تمثل مفاصل الفك نهايات الفك السفلى، و تربطه بعظام الجمجمة، و هى أكثر المناطق حساسية وتجرى بجانبها أعصاب تغذى الأذن اليمنى واليسرى والمناطق المحيطة. وعن طريق هذه المفاصل يمكن للإنسان تحريك الفك السفلى أثناء الكلام والمضغ، وأثناء تحريك الفم إلى الأسفل وحين تحريك الفك السفلى إلى الجانبين. لذا فإن أى خلل قد يتعرض له الفك والعضلات والأعصاب، وأى مشكلة فى الإطباق تؤثر سلبا على هذين المفصلين محدثة بعض الأعراض المزعجة والمؤلمة مما يصعب تشخيص الألم و يبقى المريض حائرا بين طبيب الأسنان و طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وسرعان ما يكتشف الأول أن الآلام أحيانا تكون على سبيل المثال ارتفاع فى الحشوات أو الجسور الموجودة فى الفكين. وعن هذه المشكلة يقول د. كريم الصباح اخصائى أمراض الأسنان بمستشفى دار الشفاء إن المريض يخلط بين آلام الأذن و آلام المفصل و التهابات الجيوب الأنفية لذا فإنه عندما يشعر المريض بألم فى تلك المنطقة قد يزور طبيب الأنف والأذن و الحنجرة لشدة الألم، وبعد الكشف يجد أن أذنيه سليمتان والجيوب الأنفية سليمة، و هنا يبدأ البحث والتحرى عن تشخيص سليم لإجراء العلاج اللازم و ذلك يتم فى عيادة طب الأسنان. وعن الأعراض المشتركة بين طبيب الأسنان وطبيب الأنف والأذن والحنجرة يقول الصباح: وجود ضرس عقل مطمور بأشكاله المتعددة فى الفكين. وجود حشوات أسنان فضية أو تجميلية مرتفعة. وجود جسور أسنان مرتفعة. وجود زراعات أسنان غير متوازنة مع الإطباق. وجود مشاكل خلقية فى عظام الفكين. وجود بروز للفك السفلى على الفك العلوى. وجود تقدم فى الفك العلوى على السفلى. وجود عادات فموية متعددة. وجود التهاب ما حول ضرس العقل. وجود التهاب عصب أحد الأسنان أو أكثر نتيجة وجود تسوس الأسنان. وجود التهابات لثوية حادة تؤثر على المفصل الصدغى. وجود ترسبات كلسية عميقة. وجود أنياب مطمورة تؤثر على الجيوب. وجود بقايا جذور ملتصقة فى جدار الجيوب الأنفية قد يؤدى إلى التهابات فى الجيوب. تعرض المريض لحادث سيارة مما قد يصيب الأسنان أو الفكين بكسور مما قد يؤثر على المفصل الصدغى. ويؤكد الصباح أن تشخيص اضطرابات المفصل الصدغى يحتاج إلى طبيب أسنان متخصص وأكثر أطباء الأسنان ليس لهم علاقة بجراحة الفم والفكين، مشيرا إلى أنه توجد علاقة بين التهابات الجيوب الأنفية وآلام الأسنان حيث أن الأولى هى تجاويف داخل الجمجمة وهى متصلة بتجويف الأنف ومن هذه الجيوب (الجيب الصدغى)، وما يسمى (الجيب الفكى)، وهو يوجد على جانبى الأنف، و هو متصل مباشرة بتجويف الأنف عن طريق فتحة بجداره الداخلى، و يفصله عن العين جداره العلوى، أما جداره السفلى فهو ملاصق لجذور الأسنان فى الفك العلوى. ويضيف عند حدوث التهابات بالجيوب الأنفية يشعر المريض بألم فى الصدغ و الفك والأسنان العليا، فإذا وجد أن المريض يعانى من آلام بالأسنان فى الفك العلوى و فى نفس الوقت لا يوجد سبب واضح لهذا الألم فإن طبيب الأسنان يقوم بتحويل المريض إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة للوقوف على الأسباب الحقيقية لتلك الآلام، ومن ثم القيام بالإجراء المناسب لعلاج التهابات الجيوب وغيرها.