* يسأل أحمد منصور من ملوي "المنيا": هل من مزيد للمعرفة حول حدث تحول القبلة والذي نحتفي به في شهر شعبان من كل عام؟ ** يقول د.محمد نجيب عوضين الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية: كان النبي "صلي الله عليه وسلم" وهو في مكة يتخذ وجهته للصلاة اتجاه بيت المقدس فكان يأخذ هذه الوجهة جاعلا الكعبة ضمن وجهته إلي بيت المقدس أي أنه بذلك كان يتوجه إلي القبلتين. ولما هاجر النبي "صلي الله عليه وسلم" إلي المدينة وجاء التوجيه الإلهي بالتوجه إلي بيت المقدس تعذر علي النبي أن يجمع بين القبلتين فأخذ يتوجه إلي بيت المقدس قبلة لصلاته لمدة ستة عشر شهراً وكانت حكمة الله في الأمر باتخاذ بيت المقدس قبلة للصلاة أن يؤلف ويوحد بين النبوات ويوثق الصلة بين المقدسات وأن يجعل هذه الأمة مسلمة ومتعبدة بأوامر ربها متمثلة لأوامره فتمتحن بهذه التوجيهات تصديقا لقوله تعالي: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه" أي كانت من أجل ان يظهر المحق من المبطل والمطيع من المخالف واختبارا للأمة أن تقوم بدورها الريادي كخير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر تحمل الإيمان ويختم الله بها الأمم وبقرآنها الكتب السماوية وبرسولها ختام الأنبياء والمرسلين. وقد كان النبي "صلي الله عليه وسلم" يتوق ويتشوق ويحب أن يتجه إلي الكعبة خاصة بعد أن قال سفهاء اليهود "ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها" وكان يقلب وجهه في السماء راجيا وداعيا فنزل قوله تعالي "قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره" فتحولت القبلة من بيت المقدس إلي الكعبة المشرفة وتظل كذلك إلي يوم القيامة اظهارا لمحبة الله سبحانه لنبيه فولاه القبلة التي يرضاها. كان ذلك علي الأرجح ليلة النصف من شعبان وهي التي ورد فيها "أن الله جل وعلا ينزل فيها إلي السماء الدنيا ويدعو عباده هل من مستغفر فأغفر له هل من مبتل فأعافيه هل من كذا هل من كذا حتي يطلع الفجر فيغفر الله للمستغفرين الا لمشرك أو مشاحن وعاق لوالديه فهذه الليلة حوت هذا الفضل وهذا الحدث العظيم الذي بين مكانة الأمة ومكانة نبيها ومنزلته عند الله. علي المسلم أن يحتفي في مثل هذه المناسبات بالطاعة والعبادة وشكر الله علي نعمه وليست هناك أمور محددة يقتدي فيها وعلي المسلم ألا يبتدع من الأمور ما لم يرد فيه نص أو فعل من النبي "صلي الله عليه وسلم".