أثارنى ما تعرض له محافظ البحيرة من تعد ورفع الأحذية تجاهه بحالة من الغضب العام وطرح حلول فعالة لمنع تكرار ذلك وطرحت فكرة «انتخاب المحافظين والتى معمول بها فى معظم الدول الأوربية والأمريكية». ولا شك أن درجة الوعى والدعم الثقافى والاقتصادى فى المجتمعات النامية لا يجعلنا مؤهلين لتطبيق هذه الطرح على الواقع العملى لكن لماذا لانبدأ خصوصا وأن بوادر التجربة فى محافظة قنا تدعو للتفاؤل والثقة بعد اصرار القناوية على انتخاب اللواء عادل لبيب محافظا لهم. كما أن هناك محافظات حدودية مثل محافظتى شمال وجنوب سيناء وأسوان والبحر الأحمر ومطروح لا يصلح فيها انتخاب المحافظين لاعتبارات أمنية وقومية. فضلاً عن قلة التخصصات والخبرات. ويتطلب الأمر وضع خطط تنمية مستدامة تتماشى مع الظروف المجتمعية والظروف الاقتصادية. ولنبدأ التجربة بانتخاب رئيس القرية ثم نقيم التجربة بايجابياتها وسلبياتها ثم نعلو إلى مستوى المدن والمراكز ثم اختيار عدة محافظات من الوجه البحرى تساويها فى العدد محافظات من الوجه القبلى ثم تكمل باقى المحافظات الأخرى تباعا. ويجب أن يطرح تعديل قانونى ودستورى لقانون الإدارة المحلية لكيلا يطعن على التجربة وتقتل فى مهدها. كما أن فكرة انتخاب المحافظين قد تؤثر فى قرارات المحافظين ويحرص على توفير المزيد من الخدمات لأصحاب القدرات التصويتية وقد تؤثر بذلك المصالح الخاصة وتطغى على المصالح العليا. ولكن فى المقابل فإن نظام الانتخاب سيجعل المحافظ يبذل قصارى جهده لحل مشاكل الحياة اليومية ويتواجد مع الجمهورلأن أصواتهم ستأتى به أو تقصيه عن موقعه. كما أن طرح الفكرة للنقاش المجتمعى ستجعل الأحزاب والمجتمع المدنى والائتلافات تقرر فى النهاية أيهما أفضل اختيار المحافظين بالتعيين أم بالانتخاب؟ كما أنه يجب تجريب الطرح للفكرة على مستويات متدرجة من القرية للمدينة للمحافظة وتقييمها باستمرار ودراسة كافة جوانبها الإيجابية والسلبية. كما أن الخوف من شراء صوت المواطنين فى انتخابات المحافظين سيزول تدريجيا لأن المواطن سيتحمل تبعة اختياره ويدفع الثمن باهظا لأنه اختار بطريق الخطأ. إن الفكرة باختيار المحافظين بالانتخاب قد طرحت من قبل ولكن الظروف الراهنة عقب ثورة 25 يناير وتفشى الفوضى واللامبالاة تجعل من إعادة الطرح مسألة مهمة لوقوع تغيرات مجتمعية جذرية وظهور أولويات متقدمة تناسب التغيرات السياسية والاقتصادية. وطرح الفكرة لدوائر الحوار لإحداث نقلة حضارية فى الإدارة المحلية قد تكون رفاهية حاليا ولكن ضرورية فى المستقبل القريب والبعيد.