لم يكن خروج المرأة المصرية إلى الميادين فى ثورة 25 يناير هو الأول، إذ عرفت قصيدة الفراعنة وابنة النيل بالنضال والكفاح الثورى على مدار التاريخ.. وفيما يلى سطور من قصص الملاحم التى لعبت خلالها المرأة المصرية دورًا بطوليًا دونه المؤرخون بكل فخر واعتزاز. شرارة البداية كانت فى سبتمبر عام 1798 فى ذلك التاريخ أمر نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية بهدم المقابر الموجودة بجوار بعض بيوت القاهرة القديمة، تمهيدا لإعادة تخطيط المنطقة من جديد، وعندما بدأت عمليات الهدم امتدت أيضا إلى بعض البيوت فى تلك المنطقة وطرد سكانها منها، عندها خرجت مظاهرة نسائية كبيرة لتتوجه بشجاعة إلى منطقة «الأزبكية» مقر حكم القائد الفرنسى نابليون بونابرت، الذى فوجئ بتلك المظاهرة التى دفعته للتراجع عن قراره السابق بهدم المقابر والبيوت ليسجل التاريخ أول انتصار مصرى على الحملة الفرنسية وهو الانتصار الذى حمل الطابع النسائى وفى عام 1919 وتحديدا فى منتصف شهر مارس خرجت أكبر مظاهرة نسائية تشهدها البلاد، احتجاجا على بقاء الاحتلال البريطانى فى مصر، وفى ذلك اليوم سقطت أول شهيدة فى ثورة 1919 برصاص الاحتلال البريطانى، وهو الأمر الذى جعل الزعيم سعد زغلول بعد عودته من منفاه الإجبارى وفى أول خطبة له للجماهير يقول لهم: «لتصيحوا جميعا تحيا المرأة المصرية»، بعد ذلك التاريخ وفى عام 1946 وفى انتفاضة الطلبة التى يتجاهلها التاريخ خرجت الطالبات فى الكليات والمدارس الثانوية فى مظاهرة كبيرة لدعم مظاهرات طلبة المرحلة الإعدادية ضد الاحتلال البريطانى، ليأتى عام1951 وبعد أن قرر مصطفى النحاس باشا زعيم حزب «الوفد» إلغاء معاهدة 1936 قامت نساء مصر بالدعوة إلى مقاطعة المنتجات الأجنبية، بل وصل الأمر إلى تنظيم وقفات أمام المحلات والبنوك الأجنبية لمنع العملاء والزبائن من الدخول إليها. وفى ثورة 23 يوليو، لعبت المرأة دورا بارزا فى دعمها، ولكن الدور الأكبر والأهم والأخطر كان أثناء العدوان الثلاثى على مصر، والذى شهد تنظيم كتائب محاربة من السيدات المصريات اللاتى تواجدن فى الصفوف الخلفية لمساعدة الجرحى والمصابين، وأيضا التدريب على حمل السلاح، وكانت من أشهر السيدات التى حملت السلاح هى الفنانة تحية كاريوكا والفنانة نادية لطفى، وفيما بعد استقبلهما الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع وفد النساء المصريات وقام بتكريمهما واحتفى بهما احتفاء خاصا. وفى ثورة يناير لعبت المرأة دورًا كبيرًا بشجاعة وجدارة، لتثبت أن المرأة ليست أقل من الرجال فى التضحية من أجل الوطن ورفعة شأنه، وقدمت الغالى والنفيس، وقدمت الأبناء بدمائهم الطاهرة ونزلت بجانب الرجل تطالب بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية فالمظاهرات النسائيه نجحت فى كسر حاجز الخوف لدى المرأة المصرية وجعلتها أكثر فعالية ومشاركة فى الحياة السياسية والاجتماعية، كما أنها حولت قضية المرأة الفئوية إلى قضية شعبية ينادى بها المجتمع كله.