أشاد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى أكمل الدين إحسان اوغلو بمستوى التنظيم والتأمين الذى قامت به مصر لإنجاح أعمال القمة الإسلامية ال12 وقال إن مستوى الحضور والتمثيل يعكس اهتمام العالم الإسلامى بما يحدث من تطورات تمر بها المجتمعات العربية والآسيوية والأفريقية كما تحّدث فى سياق حواره مع «أكتوبر» عن التطورات التى شهدتها المنظمة والقضايا التى تساهم فيها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وطالب بأن تحصل على مقعد دائم لها فى مجلس الأمن وتطرق إلى الحلول المطروحة لحل الأزمة فى سوريا معتبرا أن بيان جنيف بداية يمكن البناء عليها. وحذر من استمرار الانقسام الدولى الذى ساهم فى إطالة امد الأزمة، وكشف عن اجتماع وزارى يبحث تداعيات أزمة مالى وفرص الحل وحذر من تكرارها فى عواصم أفريقية أخرى. وإلى نص الحوار: * انعقدت القمة تحت شعار «العالم الإسلامى تحديات جديدة وفرص متنامية». هل من حلول تستوعب التحديات؟ ** انعقاد القمة الإسلامية فى مصر له دلالات كبيرة فى هذا التوقيت منها، أولا أنه منذ 1969 لم تعقد المنظمة مؤتمرات لها بالقاهرة إلا عام 1990 وكانت على مستوى وزراء الخارجية، كما ظلت مصرلفترة خارج المنظمة بعد كامب ديفيد، ثانيا أن القمة الاعتيادية العادية الثانية عشرة كان من المفروض أن تتم قبل عامين وتأخرت بسبب الثورات العربية وتنعقد الآن فى هذه المرحلة الدقيقة، وفى ظل استمرار تداعيات الثورة ويشكل مستوى الحضور والتمثيل رقمًا مهمًا من الرؤساء والحكومات العربية الآسيوية والعربية والأفريقية، والأمر الأخر أن مصر تعيش حالة مخاض كبير وأعتقد ان هذا المخاض الذى تعيشه وبعض الدول الآخرى فى المنطقة هو ليس بالأمر اليسير أو السهل وأرى بأن ما حدث ليس ربيعا عربيا واعتقد أن هذا التعبير رغم انتشاره فإنه لا يعبر عن الأوضاع فهو ليس تعبيرا سليما أو دقيقا لأن ما يحدث ليس ربيعًا لأنه لم يأت بعد. إنما سياتى فى نهاية المطاف عندما تتحقق رغبات الجماهير ويتم التحول الديمقراطى وتأسيس نظم دستورية. * تقصد أن ما يسمى بمصطلح الربيع العربى خطأ شائع ؟ ** إذا كان لابد من إطلاق مصطلح مجازى على ما حدث ويحدث فالتعبير الأدق هو خريف الغضب أو خريف الطغاة لأن الذى حصل هو سقوط الطغاة وبداية مخاض كبير ومازال الخريف مستمرًا وسوف يعقبه شتاء صعب وفى النهاية سوف يأتى الربيع لكن لا يمكن الحديث عنه الآن. * ما هو الموقف فى سوريا والتى وصلت أزمتها إلى بحيرة من الدماء كما وصفها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب؟ ** الآن هناك وضع شاذ بالنسبة للأزمة فى سوريا لأن المجتمع الدولى مازال منقسما حولها وكما عبرت فى بداية الأزمة قبل عام ونصف العام وقلت إن هناك اتفاقًا للمجتمع الدولى حول ما لم يجب صنعه حيال سوريا ولا يوجد اتفاق حول الحل، لذلك فالوضع مجمد، وأعتقد أن الحل العسكرى والأمنى ليس هو المخرج،إنما التفاوض هو الحل ولابد من دعم مهمة الأخضر الإبراهيمى فى مساعيه، كما اننى اعتبر التصريحات الأخيرة التى أدلى بها رئيس الائتلاف السورى معاذ الخطيب تمثل انفراجا فى وضع التفاوض السلمى حول حل الأزمة، وهذا يعنى بداية وقف إطلاق النار. * ألا ترى أن الموقفين الروسى والإيرانى عقبة أمام الحل من خلال دعمهما لنظام الأسد وإطالة امد الأزمة ؟ ** لاشك أن المشكلة فى سوريا معقدة وهناك تفاوت فى مواقف الدول ولكن هناك صيغة حدث حولها توافق فى بيان جنيف ونحن نرى أهمية البناء على ما تم التوصل إليه فى جنيف. * كيف ترى مستوى تنفيذ قرارات القمة خاصة فى ظل إقامتها تحت شعار العالم الإسلامى والتحديات ؟ ** عقدت خمس قمم من قبل بدأت باستثنائية فى عام 2005 ، واعتيادية فى 2008 و اقتصادية فى 2009 ، و استثنائية فى عام 2011 انعقدت فى مكة والآن قمة القاهرة ويمكن القول بأن كثيرًا من هذه القرارات استطعنا تنفيذها وبعضها فى الطريق، مثلا قمة مكة الاستثنائية التى انعقدت فى مكة عام 2005 وهى قمة تاريخية بامتياز والفضل فيها يرجع إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتى شهدت انطلاقة الخطة العشرية وعلى مدار ثمانى سنوات ونحن نطبق هذه الخطة خاصة فيما يتعلق بتغيير الميثاق واسم المنظمة وشعارها وإنشاء منظمة لحقوق الإنسان وللمرأة وزيادة التجارة البينية، وهناك الكثير من الأشياء قمنا بتحقيقها والمنظمة أصبحت اليوم فاعلة وليست مجرد منظمة لإلقاء الكلمات وهذا الذى دفع الدول الأعضاء للاهتمام بها وكذلك المجتمع الدولى فمثلًا فى الدول الأوروبية فضلًا عن أمريكا والصين وغيرها من العواصم المؤثرة فى صناعة القرار الدولى والجميع يسعى لعقد اتفاقيات للتعاون معنا من ثم أصبحت منظمة فاعلة وشريكًا دوليًا مهمًا ولاعبًا فى العمل السياسى الدولى. * وماذا تريد لهذه المنظمة فى المستقبل إضافة لما ذكرت ؟ ** أطمح أن يكون لها مقعد فى مجلس الأمن، باسم الأمة الإسلامية والعالم الإسلامى * ألا ترى أن انعقاد قمة للمنظمة كل ثلاث سنوات مسألة تحتاج لمراجعة فى ظل التطورات المتلاحقة التى يشهدها العالم وكذلك خطط عمل للتحرك والتدخل السريع؟ ** لدينا خطط عمل وتحرك تتم دائما ولكن الإعلام لا يبرز هذا الجهد وعلى سبيل المثال عقدنا فى مصر مؤتمرًا مهمًا جدا حول الآثار الإسلامية وأهمية الحفاظ عليها خاصة فى تمبكتو وليبيا وتونس وغيرها من العواصم، أما فيما يتعلق بانعقاد القمة كل ثلاث سنوات فهذا بالفعل أمر مهم جدا ويجب أن نعيد النظر فيه لأن ثلاث سنوات فترة طويلة وقد اقترحت على الدول الأعضاء أن نعقد القمة مرة كل عامين وفى تصورى أن تعقد كل عام على غرار المنظمات الأخرى مثل الاتحاد الافريقى والجامعة العربية ولكن لليوم لم تتم الموافقة على مقترحاتى فى هذا الشأن وأتمنى تغير موقف الدول الإسلامية لأننا لا يمكن أن ننتظر انعقاد القمة كل ثلاث سنوات وعلى الأقل أن تكون البداية كل عامين. * هل تتمنى أن تصل إلى هذا المقترح قبل أن تنتهى مدة ولايتكم بعد عام ؟ ** أتمنى هذا بالفعل * معروف أن من بين أسباب إنشاء منظمة التعاون الإسلامى وضع القدس فهل من تحرك جديد لإنقاذها من سطوة التهويد بعيدا عن البيانات التقليدية ؟ ** السفير سمير بكر الأمين العام المساعد لشئون فلسطين يسعى لعقد اجتماع فى أقرب وقت للدول المانحة الإسلامية لتقديم كل المساعدات التى يحتاج إليها القدس كما وضعنا بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية وسلطتها فى القدس وبنك التنمية ومع المتخصصين خطة واسعة تتناول حماية القدس من ثلاثة محاور تتضمن التعليم والصحة والإسكان وتقدمنا بها إلى وزراء الخارجية وتمت الموافقة عليها ثم قدمت إلى الدول لكى تقوم بالتمويل وننتظر من الدول تنفيذ هذه المشاريع. * كيف ترى تأمين القمة وسط المظاهرات التى تشهدها مصر ؟ ** الحكومة المصرية تقوم بجهد ممتاز. * بماذا تحلم لهذه المنظمة ؟ ** الحلم الذى أراه لهذه المنظمة أن تستغل كل طاقاتها الكاملة لتحقيق أهدافها لخدمة الشعوب والأمة الإسلامية وأتمنى أن نصل إلى مستوى التعاون فى دول الاتحاد الأوروبى.