الدين المعاملة العدل فى الرضا والغضب

أصبح كثير من المسلمين فى زماننا هذا يكيلون بمكاييل كثيرة ومن يتق الله منهم عنده ميزان واحد فى الأمور كلها. يقسط فيه ويعدل ولا يطفف فإن المطففين ويل لهم M وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ.فالعدل لابد أن يكون مع النفس ومع الغير، والعدل فى كل الحالات الرضا والغضب، الصحة والمرض، الغنى والفقر، فالعدل مع النفس علمنا إياه رسول الله? عندما أمر عبد الله بن عمرو لما أراد أن يصوم النهار ويقوم الليل أن لجسدك عليك حقا وأن لربك عليك حق فأعط كل ذى حق حقه، ويكون العدل مع النفس أن يتمتع بالوسطية وعدم الافراط وعدم تعريض النفس بما لا تطيق. فإذا تعلم العدل مع النفس لابد أن يكون عادلًا مع الغير. والله سبحانه وتعالى يأمرنا: M وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ.والعدل فى الحالات النفسية المختلفة فالنبى كان يحب السيدة عائشة ولكن لم ينسه حبها لها العدل فقد أهدت بعض ازواج النبى? له طعاما فضربت عائشة الاناء فالقت ما فيه فحكم النبى طعام بطعام وإناء بإناء بل قال تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى. والعدل مع المخالفين لك فى الرأى لا بل فى العقيدة، فاتهم يهودى بالسرقة درع لأحد الأنصار والدليل أن الدرع كانت فى جوال دقيق فوجد خط للدقيق إلى بيت اليهودى فحكم رسول الله? فلما أخبر جبريل الرسول? بالسارق الحقيقى من الأنصار حكم ببراءة اليهودى وأقيم الحد على الأنصارى.
فيأكل مسئول احكم بالعدل واعط كل ذى حق حقه.