يحتفل المسلمون فى يوم الخامس عشر من شهر شعبان بليلة النصف من شعبان وهى من الليالى التى اختصها الله تبارك وتعالى بالفضائل والتكريم حيث اختارها الله سبحانه وتعالى لتحويل قبلة المسلمين نحو المسجد الحرام إلى آخر الزمان. وعن هذه المناسبة يقول المؤرخ ابراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب ان القبلة هى صدر المسجد الحرام وهى جداره المتجه نحو مكة فإذا صلى الناس تجاهها كانت وجوههم ناظرة إلى بيت الله فى ذلك البلد الحرام، وكانت قبلة مسجد الرسول الأولى ناحية «بيت المقدس» مدة ستة عشر أو سبعة عشر شهراً ثم حولها الله سبحانه وتعالى تجاه الكعبة فتحولت فى مسجد الرسول من الشمال إلى الجنوب. كان صلى الله عليه و سلم يصلى إلى الكعبة قبل أن يهاجر إلى المدينة فلما هاجر إليها أمره الله تعالى بالتوجه فى صلاته إلى بيت المقدس تأليفاً للقلوب وظل يصلى إلى بيت المقدس وأحب الرسول أن يتوجه إلى الكعبة فجعل يدعو الله تعالى أن يوجهه إلى الكعبة. يقول ابراهيم العنانى إن أول احتفال يعود إلى العصر الفاطمى، وكان الاستعداد يبدأ فى دار الفطرة حيث تعد كميات كبيرة من الحلوى يستخدم فى إعدادها كميات كبيرة من السكر وذلك لتوزيعها على رجال الدولة القائمين على الجوامع والمشاهد الشريفة، أما الاحتفال الرسمى فيبدأ بعد صلاة الظهر بخروج قاضى القضاه فى موكب كبير إلى مكان جلوس الخليفة وتكون قد سدت ورشت بالرمل فى الوقت الذى يكون قد اصطف فيه جنود الوالى على جانبى الطريق وعاد الاهتمام بهذه المناسبة فى عصر المماليك، وذلك بالاحتفال به فى حوش القلعة الكبيرة وإقامة الزينات والولائم وتوزيع الصدقات على الفقراء حيث تسير المواكب وتنشد الأناشيد وكانت تضرب خيمة عظيمة فى حوش القلعة ويبدأ الاحتفال بقراءة القرآن ثم يأتى الوعاظ والمنشدون، فإذا ما انتهى كل منهم دفع إليه السلطان بصرة فيها دراهم من الفضة وحينما تنقضى صلاة المغرب تمد الأسمطة فيأكل الجميع ويوزع منها على الفقراء وبعد ذلك يمضى الجميع بقية الليل فى سماع المنشدين هذا بالنسبة للسلاطين،أما عامة الشعب فكانت تحتفل بهذه المناسبة بأن يأتى كل بيت بمشاهير القراء لتلاوة القرآن الكريم ثم ينشد المنشدون بصحبة الآلات القصائد فى مدح الرسول، أما النساء فكن يشاهدن الاحتفال خارج المنازل من فوق الأسطح أو يحتفلن به داخل المنزل بإحضار إحدى الواعظات لسماع الوعظ.