هل وصلنا إلى شاطئ الأمان؟ ما قاله الرئيس محمد مرسى فى خطابه الصادم لم يسفر عن شىء سوى أنه جدد من احتقان الشعب وزاد عليه من حالات الأصوات العالية المطالبة برحيله. وكان من الأجدى أن يختار الرئيس أسلوبًا آخر من الكلام الذى يهدئ من روع الشعب، فقد فهمنا من خطابه أنه يدعو أنصاره ومؤيديه إلى الجهاد ولكن كفاحه لمن وجهاده على من!! نحن شعب مصر لحُمة واحدة، من تربص بنا قصمناه، هكذا تعلمنا من التاريخ وكنا من الأمم التى يباهى بها الله الملائكة. كنا نريد من الرئيس أن تكون كلماته معبرة أكثر معما آل اليس حال الوطن من فرقة وانقسام نحاول من خلاله رأب الصدع ونرحم الشرخ فى العلاقات الاجتماعية والإنسانية كنا نريد أن يلتف حوله الشعب ويسعى لمصالحة ولا يسعى لصالحه، نحن نريد أن يكون الرئيس على قدر المسئولية فقد سقط فى اختياره لبعض وزرائه ومحافظيه. وما حدث فى الأقصر ليس ببعيد. إن سبل الانهيار فى أركان الدولة من كم الاستقالات فى الآونة الأخيرة لم تحدث على مر التاريخ إلا فى العهود الغابرة وبأدوات بدائية تختلف تمامًا عما نحن فيه الآن. إن الذى يرى ما حدث فى ميادين مصر من خروج الملايين من الشعب، وليس هؤلاء كلهم من الفلول كما يدعى أن الصحوة التى صاحبت المصريين فمن أطلقوا عليهم حزب الكنبة خرج الكل الصغير قبل الكبير والنساء قبل الرجال حتى الذين منعتهم ظروفهم من الالتحام بالجماهير فى الميادين كان مشاركا بأضعف الإيمان بقلبه والوقوف والنزول أمام بيته أو فى الشرفات ولم ينس المواطن النبيل أن يرفع علم بلاده كناية عن المشاركة ولو من على بعد. ونحن أولا وأخيرًا وطنا واحد وأبناء وطن واحد إخوانها ومسيحيها ورجالها ونساءها نسيج واحد. ونحن لسنا ضد الإخوان كفرقة دعوية لها فى التاريخ ولكن لها هنّات كانت سببًا رئيسيا فى الاحتقان بين الشعب وهذه الطائفة جاءت من فصيل محسوب على الإخوان المسلمين لم يجد إلا الدم كوسيلة وحيدة للوصول إلى كل شئ. ولكنهم من المؤكد واهمون لأن مصر فوق الجميع ونحن فى مركب واحد إذا كسر المجداف غرقنا جميعا ونحن نريد ألا تغرق ونصل إلى قاع المحيط ولكن على الناجى أن يأخذ بيد أخيه الغريق: فكلنا فى الهم سواء.