يوضح الدكتور محروس حسين عبد الجواد أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر بأن الأمام مالك أسمه مالك بن أنس بن مالك الأصبحي وكنيته أبو عبد الله. ولقبه أمام دار الهجرة أي أمام مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولد بالمدينةالمنورة سنة93 هجريا وكان أبوه رضي الله عنه راويا للحديث. تلقي العلم من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والتابعين وسمع كثيرا من الأمام الزهري وسمع من نافع مولي ابن عمر ومازال يطلب العلم ويحصله حتي أصبح أمام الحجاز وانتشر صيته فجاء إليه الطلاب يتفقهون علي يديه. فهو إمام الأئمة وتاج المحدثين ولقد قال العلماء إذا ذكر فمالك النجم, وقالوا ايضا لا يفتي ومالك في المدينة, وهو أمام في الفقه وأمام في الحديث وأن أقوي سلسلية أي أسناد في رواية الحديث عند البخاري مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما وهذه تعرف بالسلسلة الذهبية. كان يعتمد في أصول مذهبه علي ستة أشياء وهي: القرآن والسنة والاجماع والقياس وعمل أهل المدينة والمصالح المرسلة. أشهر من تأثر به وروي عنه الأمام الشافعي ومن المؤلفاته التي أشتهر بها الأمام مالك في الحديث كتاب الموطأ الذي ألفه بإشارة من أبي جعفر المنصور فهذا الكتاب أهتمت به الأمة فشرح شرحا كثيرا فمن هذه الشروح التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد والاستذكار لشرح مذهب أهل الأنصار للأمام بن عبد البر توفي الأمام مالك لرحمه الله سنة179 هجريا. الإمام الشافعي هو مؤسس المذهب الشافعي وهوعلم من أعلام المحدثين, له في الحديث مؤلفات قيمة ويوضح الدكتور محروس حسين عبد الجواد أستاذ الحديث وعلومه بأن الأمام الشافعي أسمه محمد ابن أدريس ابن عباس ابن عثمان بن شافع عرف بالشافعي نسة الي الجد شافع وهو عربي قرشيا مكي وهو الأمام الذي فاض علمه وانتشر في ربوع الأرض حتي عرف بأنه العالم الذي مليء طباق الأرض علما وكنيته أبو عبد الله ولد في غزة سنة150 هجريا وحمل إلي مكة بعد فطامه فنشأ وتلقي العلم بمكة وكان نابغة في تحصيل العلم حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين وحفظ موطأ الأمام مالك في عدة ليالي وهو في الثالثة عشرة من عمره وعرضه علي الأمام مالك من حفظه غيابيا عن ظهر قلب وبعد ما سمعه منه الأمام مالك أجاز بأن يحذا به عنه فأخذ العلم عن مالك بن أنس وعن ابن سفيان واجتمع في بغداد بالأمام أحمد ابن حنبل وروي عنهما روي عن الأمام أحمد كما روي الامام أحمد عنه ايضا أي روي أحدهما عن الاخر, ومازال بعد ذلك يتنقل من بين مكة وبغداد حتي أنتهي به المطاف في مصر سنة199 هجريا. الامام الشافعي له مؤلفات عديدة في الحديث والتفسير والفقه والأدب وأشهرها كتاب الرسالة وكتاب الأم وله في الحديث المسند الكتاب المسند جمعه تلاميذه من كتاب الأم والمبصوط, وله كتاب آخر في الحديث يعرف بأختلاف الحديث شهد له الذهبي بمهارته في الحديث فقال عن الشافعي: كان حافظا للحديث بصيرا بعلله لا يقبل منه إلا ما ثبت عنه ولو طال عمره لازداد منه وقال عنه الأمام أحمد بن حنبل ما مس أحدا محبرا ولا قلما إلا كان للشافعي عليه فضل. توفي الأمام الشافعي سنة204 هجريا. الأمام أحمد بن حنبل يوضح الدكتور محروس حسين عبد الجواد أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر بأن أسمه أحمد بن محمد حنبل الشيباني كنيته أبو عبد الله وهو عربيا من العرب الخلص وهو مؤسس المذهب الحنبلي ولد في عام164 هجريا في بغداد ونشأ بها وتعلم علي يد علمائها لكنه سافر كثيرا في طلب العلم فسمع من أبي يوسف صاحب الامام أبو حنيفة ثم أنتقل الي طلب الحديث فسمع من علماء الحديث الكثير والكثير حتي بلغ الذروة في حفظ السنة النبوية فغدي أمام السنة في عصره وحجة في السنة والفقه معا ويعتمد مذهبه علي الكتاب والسنة والأجماع والقياس وكان يعتمد علي السنة أعتمادا كبيرا. له في الحديث كتاب عظيما هو مرجعا لكل علماء الحديث لا يستغني عنه محدثا وهو كتاب المسند للإمام أحمد جمع فيه أربعين ألف حديث بالمكرر فإذا حذفنا المكرر كان عدده30 ألف حديث ورتب الكتاب بحسب مرويات كل راوي علي حدي في كتاب واحد فبدأ بأبي بكرالصديق ثم مرويات عمر إلي آخر العشرة المبشرين بالجنة وروي عنه الكثير من علماء الحديث فقلد روي عنه البخاري ومسلم وأبو داوود كان رحمه الله عفيفا, فقد كان يسترزق بأدني عمل, وكان يرفض أن يأخذ من صديق ولا شيخ ولا حاكم قرضا أو هبة أو إرثا لأحد يؤثره به. وقال أبو داودكانت مجالس أحمد مجالس آخرة, لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا, وما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط. توفي أحمد ابن حنبل رحمه الله في سنة241 هجريا جبير بن مطعم يشير الدكتور محمد عبد العليم العدوي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الازهر بأن اسمه جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي شيخ قريش في زمانه, وهو ابن عم النبي صلي الله عليه وسلم كان موصوفا بالحلم ونبل الرأي شريف مطاعا, له رواية أحاديث وروي عنه ولداه الفقيهان محمد ونافع ثم, سليمان بن مسرد وسعيد ابن المسيب وآخرون. أسلم يوم الفتح وحسن أسلامه حدث عبد الله بن أبي بكر وغيره قالوا: أعطي رسول الله صلي الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وأعطي جبير بن مطعم مائة من الأبل وقال مصعب بن عبد الله كان جبير من حلماء قريش وسادتهم وكان يأخذ عنه النسب علم الأنساب, وقد قدره عمر رضي الله عنه وعرف قدره, فحينما جي لعمر بسيف النعمان بن المنذر دعا جبير بن مطعم فسلحه, كما ولاه عاملا علي الكوفة قبل المغيرة بن شعبة, ومن مكارم أخلاقه أنه تزوج بأمرأة فسمي لها صداقها ثم طلقها قبل الدخول فتلي هذه الآية إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفو أقرب للتقويسورة البقرة237 فقال أنا أحق بالعفو منها فسلم اليها الصداق كاملا, وقد ورث تلك المكارم من أبيه المطعم الذي قام في نقض صحيفة القطيعة وكان يحنوا علي أهل الشعب ويصلهم في السر لذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم يوم بدر لو كان المطعم بن عدي حيا وكلمني في هؤلاءالنتني الأسري لتركتهم له لأنه الذي أجار النبي صلي الله عليه وسلم حينا رجع من الطائف حتي طاف بعمره. وقد توفي جبير ابن مطعم سنة59 هجريا رضي الله عنه وأرضاه.