انتهى د. إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم من عمل خريطة التعليم فى مصر تتضمن معلومات متكاملة عن كل المدارس المصرية واجتمع مع وزيرى الثقافة والشباب ليفتح الأول مسارح هيئة قصور الثقافة أمام تلاميذ المدارس التى لا توجد بها مسارح. وليفعل الثانى نفس الشىء فى مراكز الشباب. هيئة قصور الثقافة لديها ما يقرب من 4 آلاف قصر فى محافظات مصر المختلفة ولوزارة الشباب نفس العدد من مراكز الشباب بعد سويعات قليلة جدًا من صدور العدد الماضى من «أكتوبر» اتصل بى د. إبراهيم غنيم وكانت مكالمته ظريفة وطريفة ومفيدة إذ بدأها بسؤال غريب هو.. من أدى القصيدة الغنائية «لا تكذبى» هل محمد عبد الوهاب أم نجاة أم عبد الحليم حافظ ؟ فقلت: أظن أنها نجاة قال: وأنا معك فى نفس الرأى إذن فأنا متذوق للفنون مثلك تمامًا وأقيم كل يوم سبت حفل تكريم للطلبة الموهوبين فى العزف والغناء والشعر. وقد استمعت لتوى إلى صوت طالب يغنى «عظيمة يا مصر» وكان مجيدًا فى الأداء لدرجة تقرب من أداء صاحب الأغنية الأصلية الفنان الكبير وديع الصافى. وقال السيد الوزير: وأزيدك من الشعر بيتًا: نحن نستعد لمسرحة مناهج التعليم مرة أخرى بعد أن توقفت هذه العملية الفنية المفيدة والجذابة للتلاميذ. قلت للوزير: إذن فما هى حكاية إلغاء حصة الموسيقى من الدارس؟ قال: لا أصل لهذا الموضوع عندنا بل لا يوجد مستشار بالاسم الذى ذكره الخبر الذى طالب بإلغاء الموسيقى. كان الخبر قد نشرته صحيفة صباحية يومية خاصة ونقله بالألوان الطبيعية الإعلامى جابر القرموطى فى برنامجه «مانشيت» على قناة ontv وقامت الدنيا وأرجو أن تقعد بعد أن بيّن السيد وزير التربية والتعليم الأمر على حقيقته ولتهدأ نقابة المهن الموسيقية، ويصحح الفنان أحمد آدم المعلومات التى ذكرها فى برنامجه «بنى آدم شو» على قناة الحياة. الأمة المتحضرة هى القادرة على أن تجعل الموسيقى جزءًا من التربية العامة من خلال الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام بحيث يكون كل مواطن مصرى على قدر من الثقافة الموسيقية تمكنه من التعبير الموسيقى عما يشغله نفسيًا ويحدث ذلك عن طريق تنمية القدرات على حُسن الاستماع والعزف والقراءة والتأليف والأداء الموسيقى وكتابة الشعر وإلقائه. وقد يؤدى ذلك إلى حماية موهبة وتفجير عبقرية تملأ الدنيا شجنًا وطربًا وثقافة مثلما حدث مع بعض عباقرة العزف والقراءة والتأليف والأداء الموسيقى وهنا يجدر الذكر بأن قائمة كبيرة من أصحاب العبقريات ظهرت مواهبهم فى المدارس أو بصفة عامة فى مرحلة الطفولة ويشمل كتاب «أطفال أطربوا العالم» لكاتب هذه السطور وإصدار دار المعارف عددًَا من المواهب ملأت الدنيا فنًا منذ الصغر وتوهجت عبقريتهم فى الكبر. ويكشف الكتاب عن بذور العبقرية وكيف نمت وترعرت عند نجوم مصريين منهم سيد درويش ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم ومحمد فوزى وليلى مراد ومحمد قنديل وشادية وغيرهم ولم يغفل الكتاب تتبع كل موهبة وإرسال رسالة لكل ولى أمر أو معلم فقد يكون أمام أى منهم كتكوت فصيح يحتاج للرعاية. وتحت الطبع الجزء الثانى من كتاب «أطفال أطربوا العالم» وقد اهتم بالمواهب العالمية فى الموسيقى والذين ظهرت مواهبهم فى الطفولة ومنهم على سبيل المثال موتسارت وبتهوفن وفيردى وشوبان وليس وغيرهم من الأطفال الذين ولدوا بمواهب عظيمة وكبروا فأسعدوا العالم كله بإبداعتهم الموسيقية منهم «عباقرة من يومهم». وما استحدثه د. إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم فى تكريم المبدعين من تلاميذ المدارس خطوة عظيمة فى مجال التربية وأثر هذا التكريم على التلميذ الموهوب سوف يفوق أثر كل برامج اكتشاف المواهب من خلال البرامج التجارية التليفزيونية ابتداء من البرامج اللبنانى القديم «ستوديو الفن» إلى «سوبر ستار» مارا ب «أراب أيدول» و«ذى إكس فاكتور» و«صوت الحياة» فلمسة المربى الكبير وزير التربية والتعليم وأبنائه المدرسين لها فى نفس التلميذ مصداقية وفيها عز وجلال. ويا مدرسى مصر لا تكونوا أقل حماسة لمادة التربية الموسيقية من وزير التربية والتعليم فالموسيقى حضارة وإنسانية وعلى رأى أحمد آدم «عمرك شفت عازف كمان مجرم»! رفض وزير التربية والتعليم أن تكون الموسيقى هى «صوت الشيطان» كما جاء فى الخبر المكذوب وعلى كل العاملين فى وزارته أن يرددوا «إبعد يا شيطان..إبعد ياشيطان... إبعد يا شيطان»