خطوات الجيش المصرى ومهامه فى تأمين حدود الوطن ومنشآته وحماية المصريين تلقى شيئًًا من الارتياح فى الشارع المصرى، فالمؤسسة العسكرية تحظى بمكانة وتقدير فى نفوس المصريين، فلا توجد وحدة أو كتيبة أو لواء إلا وفيه من كل المصريين من بحرى وقبلى والشرق والغرب، وقد وصفهم رسولنا الكريم صلوات صلي الله عليه وسلم بأنهم خير أجناد الأرض وفى رباط إلى يوم الدين، فقد وقف الجيش بجانب الشعب فى ثورته على الفساد والمفسدين وضد الظلم والديكتاتورية فى 25 يناير التى غيرت وجه التاريخ ليس فى مصر بل شهد بها العالم، فقد كان ولا يزال الجيش المصرى هو قبلة المصريين وقت الأزمات والكوارث والتهديدات للوطن فلم يسجل التاريخ منذ أكثر من 7000 سنة حتى الآن أن الجيش المصرى كان له أى هدف عدائى ضد الشعب رغم اختلاف أنظمة الحكم بدءًا من الفراعنة وحتى المماليك والسلاطين والملوك إلا وكان الجيش المصرى مع الشعب وله أهداف محددة فى حماية الوطن وحدوده. فتاريخ الجيش المصرى عريق وممتد عبر التاريخ الإنسانى فهو أقدم جيش نظامى عرفه التاريخ العسكرى منذ سبعة آلاف سنة ق.م وأكبر دولة وامبراطورية فى تاريخ الأرض لها أمجادها منذ وحد «نارمر» أو «مينا» جيشها حتى أصبحت مصر امبراطورية تمتد من تركيا شمالًا إلى ليبيا غربًا وحتى أثيوبيا جنوبًا وقد حمى الجيش المصرى مصر من جحافل كانت محملة ضدها، ومنذ عهد مينا موحد القطرين ومنشىء الدولة المصرية الموحدة إلى تحتمس القائد العظيم إلى أحمس طارد الهكسوس وصولًا لرمسيس الثانى صاحب الفتوحات الكبرى امتدادًا إلى عصر تاريخ الدولة الحديثة التى ظهر فى بدايتها محمد على مؤسس أول جيش نظامى حديث لمصر، ومع كل هذه المعارك للجيش المصرى والذى كان آخرها حرب أكتوبر المجيدة والتى حررت خلالها قواتنا المسلحة أرض سيناء العزيزة من العدوان الصهيونى، لتبدأ بعد ذلك معركة التنمية والبناء بمشاركة القوات المسلحة، ولمكانة أرض الفيروز الدينية والروحية والنفسية فى نفوس المصريين كان لها اعتزاز خاص وذلك، لأن لكل مصرى شهيدًا أو مصابا سالت دماؤه على الأرض العزيزة سيناء، ومن هنا كانت مكانتها العزيزة على قلب كل مصرى، ولكن ما يحدث الآن من شائعات هدفها الأول والأخير النيل من وحدتنا مع جيشنا والوقيعة بين ابناء الوطن الواحد. فمازال الجيش المصرى امينا على الثورة حقق خلال ايامها والفترة الانتقالية ما تعهد به لثوار 25 يناير وشعب مصر ليثبتا معًا أن الجيش والشعب سيخطوان معًا نحو مستقبل مشرق جديد يتدارك أخطاء الماضى للتعلم والتصحيح حتى تصل مصر للوضع والمكانة التى تستحقها وهى أولى مهام القوات المسلحة القومية فى الحروب للدفاع عن أرض الوطن وفى السلام والحفاظ على أمن الوطن القومى من الانزلاق إلى الهاوية، فمصر دائمًا قوية بشعبها وجيشها، اللهم احفظ مصر وشعبها وجيشها فالشعب هو الجيش والجيش هو الوطن. فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرص فى سبيل الله».