فى البداية كنا نتقبل مبدأ المصالحة وعدم الإقصاء لأى فصيل سياسى، ولكن بعد ما شاهدناه جميعًا من سلوك إرهابى وتخريبى وتدميرى فى سيناء والقاهرة ومحافظات أخرى، ودعاوى التحريض على العنف والقتل، فقد انتقلت بهذا الجماعة وذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة» من فصيل سياسى إلى كيان إرهابى. وبالتالى فمن حقنا أن نستعير مبدأ «لا تفاوض مع الإرهابيين» فى التعامل مع هؤلاء. لقد عملت «الجماعة» سنوات طويلة وتجملت كى تمحى وتبعد عن نفسها اتهامات العمل السرى والاغتيالات السياسية، وحاولت أن ترتدى ثياب الشرعية.. لكن دائما نجد أن الطبع يغلب التطبع، فتلك «الجماعة» أكدت للجميع أنها مازالت إرهابية وستظل كذلك.. ولا أمان، ولا عهد لمثل هؤلاء الذين يريدون حرق مصر وتدميرها، والاستقواء بالخارج من أجل استعادة كرسى مرسى المعزول. تريدون أن يعود مرسى المعزول وأن تحكموا مصر من جديد.. أقول لكم إنه «عشم إبليس فى أن يدخل الجنة»، ففى عام واحد اكتشفنا فشلكم وكذبكم وإصابتكم بالغباء السياسى. واكتشفنا أيضًا إصابتكم بمرض «التكويش» والرغبة فى الاستحواذ.. لقد عرف الجميع مدى السوء الذى أنتم عليه، لقد اخترتم لأنفسكم الانتحار السياسى، ومستمرون فيه إلى النهاية.. لكم ما شئتم.. لقد حكم الشعب عليكم حكمًا نهائيًا لا استئناف ولا نقض فيه.. لقد عدتم إلى معسكر الإرهاب الذى جئتم منه. لكننى ورغم ذلك كله لن أتوقف أبدًا عن تكرار النداء المصيرى «عودوا إلى رشدكم» ولا تشعلوها حربًا ضد الوطن.. فأنتم الخاسرون والوطن أيضًا.. باب المصالحة والتصالح مازال مفتوحًا.. وسيتم قريبًا إعلان بنود المصالحة.. وأرى أن هناك من داخل «الجماعة» خاصة من بين شبابها من يستمع لصوت العقل ونداء المواطنة والحرص على مستقبل هذا الوطن. فهناك شباب إخوانى تمرد على مكتب الإرشاد وسلطاته بعدما أسسوا حركة «إخوان بلا عنف» وجمعوا آلاف التوقيعات على مذكرة يرفضون فيها سلطة المرشد العام د. محمد بديع، فى أعقاب أعمال العنف التى ارتكبها أعضاء فى الجماعة منذ عزل د. محمد مرسى. مؤسس الحركة أحمد يحيى أكد أن حركته ترفض أى قيادى فى الجماعة يحرض على العنف ويستغل الدين، وناشد المعتصمين بميدانى رابعة ونهضة مصر بالانسحاب وفض الاعتصام، مؤكدًا أن الأزمة الحالية سياسية وليست مشكلة دينية. وأوضح أن قيادات الجماعة يستخدمون معتصمى رابعة والنهضة فى تحقيق مصالح سياسية وشخصية من خلال التحريض والتضحية بالبسطاء منهم وطالبهم بإخلاء الميدان. وأكد مؤسس الحركة أن أعضاءها مستمرون فى تحركاتهم بالمحافظات لجمع استمارات التمرد على المرشد د. بديع، لافتًا إلى أن هدفهم الأساسى هو الدفاع عن بقاء الجماعة الدعوية، محملين بديع وقيادات الإرشاد مسئولية الكبوة الإخوانية الحالية. وكل من وقّع على استمارة سحب الثقة من «بديع» أنهى اعتصامه فى رابعة ونهضة مصر، لأنهم اقتنعوا بأن بقاء المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد فى مناصبهم سيؤدى إلى القضاء تمامًا على الجماعة. ولهؤلاء أقول: جهدكم مشكور، وأفلحتم إن صدقتم، وأدعو الله أن يكلل جهدكم بالنجاح، وأن يدرك الآخرون - كما أدركتم - أن طريق العنف نهايته الدمار، وأن باب المصالحة والتصالح مازال مفتوحًا، المصالحة بدون إقصاء لأحد واحتواء الجميع، مصالحة وطنية تحت مظلة القانون، وكفانا ما حدث من نكبات ومصائب، وأن نتجه نحو المستقبل لإعادة بناء مصر بجهود الجميع ومسئولية الجميع أيضًا.