مع تزايد أعداد السوريين النازحين إلى مصر هربا من جحيم الحرب الأهلية التى تمزق سوريا، بدأ السوريون القاطنون فى 6 أكتوبر والرحاب على وجه الخصوص بكثافة فى الاستعداد لاستقبال شهر رمضان عن طريق إعداد المأكولات السورية المشهورة فى بلاد الشام مثل الكنافة والبرازق والعجوة والغريبة، حيث يمتلك بعضهم محلات للحلويات ومطاعم. وتعد «الهنش» أبرز المأكولات السورية فى رمضان وهى عبارة عن حلوى من سكر وعجين وقشطة وفستق حلبى أما أبرز المعجنات فهى المعروك (نوع من خبز رمضان مزين بالسمسم) وهو طبق شعبى من العجين مقلى بالزيت ومزين بالدبس. كما تنتشر محلات بيع الحمص والفول والمخللات ومحلات أخرى تقدم الكبة والمحاشى وغيرهما من الوجبات المحببة لدى أهل الشام والمقلوبة بأنواعها بالباذنجان والفول الأخضر والبازيلاء والتبولة وأكلة القوزى والفول وفتة الحمص والتسقية الشامية، مع السلطات الغنية بالخضار ووجبات الحلويات المشهورة دمشقيا كالعوامة والقطايف. والتقينا باسل محمود صاحب مطعم للمأكولات الشعبية السورية الذى قرر تقديمها فقط فى شهر رمضان، وبسؤاله عن تقديم مثل هذه الوجبات ومدى اندماجهم كسوريين مع المصريين ومعرفتهم ببعض العادات المصرية أجاب: أنا شخصيا أشعر بأننى أعيش فى وطنى، وإن كنت أتمنى العودة إلى سوريا فى أقرب وقت، ولأننا لم نشعر بالغربة عن بلادنا فقد استطعنا الاندماج مع المصريين الذين يعاملوننا بكل حب وود وبخصوص الأكلات المصرية قال: أسعى لمعرفتها لتقديم وجبات مشابهة لها أما عن طقوس السوريين فى رمضان فقال إنهم يمارسونها دون إحساس بالغربة فى مصر ومن تلك الطقوس تسمية الدمشقيين العشرة أيام الأولى من رمضان «المرق» كناية عن الاهتمام بإعداد وجبات الطعام، والعشرة الوسطى للخرق أى شراء ثياب وكسوة العيد، والعشرة الأخيرة لصر الورق كناية عن الانهماك بإعداد حلوى العيد كالمعمول. وتحدث إلينا الصديقان محمد الحموى وعلى عسكورة وقالا إن حلمهما هو تجميع فريق الإنشاد الدينى الذى كان يبدع بأغانيه فى سوريا قبل الحرب، حيث تشتتوا جميعا بعدها، ولكن البعض منهم يتواجد فى الرحاب حاليا، لذا فهما يعملان على تجميعهم لإقامة حفلات إنشاد دينى وأمسيات للسوريين لعلها تخفف - كما قالا - من مرارة الغربة، وقال عسكور ستبدأ أولى هذه الأمسيات فى رمضان بتوجيه الدعوة لكل السوريين للم الشمل وأيضا سيتم دعوة المصريين.