قاتل الله الغباء ! فنحن لدينا قدرة هائلة على أن نصنع من السفاسف والتوافه أشياء هائلة نضخمها ونكبرها ونقدم لها الخدمات التى لا تعادلها أية قيمة ! وبدلا من أن نكون أذكياء بتجاهلها والتغاضى عنها نجعل منها شيئا ! هل قرأ أحد من قبل لصحفى يدعى أحمد على؟ و هل قرأ أحد فى مصر فى يوم من الأيام جريدة اسمها الوطن القطرية ؟ هل فى يوم من أيام تاريخ الدنيا أن حدث اتفاق كامل فى كل البشرية وإجماع على حب شخص أو بلد أو حتى دين ؟ أعتقد أن الإجابات كلها ستكون بلا ! فإذا كانت الإجابات كلها بالنفى فلماذا كل هذه الضجة على شخص لم نسمع به، وجريدة لا يقرأها أحد، حتى تبارى الكثيرون كبارا وصغارا للدفاع عن مصر العظيمة.. مصر التاريخ والحضارة والشموخ فى مواجهة كاتب مغمور أراد أن يعبر عن كراهيته لهذا البلد وشعبه، وهذا حقه! نعم فمن حقه أن يكره مصر ويكره شعبها، وأن يبحث فى نواقصنا فلا يلفت نظره سوى الفول والطعمية! فهل نعتقد حقا أن كل بشر الأرض تحبنا وتبجلنا وتحترم حضارتنا وتاريخنا؟ بالطبع لا ! فهناك من يحقدون بالفعل على مصر وشعبها وأنا لا أرى فى ذلك شيئا، فقد تعرض هذا البلد على طول تاريخه لمثل هذه الأفعال، بل كثيرًا ما تعرضنا لغل وحقد وكراهية لا نعلم سببها لشعوب وقفت مصر إلى جوارها وبذلت من أجلها الغالى والنفيس، ثم كانت تلك البلدان حرابا فى ظهر هذا البلد! ربما نحن ننسى، فلم يكن هذا الكاتب القطرى الأول والأخير فيما فعل فقبيل زيارة السادات للقدس كانت كل صحف الخليج تهاجم مصر وتتعاقب عليها، حتى نشرت إحدى صحفها الرئيس المصرى فى الخليج فى رحلة شحاذة وربما كانت تلك من أسباب إقدام السادات على مبادرته! لم يكن يعيرنا أحد بالفول والطعمية إلا بعد حرب أكتوبر المجيدة ، وعلينا ألا ننسى هذا أبدا، وهذا أيضاً ما يجب أن يظل فخرا لكل مصرى، أن يدرك أننا بالفعل رغم فقرنا وهذا حقيقى، ورغم متاعبنا الكثيرة وهمومنا ومشاكلنا، ورغم أن شعبنا يأكل الفول والطعمية بالفعل إلا أننا استطعنا أن نكون ومازلنا ورغم كل ما نعانى أكبر دولة عربية ، وأكبر بكثير من أن يستفزنا مقال صغير فى جريدة نائية، فهذا أمر وارد، لكن فى المقابل هناك صحف كبيرة وكثيرة وكتاب كبار جدًا وباحثون وفنانون ومواطنون عرب عاديون جدًا يعشقون تراب هذا الوطن، ويتعلقون بكل ما يجرى فيه، ويحبونه كحب أوطانهم، فنترك كل هذا الزخم، ثم نلتفت لمن لا يُرى بالعين المجردة فى خضم تاريخنا وحاضرنا ومكانتنا لنصنع منه شيئا هو لصالحه، فيظل يفخر انه ضايق المصريين وناطحهم وجعلهم يكتبون فى صحفهم ومواقعهم تنديدا به، وهو لا شىء .. أليس هذا الغباء بعينه ؟!