مصر التى لا يعرفها الرئيس

لا أعرف ما هو سر الغطرسة والتكبر الذى يتعامل به كل قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزبها مع التيارات السياسية الأخرى فى كل القضايا التى كانت محل خلاف، وهل انخدع هؤلاء القيادات فى نتائج الاستفتاء كما انخدعوا من قبل فى نتائج الانتخابات الرئاسية التى فاز مرشحهم بها رغم أنهم يعلمون أن الخصم الذى كان ينافس الدكتور مرسى هو الفريق أحمد شفيق والمحسوب على نظام الرئيس المخلوع مبارك، ورغم ذلك فإن مرسى لم ينجح إلا بفارق 700 ألف صوت انتخابى، وهو ما يعنى أنه فاز بنسبة ضئيلة فقط، ولو كان هناك شخصية غير الدكتور شفيق لربما لم يكن لجماعة الإخوان المسلمين أى تواجد فى قصر الرئاسة.
ولكن هذا قدر مصر وشعبها، حيث ارتضينا كمواطنين مرسى رئيسا، ولم يفكر أحد لا النخبة ولا الجهات القضائية فى الخروج على الحاكم أو عزله أو خلعه كما يردد قيادات وأبواق الإخوان فى كل الفضائيات، بالرغم من فشل كل سياسات الرئيس وحكومته منذ توليه حكم مصر وحتى الآن، لم يقدم شيئا لكل المصريين، واختص جزءا منهم هم عشيرته وأحباؤه من جماعة الإخوان ليقربهم له ويوزع عليهم غنيمة وصوله لكرسى الحكم، والنتيجة هى خروج كل قراراته ضد مصالح الوطن والمواطن، ويكفيه أنه الرئيس الوحيد الذى قسم الأمة إلى 100 حتة ولم يستطيع حتى الآن أن يلم شملها رغم انتهاء مولد سيدنا الدستور بعد انتخابات هزيلة أثمرت عن نتائج لا ترقى لأن يكون استفتاء على دستور مصر بعد خلع مبارك.
والحقيقة أننى لا أجد أى مبرر لكل هذه الغطرسة مع المعارضة المصرية التى قدمت فى انتفاضة يناير لخلع مبارك أكثر مما قدمته جماعة المرشد، وأعتقد أن الجماعة ومرشدها ورئيسها مرسى لم يعرفوا مصر لأن مصر ليست فى خاطر الجماعة والرئيس، والدليل أن كل مشاريع مرسى وخططه تهدف فقط إلى التمكين والاستقواء على الجميع، والنتيجة هى مزيد من المعارضة، والتى تقابل باستخفاف من أعضاء الجماعة وأتباعهم من السلفيين، ويكفى فضيحة شريط الشيخ برهامى وهجومه على الأقباط وشيخ الأزهر وتأكيده أن دستور مصر القادم حقق كل المراد وأن الحسبة قادمة، إذن الإخوان والرئيس لا يعرفون مصر كما نحن جميع المصريين نعرفها، فهل يفيق الرئيس والجماعة لإنقاذ مصر من الخراب الاقتصادى القادم أم أنه لا يعرف مصر حتى الآن؟!