فى المسافة ما بين اليمين واليسار.. النظام والمعارضة . . السياسيون المفرطون فى الواقعية والحالمون بممارسة السياسة على أسس ومعايير أخلاقية.. ما بين هذه المتناقضات يقف غالبًا رجال يريدون لأوطانهم غدًا أفضل دائمًا.. ومن هؤلاء الرجال د. عبدالله الاشعل الذى نتحاور معه فى هذه الندوة ليس باعتباره مرشحًا رئاسيًا سابقًا أو معارضًا عنيدًا للنظام الذى خلفته ثورة 25 يناير ولكن باعتباره صاحب رؤية ورأى سياسى يقف على مسافة متساوية من الأطراف المتصارعة على السلطة، من المعارضة والنظام.. د. عبدالله الأشعل لا يحتاج إلى تعريف أو تقديم للقارئ لذلك أشرنا إلى أن نقفز معه مباشرة إلى الواقع الملتبس والشارع المصرى الملتهب ونناقش معه تلك الأيام الحُبلى بالمجهول.. سألناه فى «أكتوبر» وجاءت إجاباته عن الأمن والدولة والجماعة وجبهة الإنقاذ والفوضى ومؤتمر القمة الإسلامى كالتالى: * من الوضع الراهن نبدأ، كيف ترى الشارع المصرى الآن؟! ** لدى رؤية خاصة فيما يشهده الشارع السياسى المصرى فى الوقت الحاضر، فأنا أميز تمييزا قاطعا بين الإضرار بالمجتمع والدولة وارهاب المواطنين وتهديد الأمن العام وبين الاعتراض على أداء النظام الحاكم، فالاعتراض والتعبير عن الرأى حق أصيل للجميع وبحرية تامة ومطلقة ولكن فيما لا يتجاوز حدود الآداب العامة، أما النزول إلى الشارع مسلحين بالحجارة والشماريخ والعصى والخرطوش والأسلحة النارية المختلفة فهذا أمر محظور ومخالف للقانون، ولو كنت مكان الرئيس مرسى فسيختلف الحال معى تماما، فستكون لدى مسئولية كبيرة وهى تأمين أفراد هذا المجتمع ومنشآت الدولة بكافة الطرق وبأية وسيلة ممكنة وبإجراءات أمنية صارمة، وبعد ذلك يأتى وقت التفكير فى المجادلة السياسية التى لابد أن تتميز بالصراحة والشفافية وأن تكون علانية أمام أفراد الشعب من خلال مناظرات علانية مع أحد الرموز التى تختارها المعارضة، يكون القرار النهائى بعدها لأفراد الشعب. * ما يحدث فى الشارع حاليا من وجهة نظرك عمل تمكن تسميته ثورة أم فوضى أم حالة غضب؟ ** ولاشىء من هذا سوى أنه بجاحة وقلة أدب، فالمتواجدون فى الشارع حاليا هم أربع فئات متنوعة: الفئة الأولى هم ذات المطالب المشروعة وهم لهم علينا كل احترام وتقدير وحق، ولابد من الاعتراف بالتقصير ناحيتهم ومواجهة ذلك بإجراءات إصلاحية سريعة على كافة المستويات وفى مختلف المجالات، والفئة الثانية هم المأجورون والممولون سواء من الداخل عن طريق الفلول أو من الخارج عن طريق العملاء وأعداء وكارهى الوطن وهؤلاء يجب مواجهتهم بالقانون والقضاء ومحاسبتهم حسابا عسيرا، أما الفئة الثالثة وتتمثل فى البلطجية ومواجهتهم لاتكون فى الأساس عن طريق قوات الأمن والعنف وإنما بحلول اجتماعية واقتصادية، وآخر فئة وهى الرابعة هم المغيبون سياسيا والذى لعب الإعلام المضلل والفاسد دورا كبيرا فى تغيبهم عن الوعى السياسى وتشويه أداء النظام الحاكم فى نظرهم على طول الخط وبلا استثناء. * وما هى سبل عودة الهدوء للشارع ؟ ** علينا جميعا أن ندرج ونعترف صراحة بأن الوضع الحالى لن يهدأ هذه المرة من نفسه بمرور الوقت كما حدث فى اكثر من مناسبة سابقة، بل إنه يحتاج من الرئيس مرسى وحكومته إلى استخدام الحزم والشدة، فاليد القوية والحديدية مع البلطجية. أما اليد الحنونة فمع الشعب المصرى الطيب الأصيل، ويجب أن نأخذ فى الاعتبار أن المنطقة المشتعلة حاليا وبؤرة الأحداث ليست العاصمة التى تقع فى قلب مصر، وإنما فى منطقة خط القناة القريبة من الحدود الشرقية مع عدونا الأول والتاريخى إسرائيل، والذى هوبالتأكيد وبدون شك سعيد بتلك الفوضى التى تضرب مصر فى كافة أركانها. * ما تقييمك لأداء رئيس الوزراء هشام قنديل وحكومته؟ ** هى حكومة فاشلة، وقد فشلت فشلا ذريعا، ومثالا ودليلا على ذلك تجربة مارجريت تاتشر عام 1982 أيام حرب الفوكلاند بين انجلترا والأرجنتين والتى تزامنت مع إضراب عمال النظافة بإنجلترا فدعت لعقد اجتماع عاجل لمجلس الوزراء ليس لمناقشة أوضاع الحرب بل لمناقشة أزمة عمال النظافة مفسرة ذلك بأن المواطن الانجليزى إذا ما وجد القمامة فى الشوارع كما هى سيثور ضد الحكومة ويطالب بإقالتها، فالمواطن العادى ما يهمه شىء سوى أن يحصل على مأكل ومشرب وملبس جيد وسكن معقول ودخل يكفيه ليعيش حياة كريمة، وهذا هو المطلوب من الرئيس مرسى وحكومته. ولكن ليس الحل هو إقالتها إنما فى معرفة اتجاهات الرئيس مرسى وسياساته ومنهجه فى مصر فى المرحلة القادمة، وما علمته منه شخصيا نظرا لعلاقتى الوثيقة به أن هدفه مكافحة الفساد ولكنه تعثر فى ذلك، فالفساد كالكائن الحى له رأس وأطراف واذا ما هجمته فى رأسه سينقض عليك ويقضى عليك وهذا ما حدث فى حالة تطهير القضاء، مع العلم أن كل اجهزة الدولة بلا استثناء تعانى من مرض الفساد حتى مؤسسة الرئاسة. * «الشعب يريد إسقاط النظام» شعار عاد يتردد وبقوة من جديد فى ميدان التحرير ومعظم ميادين مصر،فهل لديك تصور أن المعارضة يمكن أن تنجح فى إسقاط الرئيس؟ ** لا أتخيل حدوث هذا السيناريو فهو أمر من ضروب الخيال، ولكن إذا ما سقط الرئيس مرسى قبل انتهاء مدته الرئاسية فلن يبقى أى رئيس بعده فى الحكم لأكثر من ستة أشهر ولن تقوم لمصر قائمة مرة ثانية، وسيكون سقوط أول رئيس مصرى منتخب فى تاريخها أولى خطوات نجاح المؤامرة الكبرى لضرب مصر والتى تقوم على إسقاط جماعة الإخوان وضرب التيار الإسلامى بصورة عامة، وسيدخل تنظيم القاعدة إلى داخل البلاد ويظهر على الساحة وبقوة، فالرئيس مرسى أتى من خلال الصندوق وبانتخابات ديمقراطية نزيهة وتغييره لابد أن يتم بنفس الطريقة النزيهة. * الجميع يتحدث عما يشهده المجتمع المصرى من انقسامات واضحة، هل يمكن أن يجرف هذا مصر إلى حرب أهلية لا قدر الله؟ ** لايمكن بأى حال من الأحوال أن تشهد مصر حربًا أهلية وتاريخها العظيم شاهد على ذلك فكم من عدو ومستعمر حاول الوقيعة بين أبناء مصر ولم ينجح مطلقا، فمن توقعاتى أن الشعب المصرى سينتفض قريبا لكى يتصدى لأعمال الشغب والبلطجة وسيكيف حياته على عدم وجود الدولة بإقامة لجان شعبية كما حدث خلال ثورة 25 يناير أثناء فترة الانفلات الامنى، ولكن إذا ما حدث فإن أى انتخابات قادمة سيعزف عن المشاركة بها وسيرفض الجميع. * الحديث عن المؤامرة يبدو مع كل أزمة تحاك ضد مصر.. هل هناك بالفعل هذه المؤامرات؟ ** بالفعل المؤامرات حول مصر موجودة منذ قديم الزمان ولكنها وصلت لأشدها فى الوقت الحالى، فكما قلنا سابقا المؤامرات ضد مصر تمتد خطوطها داخليا وخارجيا، ففى الداخل نجد الفلول بأموالهم ووسائل إعلامهم الخاصة التى تبث الفتن وتشعل النار بين أفراد المجتمع المصرى، وفى الخارج نجد أعداء الوطن وكارهيه الذى يشاركون بإمداد الخونة فى الداخل بالأموال وحتى بالسلاح والذى ظهر واضحا ومنتشرا فى جميع شوارع مصر وهذه ظاهرة خطيرة جدا، وتلك المؤامرات جميعها معروفة لدى السلطات المعنية ولكن ما يعيب الرئيس مرسى فى ذلك هو رفضه الكشف عن هذه الوثائق والأدلة وفى رأيى أن سبب ذلك يعود لعدم ثقة الرئيس مرسى فى أدوات السلطة التى تعاونه فيخشى أن يفزع بفلان ولايجده سواء داخل الشرطة أو الجيش او حتى داخل المخابرات العامة. * ومن هم هؤلاء الأعداء؟ ** الأعداء كما قلنا فى الداخل والخارج، والغرب بصفة عامة هم تاريخيا من وقفوا امام المشروع الحضارى الاسلامى والدولة الاسلامية وهم الدولة المستعمرة المعتادة للدول الإسلامية فهناك حرب تاريخية بين الغرب المسيحى والشرق الاسلامى، ولحسن الحظ أنهم لا يدافعون عن المسيحية بل يدافعون عن العلمانية التى لا علاقة لها بالدين فوظيفة الدين فى العالم الغربى تختلف تمامًا عن العالم الشرقى. ولمواجهة هذا الخطر نسعى إليه من خلال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عن طريق إقامة حوار حقيقى بينا وبينهم يقوم على المصارحة، أما الحوار الدينى بينهم فمرفوض فإن الله حسم هذه القضية بقوله فى كتابة الكريم «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر». ولذلك قلت فى أكثر من مناسبة أن مصر فى خطر شديد وأنا أعنى ذلك بكامل معناه، فهناك حملة شرسة فى الاعلام ضد الاخوان المسلمين منذ زمن طويل، وللحملة جزء دولى وهو تحميل الشعب المصرى المسئولية عن اختيار الاخوان المسلمين ومعاقبة الناخب المصرى على هذا فهى معاقبة أكثر منها انتقادًا، لذا لابد من ظهور صوت محترم عاقل شجاع قوى كما ظهرت أيام مبارك وقلت له إنه أخطأ فى حق الشعب، كما قمت برفع قضية ضد مبارك أمام المحكمة الدولية بتهمة إبادة الجنس المصرى. * كيف رأيت أداء الأمن فى الأيام الماضية ومواجهته للأحداث؟ ** من وجهة نظرى أداء الشرطة أكثر من رائع ومن هنا أتقدم بالتحية إلى رجال الأمن المركزى البواسل على شجاعتهم وأدائهم لدورهم الوطنى على أكمل وجه وأهيب بهم فى مواجهة أعمال العنف والتخريب بيد من حديد. * جبهة الإنقاذ الوطنى رفضت الانضمام للحوار ولديها مطالب.. كيف تراها؟ ** فى البداية أفضل مسمى لتلك الجبهة هو «جبهة الانقاذ» فقط دون الوطنى لأنهم لايهدفون كما يدعون إلى إنقاذ الوطن انما هدفهم الشخصى هو إنقاذ السلطة من الاخوان المسلمين او الأصح خطف السلطة من الاخوان المسلمين والانقلاب على الشرعية بدون وجه حق، فهم طلاب سلطة وليسوا طلاب مصلحة الوطن، فأول طلباتهم بتشكيل حكومة ائتلاف وطنى او انقاذ وطنى أمر غير وارد ولا يصح، ومطالبهم بصفة عامة هو إدانة لهم فى المقام الأول، فتقنين وضع جماعة الاخوان المسلمين غير وارد فى المرحلة القادمة، اما فيما يخص تضامنهم مع أهالى مدن القناة كما يدعون ضد قرار فرض حظر التجوال والطوارىء فتلك القرارات لم تصدر ضد أهالى مدن القناة وانما ضد البلطجية ممن يسيئون إلى طيبة ووطنية الشعب المصرى أجمع ولابد أن يدرك أهالى بورسعيد أن الحكم صدر ضد مرتكبي أحداث مذبحة الاستاد وليس ضد عموم أهالى تلك المدينة الباسلة. * والدستور.. وسلقه و.. ** أقسم بالله أن هذا الدستور فى رأيى الشخصى كمتخصص مكتمل ولا يحتاج إلى أى تعديل، وأن المعارضة هى من تسعى لتشويه الدستور وتشكيك الشعب المصرى البسيط فى جودته، فلأول مرة فى تاريخ مصر يأتى دستور يضع أقباط مصر كتفا بكتف مع مسلميها فهو دستور يحفظ حق المواطنة بشكل تام. أما الخطأ الوحيد فى رأى فيما يخص الدستور وهو خطأ لغوى فى الصياغة فقط، فيما يخص مثول المدنيين أمام المحاكم العسكرية، فكان لزامًا عليه أن يقول «حظر محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية»، ويضاف بند منفصل عن أحقية القضاء العسكرى فى تناول الجرائم التى ترتكب فى حق الجيش بأفراده ومؤسساته. * ما الفرق بين الحياة الحزبية والسياسية قبل الثورة و بعدها؟ ** تاريخ الاحزاب فى مصر وممارساتها فى الحياة السياسية على مر التاريخ غير مشرف، فالأحزاب قبل ثورة 25 يناير أثناء فترة حكم مبارك كانت جزءًا من نظامه وتدور فى فلكه وتأخذ المباركة على كل قراراتها وتحركاتها منه، أما بعد الثورة فهى أحزاب هشة باستثناء حزب الحرية والعدالة كونه تجسيدًا لجماعة الاخوان المسلمين ذات التاريخ الطويل. * الرئيس.. والجماعة إشكالية صعبة عن الحل.. كيف تراها ؟! ** ليس عيبا وجود مايسمى جماعة الإخوان المسلمين مادام لم تعتد على أحد، فهى جماعة تدعو إلى الله فمن أراد مشاركته فليأت، وهى بريئة تمامًا من الصورة السيئة التى لصقت بها بعد الثورة وإلى الآن، ومهمة الدكتور مرسى ليس تمكين الاخوان كما يدعى البعض بل مهمته تمكين كل المصريين من أحقيتهم فى بلادهم التى ظلت مسلوبة لأكثر من 60 عامًا تحت الحكم العسكرى، وهذا واجب عليه وحق للمصريين وهو لم يفعل ذلك حتى الآن وجميعنا نلوم عليه فى ذلك بسبب أن المعارضة تشغله بقضايا فرعية وهو أخطأ عندما استجاب لذلك، وللعلم المعارضة فى مصر لاتتجاوز الربع فى المائة، ولهذا فالدكتور مرسى لايهتم بجبهة الإنقاذ أو غيرها ولا يعيرها أى اهتمام. وعلاقة الرئيس محمد مرسى بجماعة الأخوان المسلمين لن تنقطع ومن يتصور عكس ذلك فهو واهم، الاخوان جماعة دعوية عاشت أكثر من 80 سنة، وعندها رغبة فى ممارسة السياسة قامت بتأسيس حزب الحرية والعدالة، وجماعة الأخوان المسلمين كما هو معروف ظلت مطاردة من جميع الأنظمة الحاكمة السابقة وبالتالى شاركت فى الثورة التى استفادت منها الجماعة فى خروج معظم أعضائها من السجن والكف عن ملاحقتهم بعد أن قضت على النظام الذى اعتاد مطارتها فى السابق لذا قامت علاقة وثيقة بين الجماعة وشباب الثورة فى الميدان اثناء الثورة وكل منهم كان له اهداف خاصة ولكن تحت راية إزالة ذلك النظام الفاسد. وعندما أتى المجلس العسكرى رأت الجماعة أنه لم يملأ الفراغ السياسى فتقديرها دفعها للدخول إلى مجلس الشعب والشورى، وفى ظنى أن الاخوان كل ما يريدونه من تولى حكم مصر هو توفير الحماية لهم والدليل أن الفريق أحمد شفيق والهارب حاليا إلى دولة الإمارات عندما قال: إننى لو أصبحت رئيسا لمصر سأضع جماعة الأخوان فى السجون وهذا تهديد بحرب أهلية، ومن ينكر على شفيق قوله ذلك أكد له أنى سمعته شخصيا، كما يهدفون إلى تحقيق بعض الفضائل السياسية التى يحتاجها المجتمع المصرى، الأخوان المسلمين اذا نجحوا نجحت مصر ونجح التيار الاسلامى والمشروع الحضارى الاسلامى واذا فشلوا سقط الاخوان المسلمين والمشروع الحضارى الاسلامى، لذا هناك أعداء كثر لهذا المشروع الذى يجسده الاخوان. * والأخونة؟ ** لايوجد ذلك المخطط أبدًا واطلاق هذا المصطلح شىء سخيف، ولكنى لا انكر ان هناك استعانة بالكفاءات قد تكون من الاخوان وهذا ليس عيبًا، فعندما ذهب الرئيس مرسى وفريقه إلى مؤسسة الرئاسة وجد كل المتواجدين هناك جميعهم منتدبين من الشرطة والجيش وهذا الحال عليه منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر، الأهم فى الاختيار والفيصل هو الكفاءة سواء من داخل أو من خارج جماعة الأخوان. فلا أحد يستطيع السيطرة على مصر بمفرده سواء حزب أو جماعة او أى فصيل سياسى أو حتى اى دول من الخارج فمصر عصية على القيادة من الخارج فمصر تمصر كل شىء، حتى الأخوان مصر تمصرهم بان تقنعهم بأن لها مزاجًا ورونقًا خاصًا يختلف عن أمزجة وعقلية الجماعات فإذا كانت الجماعة متسقة فى فكرها داخليا فمصر متنوعه فى فكرها، فمصر الدولة الوحيدة التى يتجاور فيها المسجد مع الكنيسة. * علاقة أمريكا بالإخوان أصبح أيضًا معضلة ولغزًا كبيرًا.. ما هو حله؟! ** هذا غير صحيح بالمرة وليس له أى أساس من الصحة ولايصدق مطلقا، فالامريكان كارهون للإخوان المسلمين ورافضون للمشروع الاسلامى الحضارى على طول الخط، انما الحقيقة تكمن فى أن القيادة الأمريكية المتمثلة فى الرئيس باراك اوباما ومعاونيه لم يعترضوا ولم يعيقوا وصول الأخوان إلى السلطة وليس كما يدعى البعض أنهم أتوا بهم، فهم لم يعترضوا كما قلنا وإنما يسعون إلى إسقاطهم حتى لاتقوم لهم قائمة مرة اخرى نهائيا وذلك لرغبتهم فى إفشال المشروع الحضارى الاسلامى باعتبار أن جماعة الاخوان هى رأس هذا المشروع، لذا فهى تدبر المؤامرات والمكايد لهم. * الدعوة والسياسة.. ماهى فى رأيك مساحات التماهى والتداخل بينها؟! ** هناك فرق كبير بين الدعوة الدينية والعمل السياسى فالدعوة لها قواعد والسياسة لها قواعد، السياسة محلها الوطن والدعوة محلها الآخرة ونحن فى الدنيا مع الوطن وقواعد السياسة، ولكن لا فصل بين الدين والسياسة فما نأخده من الدعوة هو القيم والمبادىء التى تجعلنا سياسيين فاضلين، فلا فصل بين الاثنين بل إنهما يتكاملان. تمويل! * الحديث عن التمويل الخارجى لا يتطرق فى الغالب إلى الإخوان وتمويلهم بالتحديد من قطر والولايات المتحدة؟ ** الإخوان فى مصر ليسوا فى حاجة للتسول او الحصول على تمويل خارجى فلديهم من الاكتفاء الذاتى ما يكفى ويفيض بكثير، فأعضاء الإخوان يدفعون اشتراكًا شهريًا يصل إلى مليار جنيه فى الشهر الواحد فقط، ولكن السؤال يطرح نفسه هنا لماذا تجاهل المجلس العسكرى واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية كافة البلاغات العديدة والمتكررة عن التمويل الاجنبى لمرشحى الرئاسة جميعهم بلا استثناء. * ورؤيتك لقرض صندوق النقد؟ ** تقصد خدعة صندوق النقد وهذا هو المسمى الحقيقة له، فأنا ضده على طول الخط، فهو لايأتى بدون شروط كما يروج البعض فالصندوق له قواعد متعارف عليها لايقدم استثناءات لأحد، وسيترتب عليه أضرار اقتصادية خطيرة، واذا ما أردنا سد العجز فى الموازنة فاكتتاب يتاح امام المصريين جميعا بعشرة حنيهات فى الداخل وبعشرة دولارات فى الخارج يسد العجز ويفوق قرض صندوق النقد وبكثير، وانا أثق فى الشعب المصرى الذى لن يتأخر عن خدمة وطنه أبدًا. * فى ظل الأوضاع هل تتوقع انعقاد القمة الإسلامية المزعم إقامتها خلال الشهر الجارى بالقاهرة؟ ** لابد من ذلك، وأنا أعرف شخصيا أن الرئاسة تصر على عقدها، فلابد من عودة مصر لدورها الريادى فى قيادة الوطن العربى وهذا لن يتم إلا من خلال المشاركة والتواصل مع أشقائنا العرب، ودعونا لانكرر أخطاء الماضى بالاعتذار عن تلبية دعوات أشقائنا العرب والاعتكاف والتقوقع بعدين عنهم. * من القضايا المثارة أيضًا الخطاب الدسنى وما يتعلق به الآن.. كيف ترى هذه القضية؟ ** نحن نعيش حالة من الاتجار بالدين، وانا خلفيتى ونشأتى دينية ولقد حفظت القرآن الكريم كاملا وانا عندى 10 سنوات فقط وأعكف حاليا على كتابى الجديد «الاعجاز القانونى فى القرآن الكريم»، هو تناول فريد واول من نوعه ولقد اقتحمت فرع الدراسات القرآنية لرؤيتى أن اغلب رجال الدين حاليا يتاجرون بالدين، فلابد من عودة العقل المصرى فى اهم جانبين الاول هو الدين والثانى هو السياسة ولماذا هذا الجانبين بالذات لأن تاريخيا الحاكم الفرعون أو الملك الاله احتكر هذا الجانبين واستراح المصريون لهذا وألقوا كل أحمالهم على الحكومة والحاكم. أولويات * فى رأى سيادتكم ما هى الأولويات العاجلة التى على الرئيس مرسى الاهتمام بها؟ ** بالطبع البطالة هى الأساس والأهم، وهى لها أسباب ولها حل ولها آفة ان تركت بلا حل، فالعاطل لديه شعور بالإهانة والاضطهاد ومثال على ذلك الشاب الذى انتحر على كوبر قصر النيل لتعثره من الزواج من حبيبته فهو شعر بأن رجولته منقوصة، والبطالة تؤدى إلى ظاهرة أبناء الشوارع وعلاقات جنسية غير مشروعة والارهاب والعنف والمخدرات والادمان وتؤدى إلى وظيفة جديد تسمى البلطجة وهذا ما كان على الدكتور مرسى أن ينغمس فيه فالجدل السياسى والدينى لاقيمة لهم. * مطلوب روشتة عاجلة للتعامل مع الأحداث.. ماهى مفرداتها؟! ** هناك عدة خطوات على الدكتور مرسى اتباعها سريعا لانتشال مصر وانقاذها من الطريق الخطر الذى تدفع للسير فيه من قبل المعارضة أهم هذه الخطوات أنه لابد من اتخاذ حزمة من القرارات المتنوعة والسريعة تجاة الوضع الراهن والخطر فى مدن القناة وبالنسبة لحكم المحكمة فى قضية احداث ستاد بورسعيد لابد من إعادة النظر فيه جيدا والتأكد من صحة حيثيات الحكم وخاصة أنه لايزال هناك استئناف ونقض، وضع مشروعات لتنمية شبة جزيرة سيناء والصحراء الغربية والصعيد، وقبل ذلك كله تشكيل حكومة قوية جدا توقف ارتفاع الاسعار وتضرب من حديد على يد التجار المخالفين وتشجع الانتاج الداخلى. وومن خلال تواجدى هنا فى مجلة «أكتوبر» العزيزة على قلبى، أتقدم بدعوة ومشروع وتكتل تحت عنوان «ضمير الأمة» يهدف لخروج البلد من هذا الاستقطاب عن طريق انشاء تكتل يشمل كل المصريين يستعلى على التقسيم الحزبى التقسيم الطائفى والعرقى، وهو تكتل لابد أن يكون له رؤية بعيدة عن الانتماء لأى حزب أو جماعة أو أى فصيل سياسى، بهدف التكاتف عن طريق الوحدة وتوفير الاكتفاء الذاتى لأى مشروع أو فكرة تهدف لتقدم ورخاء مصر وتخدم شعبها العظيم. ل