فى ظل المحاولات المستمرة لإثارة النعرات الطائفية فى المنطقة، تواجه لبنان محاولات مستميتة لاستدراجها إلى براثن فتنة طائفية كبرى تعيد إليها شبح الحرب الأهلية البغيضة، خاصة بعد الاعتداء على رجال الدين والمشايخ فى لبنان بما يعد جريمة أخلاقية ودينية ووطنية فى ظل تصدير الازمة السورية للبنان ولفت الانظار اليها وإغراقها فى حرب أهلية لاستكمال المخطط المرسوم للمنطقة بنشر الفوضى التى باتت تهدد بلدان الوطن العربى.وجاء اندلاع الاشتباكات الطائفية بين السنة والعلويين فى لبنان ليؤكد فشل الرئيس السورى بشار الأسد فى احتواء الوضع الذى عمد إلى تصدير أزمته للخارج لصرف الانتباه عن الجرائم التى يمارسها فى الداخل واستخدامه للسلاح الكيماوى. وبعيدًا عن تأييد بعض القوى السياسية اللبنانية لنظام بشار الأسد الدموى فإن دراسة متأنية للوضع السياسى فى لبنان تقول إنه ليس من مصلحة هذه القوى ومن بينها حركة أمل وحزب الله إحداث فتنة سنية شيعية فى لبنان. وتكمن المخاوف من تحول حالة الاحتقان السياسى فى لبنان إلى حرب طائفية تبدأ من طرابلس التى يقطنها أكثرية من العلويين الموالين للأسد وتنتقل إلى العاصمة التى قد تتحول إلى ساحة حرب شرسة بين العلويين المؤيدين للأسد والمدافعين عن خوض حزب الله للحرب السورية وبين الطائفة السنية التى تدعم المعارضة السورية والثورة التى قام بها الشعب السورى لإزاحة بشار، والتى ترى أن خوض حزب الله تلك الحرب توريط للبنان التى تواجه شرارة حرب أهلية. وتقف الحكومة اللبنانية أمام مفترق طرق إما أن تنجح فى لم شمل اللبنانيين وتعبر بهم إلى بر الأمان وإما تنساق وراء الفتن والسقوط فى براثن حرب أهلية. وبسبب غياب مشاريع واضحة المعالم عند الدول العربية مشتركة أو منفردة لمواجهة التحديات السياسية والأمنية الكبرى دفعت المجتمعات العربية ثمنها باهظا، حيث بدأت المجتمعات العربية البحث عن بديل لتعول عليه فى إعادة ولو جزء قليل من كرامتها ومن هنا تأتى المخاوف من تبنى بعض التيارات الاسلامية المتطرفة فى المنطقة العربية الخطاب الطائفى باعتبار أن المعركة بين السنة والشيعة وليست بين شعب يريد الحرية والديمقراطية ونظام استبدادى قمعى لا يريد التخلى عن السلطة. ومن جانبها استغلت إيران تسارع الأحداث والمتغيرات فى المنطقة العربية وحاولت أن تطرح نفسها كبديل للدفاع عن المستضعفين والمضطهدين بالعالم، وتحركت بقوة وبكل إمكانياتها لإختراق المجتمعات العربية. وقد تمكنت إيران كلاعب أساسى فى المنظومة الإقليمية أن تزرع خلايا فى بعض الدول العربية لصالحها بشكل علنى، بينما يعمل بشكل سرى لتنفيذ الأجندة الإيرانية. وبذلك تمكنت إيران من السيطرة على العراق وسوريا ومصادرة القرار السياسى الوطنى فى لبنان من خلال حزب الله الذى همه الأول والأخير تنفيذ أجندة خامنئى فى المنطقة على حساب لبنان وسيادته. وصدرت إيران الفوضى والفتنة وعدم الاستقرار للبحرين واليمن وحاولت بكل الأدوات أن تخترق المملكة العربية السعودية والكويت.