جريدة عُمان: «مصر شكلت دوما قبلة العرب والكثير من شعوب العالم كنبع حضارى ومركز إشعاع ثقافى وقاطرة تقدم و جميع المحبين يتطلعون إلى القوة الحضارية الكامنة فى مصر ويتمنون أن تنطلق هذه القوة الهائلة من عقالها». أكدت الصحافة العُمانية على تقدير شعب سلطنة عُمان لمصر. تعبيرا عن هذا تناولت جريدة عُمان فى مقالها الافتتاحى مستجدات الأحداث المصرية وتصدر افتتاحية الجريدة عنوان يقول: كل المحبين يتمنون السلامة لمصر.. * قالت جريدة «عُمان» فى افتتاحيتها:ليس من المبالغة فى شىء القول بأن كل القلوب والأفئدة تتجه اليوم صوب أرض الكنانة، التى كرمها الله تعالى فى قرآنه الكريم، والتى تضم خير أجناد الأرض، فكل المحبين، وكل المهتمين بحاضر ومستقبل المنطقة يتابعون باهتمام، وقلق أيضا ما يجرى الآن فى الشقيقة مصر، وما قد يتمخض عنه من نتائج وآثار، من المؤكد أنها ستستمر تؤثر فى دوائر عديدة لوقت غير قليل.اليوم تقف مصر شعبا ودولة ومجتمعا أمام تفاعلات وتطورات جسام، ليس فقط بالنسبة لمصر وشعبها الشقيق، ولكن أيضا بالنسبة لشعوب المنطقة ودولها، وذلك لسبب بسيط هو أن استقرار مصر وتقدمها وازدهارها ينعكس على كل المنطقة، بشكل مباشر وغير مباشر، وكذلك تعثرها واضطرابها وتدهور الأوضاع فيها، لأى سبب، أو فى أى اتجاه، سرعان ما ينعكس ويتردد صداه فى جنبات المنطقة، ومن حولها أيضا، هذا ما حدث وكررته الخبرة التاريخية فى حقب عديدة. ولعل هذا وغيره هو ما يفسر الاهتمام الواسع النطاق بما تشهده مصر، وما يمكن أن يحدث خلال الأيام أو الفترة القادمة. و أكدت جريدة «عُمان»: أن مصر شكلت دوما قبلة العرب والكثير من شعوب العالم، كنبع حضارى، ومركز إشعاع ثقافى، وقاطرة تقدم، تجر وراءها المنطقة من حولها، أضافت الصحيفة أن الجميع، جميع المحبين، يتطلعون إلى القوة الحضارية الكامنة فى مصر، ويتمنون أن تنطلق هذه القوة الهائلة من عقالها، لتتجاوز كل دعاة الفتنة والصدام، وكل محاولات العودة بمصر، والمنطقة من حولها، إلى عصور التخلف والانفلاق، بدعوات ومبررات وتصورات، تجاوزها الزمن وتجاوزتها شعوب المنطقة فى سعيها وتطلعها إلى بناء حياة أفضل تتجاوب مع تاريخها وتراثها وقيمها الإسلامية، وتتيح لها الفرصة للاستفادة من تقدم العالم وما تطرحه الحضارة الإنسانية من تطورات مفيدة فى كل المجالات. وبغض النظر عن الموقف السياسى لهذا الطرف أو ذاك فى مصر الشقيقة، وهو أمر يعود فى النهاية للأشقاء هناك، فإن الجميع يعول على ما تمتلكه أرض الكنانة من قيادات ومسئولين ومثقفين ونخبة سبق وأن قادت التطور فى المنطقة منذ بدايات القرن التاسع عشر، وهى قادرة الآن على القيام بهذا الدور مرة أخرى، ولكن الأولوية الآن هى لتحقيق التوافق والاتفاق بين القوى السياسية المصرية المختلفة، وبتنوعها الذى يتسع ليشمل كل التوجهات تقريبا. و قالت جريدة «عُمان» فى افتتاحيتها: إن الألوية فى مصر الآن هى لمنع الانحدار إلى هاوية الصدام بين أبناء الشعب الواحد، وإيجاد مخرج لبناء اللحمة المصرية، التى طالما تمتعت بها مصر عبر تاريخها، وبالتالى طالما تحطمت على صخرتها كل محاولات التفتيت والتقسيم وبث الخلافات بين شعب استطاع عبر التاريخ أن يقدم للعالم نموذجا فى التوحد والتماسك والترابط الوطنى على كل المستويات. وبرغم كل ما يبدو من مؤشرات تدعو للقلق، إلا فإننا على ثقة بأن مصر ستستطيع بحكمة قياداتها وأبنائها المخلصين تجاوز كل أسباب الشقاق، والنهوض مرة أخرى لتستأنف دورها الحضارى بالغ الأهمية لها وللمنطقة من حولها.