كانت غرفة الموسيقي في مدارسنا في الستينيات والسبعينيات غرفةمهمة واساسية لاتخلوا منها مدرسة حتي لو كانت في اعماق الريف وكان مدرس او مدرسة الموسيقي له كيانه واحترامه وتقديره وينال حب التلاميذ الذين يتسابقون الي حجرته يتعلمون العزف والغناء ويشاركون في الحفلات المدرسية والرحلات .. أتذكر ان الموسيقي كانت مادة هامة لها كتاب ولها كراسة لكتابة النوتات الموسيقية وكنا نتعلم كتابة النوتة في الابتدائية وللعلم 90% من الموسيقيين والملحنين والمغنين الآن لايعرفون كتابة النوتة. كانت الموسيقي عزفا وغناء فرعاً مهما في المسابقات المدرسية بين اوئل الطلبة وكانت تضاف درجاتها الي درجات المتسابقين ويوجد لها محكمون .. ومنذ ان اهملت وزارة التربية والتعليم حصص الموسيقي واعتبرتها كائناً زائداً لا أهمية له في المنهج الدراسي فقدت الاجيال الذوق والعاطفة والتذوق الفني والوجداني وحدث جفاف اخلاقي ونفسي وظهرت أجيال متطرفة تعتبر الموسيقي حرام ورجساً من عمل الشيطان. وها هم الآن يتحدثون عن إلغاء رسمي لحصص الموسيقي في المدراس وقد يتحدثون عن الغاء حصص الرسم والرياضة مع ان كل هذه الانشطة تعتبر ملغاة بشكل عملي فالمدارس اصلا لا تعلم المواد العلمية والادبية والدروس الخصوصية اصبحت هي السائدة واصبح من الصعب العودة الي ما يسمي مدرسة بمعني الكلمة.. لقد اكد وزير التعليم ان مادة التربية الموسيقية موجودة ولن يتم الغاؤها ونفي ما تردد ولكن المهم هو ان يسعي الوزير الي عودة المدرسة بشكلها الطبيعي الذي يعرفه العالم وان يعيد الي كل المدارس غرفة التربية الموسيقية ويزودها بالآلات الموسيقية والمدرسية ويعاقب كل من يحاول تهميش هذه الحصص او التقليل من شأنها ويجب ان تكون لها درجات تضاف الي المجموع الكلي للطلبة فمن حق الموهوب المتميز ان يحظي بدرجات علي موهبته تؤهله لدخول مستوي أكبر فنيا. وبالمناسبة أريد ان اذكر المسئولين بأن مدارسنا الابتدائية والاعدادية والثانوية التي تعلمنا فيها منذ منتصف الستينيات وحتي تخرجنا كانت تعني ايضا بالفنون المسرحية وكانت تعطينا الفرصة للتمثيل واقامة عروض مسرحية وفنية وكانت مديريات التعليم ترسل بشكل منتظم موجهي التربية الفنية والموسيقيين ومن يساعدنا علي الاخراج المسرحي وكانت تقيم مسابقات بين المراكز والمديريات وتواصل التصفيات للأوائل علي الجمهورية في هذه المجالات .. ليت الزمان يعود.