أكدت الدول الأساسية الداعمة للمعارضة السورية فتح الباب أمام زيادة تسليح المعارضة من أجل استعادة «التوازن» على الأرض مع النظام، تمهيدا للدفع نحو حل سلمى على أساس مبادئ مؤتمر جنيف. واعتمد اجتماع الدوحة الذى شاركت فيه 11 دولة تأكيد مبدأ دعم المعارضة عسكريا وسياسيا مع ترك الحرية لكل بلد فى المجموعة لتقديم شكل الدعم الذى تريده. كما اعتمد الاجتماع «قرارات سرية» لتغيير الوضع على الأرض فى سوريا، بحسب ما أكد رئيس الوزراء القطرى الشيخ حمد بن جاسم. وأدانت المجموعة مشاركة مقاتلين من حزب الله وإيران والعراق فى القتال إلى جانب النظام السورى، وطالبت هؤلاء المسلحين بالانسحاب فورا من سوريا. وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إن الولاياتالمتحدة والدول المشاركة فى الاجتماع ستقوم بزيادة نطاق وحجم الدعم للمعارضة السياسية والعسكرية بهدف التمكن من الوصول إلى جنيف والتعامل مع انعدام التوازن على الأرض. من جهته دعا رئيس الوزراء القطرى الشيخ حمد بن جاسم بشكل واضح إلى تسليح المعارضة، من أجل تحقيق التوازن وإجبار النظام على التفاوض. وفى البيان الختامى للمؤتمر أكد الشيخ حمد أن الاجتماع اتخذ «قرارات سرية» لتغيير الوضع على الأرض، مشيرا إلى أن 9 دول فى المجموعة متفقة على الدعم العسكرى من خلال المجلس العسكرى للجيش السورى الحر. وأضاف أن الحل السياسى مهم لكن المهم أيضا التوازن على الأرض وإعطاء المعارضة السورية وخاصة الجناح العسكرى كل ما يتطلب من أمور لكى يكون وضعهم على الأرض أفضل. قمة فرنسية - قطرية وقد التقى على هامش الاجتماع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، وتم الاتفاق فى اللقاء الفرنسى- القطرى على أن تجرى مساندة المعارضة السورية العسكرية عبر اللواء سليم إدريس قائد قوات «الجيش الحر»، وأن يكون القناة الأساسية لإيصال المساعدات العسكرية إلى الثوار السوريين، وضرورة ضمان أنها لن تقع فى أيدى الجهاديين المتطرفين. وتم التأكيد على ضرورة منع تكرار ماحدث فى «القصير»، ورغم أن عملية القصير كانت كارثة، إلا أنها وحدت المعارضة السورية وأقنعتها بالتعاون والتنسيق مع اللواء سليم إدريس. وكانت الدول الخليجية قد بدأت منذ وقت قليل فى تقديم مساندة عسكرية قوية للمقاتلين فى سورية. التوازن على الأرض بعد معركة «القصير» تغيرت حسابات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى بضرورة دعم المعارضة عسكريا، الآن وليس غدا، لاستعادة التوازن على الأرض. فالنظام يرى أنه بات فى موقع غير مضطر فيه إلى تقديم التنازلات، ولذلك أراد من خلال معركة القصير، إعطاء انطباع للمعارضة والدول الداعمة لها أن الجهود المبذولة لعقد مؤتمر «جنيف 2» لن تؤثر على قرار النظام باستخدام سلاح الحسم العسكرى، وثانيا توجيه رسالة مفادها بأن القبول بالحوار مع المعارضة لايعنى أن النظام قد ضعف أو فقد عنصر القوة. وحذرت صحيفة «ديلى تلجراف» البريطانية أن هناك خطرا من قيام النظام السورى بشن حملة عسكرية ضخمة خلال الفترة التى تسبق انعقاد مؤتمر «جنيف 2» بهدف خلق وقائع على الأرض تحول ميزان المفاوضات المقبلة لصالحه. والآن لا يمكن تحويل المؤتمر الدولى إلى فرصة لحل الأزمة إذا لم يكن مدعوما بتوازن فى الميدان. ومجددا يقف المجتمع الدولى أمام تحد أساسى، فالقرار الحاسم بتسليح المعارضة، أو الاستعداد لسماع أخبار كارثية كما حدث فى «القصير»، مع كل المخاطر الناجمة عن احتمال امتداد الصراع إلى لبنان والعراق.