أعلن مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب عن الفائزين بها لهذا العام، وقد فاز بشخصية العام فضيلة الأمام د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، وجاء فى حيثيات منح الجائزة لفضيلة الأمام:«أنه شخصية تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمى المتخصص فى الفلسفة التى درس أصولها فى فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسى الناجح فى جامعات عربية متعددة، وشخصيته إلى جانب ذلك هى شخصية العالم المسلم الورع، الذى يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلو والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار». حين سئل د. على بن تميم أمين عام الجائزة عن اختيار فضيلة الإمام كشخصية العام الثقافية قال:«لدوره المعرفى والعلمى فى نبذ التطرف، وأنه مثال للوسطية وعزز التسامح ولغة الحوار، واستطاع أن يكون امتدادا معرفيا حقيقيا لدورالأزهر الشريف فى مصر». تم الإعلان عن جائزة الشيخ زايد يوم الثلاثاء الماضى، فى نفس الوقت الذى خرج فيه عدد من طلاب الجامعة العريقة مطالبين برحيل وإقالة فضيلة الإمام من منصبه الذى ربما يتطلع إليه كثيرون غيره! لكن الحقيقة لمن يتتبع فضيلة الإمام جيدا، أو لمن يعرفونه عن قرب، يعلمون جيدا أنه ليس زاهدا فى هذا المنصب فحسب، بل وغيره من أى مناصب أخرى، وهذا أمر ليس بإرادته ولكن بطبيعة تكوينه الصوفية التى تقوم على الزهد، والتى جعلته يتنازل عن كثير من مخصصاته وامتيازات منصبه، لكن ربما توازت معها طبيعة تكوينه كأستاذ ومعلم يدرك مسئولياته جيدا، ودوره الذى أراد الله أن يقوم به فى هذا التوقيت بالذات لحماية هذه المنارة الإسلامية الوسطية العريقة مما يحيق بها، فجعله ذلك يصبر على كثير من الأذى وكثير من الضغط المفتعل أحيانا والعادل أحيانا أخرى! ربما يكون طلاب المدينة الجامعية بالأزهر على حق، بل بالفعل هم على حق فى المطالبة بتحسين أحوالهم، لكن ما شهدناه من مبالغات، واعتداء على حقوق مواطنين فى أن يسيروا حياتهم اليومية، ولا يستطيعون بسبب ما فعله الطلاب من قطع للطرق، وإلقاء للحجارة، وتجاوزات لفظية، كان يمكن أن يليق بأى فصيل آخر إلا طلبة الأزهر، الذين وإن لم يعرفوا قدر وقيمة جامعتهم، فهذه كارثة وإن عرفوا وفعلوا فالكارثة أكبر! أما فضيلة الأمام الذى أفسد علينا البعض فرحتنا بما نال، فأنا على يقين أن فضيلته سيتجاوز هذا الأمر وأمورا أخرى من أجل رفعة مصر ومكانة الأزهر، وأنه سيسامح كشيم الصالحين!