ما هذا السحر الذى لطبق الفول.. إذا ظهر على مائدة الإفطار تضاءلت بقية الأطعمة.. إنه العمدة أو ناظر المدرسة أو كبير العائلة! هل لأن له تاريخا عريقا فى إفطارنا؟ هل لأنه ما تبقى من ذكريات الطفولة: سندوتشات المدرسة والرحلات؟.. هل مذاقه الخاص مع الزيت والليمون والخل والكمون والطرشى والماء بعد ذلك ثم الماء والشاى وغيره من المشروبات حتى تمتلئ المعدة فلا يترك مكانا لطعام آخر! وكل الذين أقسموا ألا يضعوا الفول على المائدة بعد ذلك لم يصدقوا فى هذا اليمين! حتى المصريون فى الخارج يتمسكون به! ونحن نتندر على أنفسنا كثيرا عندما نرى أن الفول هو المسئول عن الرضا والاستسلام ولولاه لثار المصريون على أوضاع كثيرة وننسى أننا ثرنا على أوضاع كثيرة من أيام الفراعنة حتى اليوم! وكثيرا ما بكى المصريون فى البلاد العربية عندما كانوا يعايرونهم: يا بتوع الفول! أذكر أنه عندما ذهبنا إلى «بير سبع» أن دعانا عمدة المدينة إلى طعام الإفطار وكان عراقيا، قال: لم أر مصريين فى حياتى وسألت عن الذى يأكله المصريون فقالوا هذا.. واتجهت عيوننا إلى حيث أشارت يده.. وكانت مائدة ضخمة بها الفول بالزيت والسمنة وبالزبدة والطعمية والبصارة والباذنجان المخلل والمقلى وأقبلنا نأكل كل ذلك برغم أننا لا نفعل فى بيوتنا.. ولكننا أردنا أن ندفع عن أنفسنا رائحة النكتة وطعم الفضيحة. [email protected] المزيد من أعمدة أنيس منصور