الثورى بالكوفة وهو بالحجاز، والأوزعى بالشام وحماد بالبصرة، ويعترف الشافعى بفضل مالك قائلًا: مالك معلمى، وعنه أخذت العلم عملا بقول الرسول صلى الله عليه و سلم عندما دخل عليه أبو بكر فقام له قائلا: إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل.
أدبه مع حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
كان مالك إذا أراد أن يحدث الناس توضأ للصلاة ولبس أحسن الثياب ولبس قلنسوة على رأسه ومشط لحيته ليوقر حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا ونحن نستخدم كتاب الله للاستشهاد به فى غير موضعه.
ويقول إذا أراد مالك أن تجلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب فإن يرفع أحد صوته فى مجلسه.
من أدق فتاويه
أن مغسلة كانت تغسل امرأة التصقت يد المغسلة بجسد الميتة، ولا سبيل إلى نزعها، جرت محاولات يائسة، ويد المغسلة وجسم الميتة شىء واحد، اقترحوا قطع لحم الميتة أو جزء من يد المغسلة، ثم سألوا الإمام مالك، فقال هذه المغسلة اغتابت هذه الميتة واتهمتها بالزنا.. اضربوها ثمانين جلدة ومع الضربة الثمانين فكت يد المغسلة عن جسد الميتة.
قالو عنه
كان يقول وكيع حدثنى الثبت فظن الناس أنه رجل اسمه الثبت فسألوه عن الثبت؟ قال مالك بن أنس، وقال أحد العلماء: سمعت أن مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال فى اثنتين وثلاثين منها لا أدرى قال بعض العلماء مالك من حجج الله على خلقه.
قال ابن الفرات: إذا أردت الله والدار الآخرة فعليك بمالك عملا بقول الله تعالى: چ? ? ? ? ? پ پ پ پ ?چ، وقال عاصم:(ما رأيت محدثا أحسن وجها من مالك).
يروى أن الإمام مالكا رأى فى المنام ملك الموت، فقال كم بقى لى من عمرى؟ ففعل هكذا وأشار بأصابعه الخمس، فلما استيقظ ازداد قلقا يا ترى خمس سنوات أم خمسة أسابيع أم خمسة أيام أم خمس ساعات، فذهب مالك إلى محمد بن سيرين فقال له: يا إمام يقول لك ملك الموت فإن هذا السؤال من خمسة أشياء لا يعلمها إلا الله، وهى چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?چ.
أسئلة وإجاباته
سأله رجل الإمام مالك عن الزهد، فقال:(طيب الكسب، وقصر الأمل).
سأل الإمام أحمد بن حنبل عن رخصة أهل المدينة فى الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق.
جاء رجل إلى الإمام مالك وسأله عن چڈ ژ ژ ڑچ، فكيف استوى؟ فحزن حزنا شديدا وأطرق بعض الوقت وأخذ الناس ينتظرون ما يأمر به، ثم قال: الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وإنى أخاف أن تكون ضالا.
وسأل القاضى عياض الإمام مالك عن چپ ? ? ? ? ? ?چ أينظرون إلى الله، قال: نعم، قال: بأعينهم هاتين، فإن قوما يقولون إنها ناظرة بمعنى منتظرة الثواب فقال مالك بل ننظر إلى الله أما سمعت قول موسى: چ ? ? ? ? ?چ أتراه سأل محالا؟ لكن الله قال (لن ترانى) أى فى الدنيا لأنها دار فناء فإذا ساروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى.
وفاته
اشتكى مالك أياما يسيرة وسئل أهله عما قال عند موته فقالوا: تشهد ثم قال لله الأمر من قبل ومن بعد، وتوفى صبيحة 14 من ربيع الأول سنة 179 ه فى خلافة هارون الرشيد وصلى عليه والى المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبدالله بن عباس، ودفن بالبقيع وهو ابن 15 سنة هكذا أخى القارئ كل شىء يمضى ولا يبقى إلا العمل الصالح فهنيئًا لكل من عرف الله فأطاعه وأفنى عمره فى طاعته فالله يكافىء على الحسنة أضعافا مضاعفة.
***
الإمام الشافعى
هو عبد الله بن محمد بن إدريس بن العباسى بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبدمناف.. يلتقى الشافعى مع الرسول صلى الله عليه و سلم فى جده بن مناف، فهو رحمة الله عليه قرشى الأصل، أما أمه فإن أكثر من أرّخ للشافعى أو ترجم له قد اتفقوا على أن أمه أزدية أو أسدية، فهى من قبيلة عربية أصيلة.
ولد الإمام الشافعى فى شهر رجب سنة 150 هجرية، أغسطس 767 ميلادية، ولما مات أبوه انتقلت به أمه إلى مكة؛ وذلك لأنهم كانوا فقراء، ولئلا يضيع نسبه، ثم تنقل بين البلاد فى قلب العلم.
وكان الإمام الشافعى رجلًا طويلًا، حُسن الخلق، محبب إلى الناس، نظيف الثياب، فصيح اللسان، شديد المهابة، كثير الإحسان إلى الخلق، وكان يستعمل الخطاب بالحمرة عملًا بالسُنّة، وكان جميل الصوت فى القراءة.
ولقد عُرف الشافعى بالنجابة والذكاء والعقل منذ أن كان صغيرًا، وشهد له بذلك الشيوخ من أهل مكة، فقال الحميدى: «كان ابن عيينة، ومسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وعبدالحميد بن عبد العزيز، وشيوخ أهل مكة يصفون الشافعى ويعرفونه من صغره، مقدمًا عندهم بالذكاء والعقل والصيانة، لم يعرف له صبوة».. وقال الربيع بن سليمان تلميذ الشافعى وخادمه وراوى كتبه: «لو وُزن عقل الشافعى بنصف عقل أهل الأرض لرجحهم، ولو كان من بنى إسرائيل لاحتاجوا إليه».
وكما كان الإمام الشافعى «رحمه الله» إماما فى الاجتهاد والفقه، كان كذلك إماما فى الإيمان والتقوى والورع والعبادة، فعن الربيع قال «كان الشافعى قد جزّأ الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب، والثلث الثانى يصلى، والثلث الثالث ينام».. وكان رحمة الله عليه لا يقرأ قرآنا بالليل: إلا فى صلاة، يقول المزنى: «ما رأيت الشافعى قرأ قرآنا قط بالليل إلا وهو فى الصلاة».
ومن شيوخ الإمام الشافعى فى المدينة: الإمام مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد الأنصارى، وعبد العزيز بن محمد الدراورى، وإبراهيم بن أبى يحيى، ومحمد بن سعيد بن أبى فديك، وعبد الله بن نافع الصائغ.
أما شيوخه باليمن: مطرف بن مازن، وهشام بن يوسف قاضى صنعاء، وعمرو بن أبى سلمة صاحب الإمام الأوزاعى، ويحيى بن حسان.
أما شيوخه بالعراق: وكيع بن الجراح، وأبوأسامة حماد بن أسامة الكوفيان، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب بن المجيد البصريان.
أما تلامذته فقد نبغ على يد الإمام الشافعى كثير من الناس فى مقدمتهم أبوعبدالله أحمد بن حنبل، والحسن بن محمد الصباح الزعفرانى، والحسين الكرابيسى، وأبوثور إبراهيم بن خالد الكلبى، وأبوإبراهيم إسماعيل بن يحيى المزنى، وأبومحمد الربيع بن سليمان المرادى، والربيع بن سليمان الجيزى، وأبويعقوب يوسف بن يحيى السيوطى، وأبوصفى حرملة بن يحيى بن عبدالله التجيبى، وأبويوسف يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبدالله بن عبد الحكم المصرى، وعبدالله بن الزبير الحميدى.
مؤلفات الإمام الشافعى
لم يعرف لإمام قبل الشافعى من المؤلفات فى الأصول والفروع والفقه وأدلته، بل فى التفسير والأدب ما عرف للشافعى كثرة وبراعة وإحكاما؛ يقول ابن أولاق: «صنف الشافعى نحوًا من مائتى جزء».
ولقد كان فى سرعة التأليف مع الدقة والنضج والإتقان أعجوبة منقطع النظير، حتى إنه ربما أنجز كتابا فى نصف نهار.. فيقول عنه فى ذلك يونس بن عبدالأعلى: «كان الشافعى يضع الكتاب من غدوة إلى الظهر».
ومن مؤلفاته «رحمه الله» كتاب الرسالة وهو أول كتاب وضع فى أصول الفقه ومعرفة الناسخ من المنسوخ، بل هو أول كتاب أصول الحديث.. وألّف كتابا اسمه «جماع العلم» دافع فيه عن السُنّة دفاعًا مجيدًا وأثبت ضرورية حجية السُنّة فى الشريعة.. وكتاب «الأم»، والإملاء الصغير، والأمالى الكبرى، ومختصر المزنى، ومختصر البويطى.. وغيرها.
وأخذ الإمام الشافعى فى منهجه بالمصالح المرسلة والاستصلاح، ولكن لم يسمها بهذا الاسم وأدخلها ضمن القياس وشرحها شرحًا موسعًا، وكذلك كان الشافعى يأخذ بالعرف مثل مالك، وكان أيضا يتمسك بالأحاديث الصحيحة، ويعرض عن الأخبار الواهية والموضوعة، واعتنى بذلك عناية فائقة، حيث قال أبو زرعة: «ما عند الشافعى حديث فيه غلط».
وقد وضع الشافعى فى فن مصطلح الحديث مصطلحات كثيرة، لم يسبق إليها مثل «الاتصال، والشاذ والثقة والفرق بين حدّثنا وأخبرنا.
وقال عنه المزنى: «ما رأيت أحسن وجهًا من الشافعى، إذا قبض على لحيته لا يفضل عن قبضته».. وقال يونس بن عبد الأعلى «لو جمعت أمة لوسعهم عقل الشافعى».. وقال إسحاق بن راهوى: «لقينى أحمد بن حنبل بمكة فقال تعال حتى أريك رجلا لم ترعيناك مثله.. قال: فأقامنى على الشافعى.. وقال أبوثور الفقيه: «ما رأيت مثل الشافعى ولا رأى مثل نفسه».. وقال أبوداود «ما أعلم للشافعى حديثا خطأ».
ومن درر الإمام الشافعى
«طلب العلم أفضل من صلاة النافلة».. وقال أيضًا «من ضحك منه فى مسألة لم ينسها أبدًا».. «ومن حضر مجلس العلم بلا محبرة وورق، كان كمن حضر الطاحون بغير قمح».. كما قال «من تعلم القرآن عظمت قيمته».. و«من نظر فى الفقه نبل مقداره».. و«من تعلم اللغة رق طبعه».. و»من تعلم الحساب جزل رأيه».. و«من كتب الحديث قويت حجته».. و«من لم يصن نفسه لم ينفعه علمه».
وفاة الإمام الشافعى
ألحّ المرض على الإمام ووقف الموت ببابه ينتظر انتهاء الأجل.. حتى دخل عليه تلميذه المزنى فقال «كيف أصبحت؟» قال: «أصبحت من الدنيا راحلًا، وللإخوان مفارقًا، ولكأس المنية شاربًا، وعلى الله جلَّ ذكره واردًا، ولا والله ما أدرى روحى تصير إلى الجنة فأهنئها أو إلى النار فأعزيها».. ثم بكى.
وقد دفن الإمام الشافعى - رحمه الله - بالقاهرة فى أول شعبان، يوم الجمعة سنة 204 هجرية عام 820 ميلادية.. وكان له ولدان وبنت، وكان قد تزوج من امرأة واحدة.
***
الإمام أحمد بن حنبل
عندما نتحدث عن الإمام أحمد بن حنبل. أحد أئمة أهل السنة والجماعة. فيجب أن نذكر قول الإمام الشافعى فيه «خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقه من ابن حنبل».
ولد الإمام ابو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الذهبى فى بغداد فىشهر ربيع الأول سنة164 هجرية/780ميلادى، وبالرغم من أصله من العراق البصرة فإنه تنقل بين الحجاز واليمن ودمشق.
ويعد مذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنية محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأى، فكان يتمسك بالنص القرآنى ثم بالبينة ثم بإجماع الصحابة،ولم يقبل بالقياس إلا فى حالات نادرة.
كما اشتهر بأنه محدث أكثر من كونه فقيه مع أنه كان إماماً فىكليهما، ومن شدة ورعه،مسنده كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط، وذلك لانه كان محدث عصره، وقد جمع له من الأحاديث مالم يجمع لغيره، فقد كتب ما من أصل سبعمائة وخمسين ألف حديث، وكان لايكتب إلا القرآن والحديث لذا عرف فقهه بأنه الفقه المأثور، فكان لايفتى فى مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابي كان أو تابعيا أو إماما، وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لايترجع عنده قول صحابى على الآخر إلا وكان له فى هذه المسألة قولان.
كما تميز فقه الإمام أحمد بن حنبل بأنه فى العبادات لايخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أوبالرأى، فقد كان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التى يعتبرها حق الله على عباده، وأن هذا الحق لايجوز مطلقا أن يتساهل أو يتهاون فيه، وكان النبى صلى الله عليه و سلم يقول «صلوا كما رأيتمونى أصلى» ويقول فى الحج «خذوا عنى مناسكم»، أما فى المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة والصلاح لكل بيئة وعصر، حيث تمسك الإمام بنصوص الشرع التى غلب عليها التيسير لا التعسير. ومن ذلك كان الأصل فى العقود عند الاباحة مالم يعارضها نص، بينما عند بعض الأئمة الأصل فى العقود الحظر مالم يرد على إباحتها نص.
وكان شديد الورع فى الفتاوى وكان ينهى تلاميذه أن يكتبوا عنه الأحاديث، فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى نهاه وقال له «لعلى أطلع فيما بعد على مالم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواى..فأين أجدك لأخبرك؟».
ومن أصعب المحن التى واجهها الإمام أحمد بن حنبل « محنة خلق القرآن».. وذلك عندما اعتقد المأمون برأى المعتزلة فى مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته فى الأمصار عزل القضاة الذين لايقولون برأيهم..وقد رأى أحمد بن حنبل أن رأى المعتزلة يحول «الله» إلى فكرة مجردة لا يمكن تعقلها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأى المعتزلة، فى الوقت الذى أظهر فيه أكثر العلماء والائمة قبولهم برأى المعتزلة خوفا من المأمون وولاته عملاً قول الله عز وجل «إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان».. فتم القبض على الإمام أحمد بن حنبل ليؤخذ إلى المأمون، ودعا الإمام ربه ألا يلقى الخليفة المأمون الذى توعده بالقتل.. فاستجاب له ربه، حتى أنه وهو فى طريقه إلى المأمون وصله خبر وفاته، فتم رد الإمام أحمد بن حنبل إلى بغداد وحبس وتولى السلطة المعتصم الذى امتحن الإمام، وتم تعرضه للضرب بين يديه، حتى ظل محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً، ولما تولى أبو جعفرهارون المعتصم «الواثق» أمر الإمام بأن يختفى، ففعل حتى توفى الواثق، وحين وصل المتوكل بن المعتصم والشقيق الأصغر للواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد وبخلق القرآن ونهى عن الجدل فى ذلك، وأكرم المتوكل الإمام أحمد وأرسل إليه العطايا، لكنه رفض قبول خطاب الخليفة.
كان ل أحمد بن حنبل وقفاته فى وجه الظلم والبدع المستحدثة التى أرادت النيل من الدين وكان أصعبها مسألة خلق الإنسان التى واجه فيها الحاكم ولم يخشه فى الحق ..وقد ثبت بالرغم من التعذيب والضرب بالسياط والحبس والملاحق والاغراء. حتى كانت له أشعار وهو فى السجن منها.
من الناس إلا ناقص العقل مغور
لعمرك مايهوى لأحمد نكته
وقال عنه الإمام الشافعى:
وبحب أحمد يعرف المتنسك
أضحى بن حنبل حجة مبرورة
فأعلم بأن مستورة ستهتك
وإذا رأيت لأحمد منتقصا.
ومن مؤلفات أحمد بن حنبل «المسند» ويحوى أكثر من أربعين ألف حديث نبوى تعرض لعدة شروحات أفضلها كتاب الفتح الربانى لترتيب مسند الإمام الشيبانى، والناسخ والمنسوخ، وفضائل الصحابة وتاريخ الإسلام، والسنة فى الفقه وأصول السنة وكتاب أحكام النساء، وكتاب الأشربة والعلل ومعرفة الرجال وكتاب الأسامى والكنى، والرد على الجهمية والزنادقة فيما شكوا فيه من متشابهة القرآن وتأولوه علىغير تأويله،وكتاب الزهد.
توفى أحمد بن حنبل يوم الجمعة 12 ربيع الأول سنة241 هجرية عن عمر يناهز سبعاً وسبعين سنة، وقد ذكر ابن كثير فى «البداية والنهاية» أنه قد أجتمع الناس يوم جنازته حتى ملأوا الشوارع، وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء ستون ألفا، غير من كان فىالطريق وعلى أسطح المنازل، وقد دفن أحمد بن حنبل فى بغداد فى جانب الكرخ ،قرب مدينة شمس الكاظمية، وقيل إنه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس، وهذه الأرقام تدل على هول موته وقتها.
الإمام بن حنبل قال عنه الشافعى:
- خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلا أفضل ولا أعلم من ابن حنبل
- سجنه المأمون والمعتصم والواثق ونصفه الخليفة المتوكل بسبب «رأى»
- خرج يوم وفاته الآلاف وأسلم المئات من هول موته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.