أكثر من محاولة لنشر شائعات تورّط الفلسطينيين بأنهم وراء محاولات المساس بأمن مصر القومى، وزج الفلسطينيين فى صراعات لا دخل لهم بها، وذلك فى محاولة لخلط الأوراق وإفساد العلاقات المصرية الفلسطينية، ردود أكثر من مسئول جاءت واضحة وقوية تنفى هذه الشائعات المغرضة وتؤكد على عمق وصدق هذه العلاقات. أكد جميل عاشور أمين سر الجبهة العربية الفلسطينية وعضو لجنتها المركزية أن مصر نافذة تطل على غزة وراعية لملف المصالحة، وحماية أمنها ضرورى لاستمرار عملية المصالحة بين الفلسطينيين، مضيفاً: من واجبنا توفير الأمن على الحدود المصرية الفلسطينية، وإلقاء القبض على المندسين الذين يحاولون العبث بأمن مصر وزج الفلسطينيين فى صراعات لا ناقة لهم ولا جمل لخلط الأوراق. وحمل عاشور جهات خارجية، رفض تسميتها، بأنها تعبث بأمن مصر، وتحاول زج الفلسطينيين فى حلبة الصراع بين النظام والمعارضة، سعياً منها لإفشال ملف المصالحة بين فتح وحماس، وتضييق الخناق على قطاع غزة من أجل تركيعه وإذلاله لتمرير إسرائيل مخططاتها الاستيطانية وصرف النظر عما يجرى فى القدس. وأوضح أن إسرائيل هى المستفيدة بالدرجة الأولى من الأحداث فى مصر، وإضعاف دورها الريادى فى الوطن العربى، ونهب ثرواتها من زعزعة أمنها واستقرارها، وزعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط برمته، داعياً المصريين إلى اليقظة والتنبه لما يحاك فى الظلام ضد مصر والأمة العربية. من جهته، شدد أشرف جمعة، النائب فى المجلس التشريعى الفلسطينى، على أن يتم التنسيق الأمنى الكامل بين السلطة الوطنية الفلسطينية والأجهزة الأمنية المصرية لردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر، أو القيام بأى محاولة لتخريب العلاقات، مؤكداً فى الوقت ذاته أن هذا يتطلب الصراحة والشفافية فى وضع الأمور فى نصابها، وقال: تكون المعلومات الأمنية هى سيد الأدلة فى حال تورط أى شخص فى أعمال تضر بالأمن القومى المصرى. وبيّن جمعة أن الحفاظ على أمن مصر واجب شرعى ووطنى على كل فلسطينى غيور على وطنه، معتبراً مصر الوطن الكبير الثانى للفلسطينيين، موضحاً عمق العلاقات بين الشعبين منذ الأزل، وحرص الشعب الفلسطينى على استقرار مصر، قائلاً: قلوبنا مع المصريين، واستقرار أمنهم هو استقرار لكل دول الإقليم. ودعا جمعة فى ختام حديثه سلطة حماس فى قطاع غزة إلى الحفاظ على أمن مصر القومي، وحمايته على الحدود الفاصلة بينها وبين غزة، والتنسيق مع كافة الأطراف الفلسطينية لمنع أى محاولة عبث بأمن مصر، داعيا الله عز وجل أن يحميها من كل المؤامرات التى تحاك ضدها. طاهر النونو، المتحدث الرسمى باسم الحكومة المقالة، أعلن أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية أعطى أوامره إلى وزارة الداخلية بنشر المزيد من قوات الأمن الوطنى على الحدود لتأمينها، وليكون لها دور فى حماية الأمن القومى المصرى، محذراً من مغبة العبث بأمن مصر واستقرارها قائلًا:لن نسمح بتخريب العلاقات بين غزةوالقاهرة، وسنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه بالمساس بأمن المصريين، وإقحامنا فى صراعات مع الأطراف المتنازعة فى مصر، مؤكداً أنه لا دخل لغزة فى الشأن المصرى. وأضاف النونو أن عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفلسطين تقتضى منا أن نحمى حدود مصر جنوب القطاع»، موضحاً أن الحكومة الفلسطينية أخذت على عاتقها أن تمنع التهريب فى الأنفاق، وأن تخضع الأنفاق لرقابة مشددة، ونفى النونو أن تقوم الأنفاق بتهريب فلسطينيين للمشاركة بقمع المتظاهرين، لافتاً إلى أن ذلك ليس من «أخلاقنا». وكشف النونو أن هنية طلب من الأجهزة الأمنية المصرية التنسيق المستمر فى تأمين الحدود، وفتح المعبر والعمل فيه بشكل اعتيادى، وأوضح أن هناك تجاوزات فردية من بعض الفلسطينيين تأتى عفوية نتيجة الحصار المفروض على غزة. وأوضح النونو أن عدم الاستقرار الأمنى فى مصر ينعكس سلباً على شعبنا فى غزة، مشيراً إلى تداعياته على ملف المصالحة الفلسطينية برمتها، متهماً أمريكا وإسرائيل بالعبث بأمن مصر وخلق فوضى فى منطقة الشرق الأوسط، لرسم خريطة سياسية جديدة تخدم مصالحهما. أما مروان نصر، الأكاديمى والإدارى فى مديرية التربية والتعليم بخان يونس، فأوضح أن أهمية أمن مصر وانعكاساتها على الفلسطينيين فى غزة قائلاً: إن توفير الحماية على الحدود له تداعياتها فى عدم زج أهل غزة بما يجرى فى القاهرة، وما يفعله بعض الأفراد من عبث ليس بالضرورة أن يعبر عن رأى الغالبية الفلسطينية، وارجع بعض التجاوزات من الجانب الفلسطينى إلى الانقسام الذى فرضه الحصار على قطاع غزة، قائلاً حماس لا تستثنى من ذلك. وحول كيفية حماية الأمن القومى للمصريين، أوضح نصر أن هذا لا يتأتى إلا فى حالة إنهاء الانقسام الفلسطينى وعودة الأمور على ما كانت عليه قبل عام 2007م، كى يتم استعادة الأمن على الحدود المصرية الفلسطينية، لافتا إلى أن الحدود كانت مؤقتة سابقاً. وأضاف أن الامتداد الاستراتيجى وعمق العلاقات بين الشعبين يفرض على الفلسطينيين تأمين الحدود وحماية الأمن القومى المصرى.