فجأة تحولت واجهات فنادق القاهرة إلى سوار من الحديد والأسمنت وأغلقت أبوابها حتى كادت أن تتحول إلى بيوت للأشباح، بعد أن كانت تتلألأ بالأنوار، وأصبح الظلام الدامس هو الصفة المميزة لهذه الفنادق، بعد الإعتداءات التى شهدتها من قبل غاضبين على النظام. وقد رصدت «أكتوبر» مشاهد لحال تلك الفنادق وما آلت إليه، وكيف تأثرت نسبة الإشغالات فى التقرير التالى: البداية كانت قبل عدة أشهر، عندما اقتحم عشرات من أهالى منطقة رملة بولاق لفندق «فيرمونت»، أعقبه بشهور هجوم بعض البلطجية المندسين بين المتظاهرين على فندق سميراميس وتدمير أقسام الأسواق والاستقبال والكافيتريات وسرقة محتوياتها، ليتكرر المشهد بعد أيام فى فندق شبرد، فى غياب تام لدور الأمن عن حماية تلك المنشآت السياحية الهامة من الاعتداء، واستمرارا لسوداوية المشهد. فقد قامت شركة انتركونتننتال العالمية التى تدير فندق سميراميس بتسجيل رسالة صوتية للرد على السياح أو المتعاملين مع الفندق قائلة «لقد قمنا بإغلاق الفندق بشكل مؤقت لدواع أمنية.. نأمل العودة للعمل قريبًا مما عكس مدى تدهور الأوضاع الأمنية فى مصر وترك آثاره السلبية لدى منظمى الرحلات بالخارج، الذين أكدوا مخاوفهم من تعرض السياح للمخاطر، وبالتالى فقد أوقفوا أى تعاقدات خلال الفترة المقبلة خاصة حجوزات الموسم الصيفى الذى يبدأ فى مارس المقبل. وكانت الشركة قد أصدرت عقب حادث الاقتحام بيانًا أعلنت فيه عن تعليق العمل بإدارة الفندق نتيجة للأضرار الجسيمة التى لحقت بهذا الفندق والذى يبلغ عددها ما يزيد على 1300 عامل ويعيلون ما يقرب من 7 آلاف شخص كما أكد البيان على أن الإدارة ستقوم برعاية كافة العاملين وتحمل رواتبهم وفى نهاية البيان أرسلت الشركة المالكة استغاثه لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الداخلية والسياحة لتأمين وحماية هذا الفندق العريق والذى أفتحت عام 1907 ثم تم إغلاقه عام 1974 حيث هدم وتم بناء الفندق الجديد مكانه. مما أدى إلى أن يقوم فندق هيلتون رمسيس بالإسراع فى عمل أسوار حديدية وباب حديدى بالرغم من غلق الباب الرئيسى للفندق بألواح خشبية منذ اندلاع ثورة 25 يناير. وكشف المهندس عصام عبد الهادى رئيس الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق (ايجوث) عن أن حجم الخسائر التى تتكبدها الشركة من اغلاق فندق شبرد التابع لها بسبب الاضطرابات الأمنية بميدان التحرير ما يقرب من 4 ملايين حنيه شهريًا مقسمة إلى مرتبات موظفين والمستحقات لدى الجهات الحكومية. وأعلن عبد الهادى عزم (ايجوث) طرح خطة تطوير فندق شبرد على المستثمرين الأجانب أو البنوك للدخول فى تمويلها على أن يتم الاتفاق مع الممول للحصول على نسبة من الإيرادات سنويا مقابل التمويل، مشيرا إلى أن الخطة الزمنية لتطوير الفندق ستصل إلى 3 سنوات. وقد سجلت نسبة اشغالات الفنادق القريبة من ميدان التحرير مثل فندق هيلتون رمسيس وفيرمونت أقل من 15%. فيما أكد مسئولو الفنادق أن نسبة الاشغالات فى فنادق الجيزة تعتبر أفضل كثيرًا من مثيلاتها المطلة على كورنيش القاهرة الذى يعد مسرحًا للأحداث السياحية الصاخبه حيث يمكن لفنادق الجيزة البعيدة عن مناطق الأحداث فى القاهرة تحقيق اشغالات تصل إلى 55% . فيما أكد أسامة العشرى وكيل أول وزارة السياحة رئيس قطاع الفنادق والقرى السياحية، أنه لم يتلق أى إخطار بغلق أى فندق سوى سميراميس فقط، وشبرد، موضحا أن إشغالات فنادق ومتوسط فنادق وسط القاهرة تراجعت إلى 15%. أضاف العشرى أن نسبة الإشغالات فى فنادق شرم الشيخ سجلت 54%، وفنادق الغردقة 75%. وأكد وكيل أول وزارة السياحة الجولات المكوكية التى يقوم بها هشام زعزوع وزير السياحة لطمانة منظمى الرحلات سيكون لها آثار إيجابية خلال الفترة المقبلة فى حالة استقرار الأوضاع الأمنية. وتعد محافظة أسوان ومدينة الأقصر، الأكثر تأثرًا «بالنكسة السياحية» وفقًا لقول العاملين بالقطاع، كونهما تعتمدان فى المقام الأول على السائح الغربى المحب لنمط السياحة الثقافية. حيث كشف ناجى عريان نائب رئيس غرفة الفنادق أن الفنادق العائمة بالأقصروأسوان تعمل الآن بطاقة 35 فندقًا من إجمالى 260 فندقًا عائم وتصل متوسط الإشعالات فى الشهر 25% بالإضافة لتدنى أسعارها، مضيفًا بأن هناك 30% من إجمالى مالكى فنادق مصر يدرسون حاليًا بيع فنادقهم بسبب عدم الاستقرار الأمنى والسياسى وتعرض المنشآت الفندقية للاقتحام. ورغم هذه الأحداث المؤسفة التى وقعت على فنادق القاهرة فإن وزير السياحة اكتفى بمكالمة هاتفيه لوزير الداخلية بمطالبته بحماية الفنادق ولم يصدر بيانًا صريحًا يطالب الوزارة بتوفير الحماية الكاملة للفنادق والمنشآت السياحية لمقاومة أى هجمات متتالية.