استنفرت ثورة 25 يناير 2011 الطاقات الكامنة بداخل صدور شبابنا.. وحركت سواكن القلب.. فخرج الشباب عن صمته.. وعن سلبيته التى أخذت عليه.. فصار شلال هادر من الدماء فى شرايين الأمة.. فكان ما كان. وعلى مدى ثمانية عشر عامًا أقصد يومًا.. لأن هذه الثورة تحسب بالأعوام. لا بالأيام فى حقيقتها.. صمد الشباب الثائر وانفجر بركان الغضب بداخله ولم يخرج حممًا. بل أخرج حبًا وشغفًا بهذا الوطن الذى سلب منه، وذلك من طاغية ظنه غير قادر على صنع شىء، لأنه شباب مغيب واقع تحت تأثير المخدر العقلى والنفسى هذا الشباب شبّ وخرج عن الطوق. وأذهل العالم الذى وقف على أطراف أصابعة تقديرًا وإجلالًا.. لهذا الشباب الذى صنع تاريخًا ليدخل فيه آخرون. هذا الشباب توارى عن الأنظار بعد الأيام الثمانية عشر قانعًا بما فعل.. وهنا انتهى دور الثائر.. ليبدأ وللأسف دور السائر بالاجتجاجات الفئوية.. ووجدنًا أنفسنا وسط كرنفال من الأئتلافات والاحتجاجات والجماعات والجمعيات والكل ينسب لنفسه فضل إنجاح الثورة.. إلا صاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى.. شباب ال 18 يومًا "نبض مصر".. هؤلاء الشباب كانوا ثائرين لمصلحة مصر الوطن.. أما الآخرون فهم سائرون لمصلحة أنفسهم.. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.