صوت الأم علاج للتوتر يحتاج إليه الطفل كنوع من العطف والحب والحنان، يشحن به الجنين أول بأول لنموه وتطويره، هذه بعض المحاور التى دارت فى الندوة التى عقدت بقصر ثقافة روض الفرج تحت عنوان «مدرسة الأمومة» تحت رعاية مديرية القاهرة برئاسة د. محمد زيدان.ويقول د. مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال بجامعة عين شمس إن الأمومة غريزة أقوى من غريزة الحب نفسه، وهى علاقة سامية بين الأم وأولادها وتشمل الأمومة البيولوجية والأمومة النفسية، فالأمومة البيولوجية تتمثل فى أن الأم هى التى تمنح البويضة وتحمل وتلد وترضع (أربع وظائف بيولوجية). والأمومة النفسية هى أن الأم التى تربى وتحب وتتعلق بها روح الطفل (ثلاث وظائف نفسية)، مشيرًا إلى أن الأمومة النفسية لازمة للنمو الصحى السليم وذكاء الطفل وتعلمه اللغة وإرضاعه ثقافة المجتمع، فالأم تلعب دورا عظيما فى تغذية نفس ووجدان الطفل ويجب إشباع حاجة الأطفال بالحب لينشأوا أسوياء. وأضاف: صوت الأم يكشف مشاعرها، لذلك يستطيع الرضيع من الشهر السابع من عمره أن يميز المشاعر العاطفية للأم عن طريق نغمات صوتها فهو يفهم مشاعر الأم ويعرف أنها فى حالة سعادة أو عصبية أو حزن أو دهشة. ولهذا على الجميع الرفق بالأمهات الحوامل لتوفير الأجواء الهادئة للأجنة لنشأة أجيال جديدة صحيحة جسديًا ونفسيًا، فصوت الأم هرمون للنمو، حيث إنه مهم لنمو وتطوير الجنين والوليد والرضيع، ويستطيع الجنين سماع صوت الأم وسماع أصوات الأمهات الأخرى، ولكن صوت الأم فقط هو الذى ينشط أجزاء المخ الخاصة بتعلم اللغة، وأوضح أن الأمهات اللاتى يعانين من تسمم الحمل نتيجة أن الأجنة لا يستطيعون استقبال صوت الأم بنفس الكفاءة التى يتمتع بها أجنة الحمل الطبيعى ويفضل المولود صوت الأم وهو يستطيع أن يسمع من الأسبوع العشرين من الحمل ويتذكره بعد الولادة ويتذكر أيضًا الموسيقى التى تعود على سماعها خلال الحمل وهذا يعنى إمكانية تثقيف الجنين، بل تعلمه قبل أن يولد. فصوت الأم دواء يحسن صحة الطفل المبتسر، فالمدهش أن سماع الطفل المبتسر الأقل من 28 أسبوعا وهو أشد درجات الابتسار لتسجيلات صوت الأم وضربات قلبها خلال مكوث الطفل المبتسر فى الحضانة يقلل من الأخطار التى تهدد القلب والجهاز التنفسى للطفل المبتسر. كما أكد د. بدران أن سماع صوت الأم للطفل يعالج التوتر إذ ينشط إفراز هرمون الأوكسيتوسيس وهو هرمون مزيل للتوتر والقلق، ينشط عند العناق وبذلك وجد أن سماع صوت الأم يسبب سعادة الطفل التى تماثل ما ينجم عن احتضان الأم لطفلها، مطالبًا الأمهات بتسجيل أصواتهن لإعادة سماعها للرضع، خاصة حديثى الولادة لإكسابهم الطمأنينة حال انشغال الأمهات، كما يطالب الأبناء حتى الكبار بتسجيل أصوات الأم للاستفادة بمزاياها عند غيابها أو الحنين إليها.