بعد أن أدى المستشار عدلى منصور اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد أن يتفرغ لاختيار حكومة جديدة لإنقاذ مصر من جبال المشاكل والأزمات التى جاءت على صدرها خلال الفترة الماضية. وكما يرى الخبراء المتخصصون فهى يجب أن تكون حكومة توافق دون إقصاء لأى فصيل وتكنوقراط يتمتع أعضاؤها برصيد كبير من الكفاءة والخبرة للتعامل مع الملفات الساخنة التى تحملها كل حقيبة وزارية، وينعقد ذلك ويقوم بشكل أساسى على النجاح فى اختيار شخصية تصلح لقيادة الحكومة والابحار بسفينة الوطن فى تلك الظروف إلى بر الأمان. حول عدد من الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة تداول المتابعون آراءهم ووضعوا فى السطور التالية بعض تفاصيل السيناريوهات المتوقعة لتشكيل هذه الحكومة وكيف ستؤدى دورها فى المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن. بداية قال عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى وأحد كبار مؤسسى الحزب وعضو جماعة الإنقاذ الوطنى، من أهم ما طرح فى خريطة الطريق التى وضعها الجيش والنخبة هى الحكومة المقبلة على أن يرأسها شخصية وطنية محل توافق سياسى وشعبى، تتشكل من كفاءات لها القدرة على التعامل مع الملفات والقضايا المختلفة، وأهمها الملف الاقتصادى والأمنى مؤكدًا أن النجاح فى التعامل مع تلك الملفات ستعود بالبلاد نحو الاستقرار وسيفتح الباب نحو المزيد من الاستثمارات وبالتالى توفير فرص عمل. رؤساء الحكومة وأشار رئيس الحزب الشعبى الاشتراكى إلى أن اجتماع جبهة الانقاذ قبل عزل الرئيس مرسى بساعات وجد أن هناك العديد من الشخصيات المصرية المرموقة التى تتمتع بالكفاءة والقدرة لإدارة هذه الحكومة من بين هؤلاء الأشخاص د. محمد غنيم رائد جراحة الكلى، والدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين الأسبق والدكتور حسام عيسى أستاذ القانون، ود. زياد بهاء الدين رئيس هيئة الاستثمار الأسبق، ود. محمد البرادعى رئيس حزب الدستور والعالم المصرى الكبير، ود. فاروق العقدة محافظ البنك المركزى السابق. وأضاف د.شكر أن المهم فى الاختيار أن يكون ذا مصداقية وكفاءة فى الإدارة وأن يختار حكومته من الأكفاء وليس من المقربين أو أصحاب الثقة. اتفق مع الرأى السابق المستشار محمد الشيخ رئيس هيئة قضايا الدولة، مشيرًا إلى أنه من الضرورى أن من يرأس الحكومة الجديدة أن يكون وطنيًا مخلصًا إنتماؤه الأول لمصر وأن تضم حكومته كفاءات فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها وشدد المستشار الشيخ على ضرورة أن يرفع المصريون شعار التسامح بين كافة التيارات ممن لم يرتكب أى جريمة وأن تحاول القيادة الجديدة للبلاد احتواء الجميع خاصة الشباب لأنهم تعرضوا لترويج الأكاذيب، مؤكدًا وسطية المجتمع المصرى طوال تاريخه وعدم تعصيه، مشيرًا إلى أن ذلك من صفات المجتمعات العظيمة. حكومة من الخارج أما السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق والأمين العام للاتحاد المستثمرين العرب فيرى أن مصر تحتاج إلى حكومة صلاحيات حتى يمكن لكل وزير إطلاق ما يحتاج إليه من قرار يخدم عمله، مشددا على أهمية أن يكون أعضاء هذه الحكومة من الكفاءات ذوى الخبرات. وأكد بيومى على ضرورة توقف المطالب الفئوية فى الوقت الحالى، والحث على العمل الدؤوب والإخلاص فى الإنتاج مع استعادة الثقة فى رجال الأعمال المصريين الشرفاء قبل البحث عن اجتذاب المستثمرين الأجانب. وأشار السفير بيومى إلى أن تشكيل الحكومة أمر يسير فى ظل ما تحصل به مصر من كفاءات، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية وحدها بها الآلاف من تلك الكفاءات، ومن أمثلة هؤلاء السفير أيمن زين الدين سفير مصر بأسبانيا، والسفير أشرف حمدى سفير مصر ببيروت وغيرهم. البرادعى والعقدة وأشار إلى أنه من الأسماء التى لا اعتراض عليها أيضا د. محمد البرادعى الذى أدار أقوى الملفات الذرية فى العالم وتحدى الأمريكان والإنجليز رغم الشائعات التى كانت تلاحقه، بالإضافة إلى أن الدكتور زياد بهاء الدين رئيس هيئة الاستثمار الأسبق، فهو كفاءة ولديه خبرة ويتمتع بصغر السن، كذلك الدكتور فاروق العقدة الوطنى صاحب الخبرة العالمية فى المجال الاقتصادى والمالى. حكومة تكنوقراط أما المستشار عادل عبد الباقى وزير التنمية الإدارية الأسبق غير أنه أكد أن أهم صفات رئيس الحكومة الجديد أن يكون رجل دولة من الطراز الأول فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر ليتمكن من إدارة أزماتها. وأضاف: لابد من الجمع بين الصفات الحميدة للمسئول فى الوزارة الكفاءة والخبرة ورئيس من المانع أن يختار أحد المسئولين من الأحزاب السياسية المختلفة لأعضاء حزب النور أو غيره من الأحزاب الأخرى التى لها خبرة وكفاءة ونزاهة وشفافية. مشاركة فى الثورتين وأكد د. حسن نافعة خبير الشئون السياسية بجامعة القاهرة وأستاذ العلوم الاقتصادية والسياسية أنه من الضرورى أن يتمتع رئيس الحكومة المقبلة بالخبرة السياسية وأن يكون مؤمنًا بفكر الثورة الرامية للتطوير والإبداع، وتحقيق أحلام الملايين. وأشار إلى أن حكومات ما بعد الثورة جميعها فشلت فى تحقيق المطالب للشعب والخروج من الأزمات المختلفة على الصعيد السياسى الاقتصادى، وهو ما يعنى ضرورة الاعتماد على وجوه جديدة ذات فكر متجدد وقدرة حقيقية على العطاء والأهم أن يكون لديها رؤية واضحة فى حل المشاكل وطرح الحلول اللازمة، ومما لاشك فيه أن مصر مليئة بهذه الخبرات. رؤية الأحداث والملفات أما عبد الحميد أبو موسى محافظ بنك فيصل الإسلامى المصرى فقد رأى أنه من الضرورى أن تكون الحكومة وأفرادها يتمتعون بالرؤية والاحترام ولا تكون أفرادها تحمل أية مشاكل فى الداخل أو الخارج، لافتا إلى أن مهمة الحكومة المقبلة لابد أن تبدأ عملها منذ أول يوم لتشغليها، على أن يكون رئيسها فى سن مناسبة يواكب الحركة الثورية التى تمر بها مصر ليتمكن من تحقيق المطالب الملقاة على عاتقه. ومن الضرورى أن يواجه بسرعة شديدة ما يحدث من مشاكل، وتكون له علاقات واتصالات داخلية وخارجية، مضيفا أنه من الممكن أن نجد رئيسا للحكومة يتمتع بتلك المواصفات السياسية والاقتصادية والعسكرية فى مصر، فمصر مليئة بخبراتها وسواعدها الأكفاء. اتفق معه منير الزاهد رئيس بنك القاهرة ويضيف أن أفضل حكومة يمكن تعيينها الآن فى ظل الوضع المصرى الراهن هو حكومة تكنوقراط ممثلة من جميع القوى السياسية فى مصر وتكون على مستوى عالٍ من الكفاءة والمسئولية ولديها الخبرة فى تسيير الأعمال، مضيفًا أن الاختيار لابد أن يكون متوافقا عليه من جميع الأحزاب وطوائف الشعب.