«مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» والإشارة هنا إلى اللسان الذى بين فكى الإنسان.. فهذه القطعة من اللحم هى جواز المرور إلى الجنة أو النار. فلريما يتكلم الإنسان بكلمة لا يلقى لها بالاً يهوى بها فى نار جهنم سبعين خريفاً.. ولربما يتكلم العبد بكلمة ينال بها رضا الله تعالى يصعد بها إلى الجنة - أعلى الدرجات - ولما سئل النبى صلى الله عليه وسلم: أى الناس أفضل. قال من سلم المسلمون من لسانه ويده. والشاعر العربى يقول. لسانك لا تذكر به عورة أمرىء فكلك عورات وللناس ألسن وعينك إن أبدت إليك مساوىء فصنها وقل ياعين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من ابتدى وفارق ولكن بالتى هى أحسن ويؤكد الشيخ أحمد تميم المراغى إمام وخطيب مسجد الشيخ غراب بحدائق القبة أن الصديق أبى بكر كان يضع الحصى فى فمه حتى لا يتكلم كثيراً. وكان يمسك لسانه ويقول هذا أوردنى الموارد. ويرى المراغى أن أعضاء الإنسان جميعاً تنادى اللسان كل يوم وتقول: اتقى الله فينا فانما نحن بك.. إن استقمت استقمنا وإن اعوججت إعوججنا أمسك عليك لسانك.. حتى الأمثال الشعبية التى تدور بين الناس فى الشارع تقول: «لسانك حصانك إن صنته صانك. وإن هنته هانك». ولنا فى كتاب الحق تبارك وتعالى الدستور الذى نسير عليه طريق الهدى والفلاح.. ففى سورة «الفرقان» هناك آية دالة «والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما». ويصل بنا الشيخ إلى القول الفصل فى الصدق فى القول.. وهذا ما نحتاج إليه خاصة فى المرحلة غير المستقرة فى كل شىء فنحن الآن نسير على أرض غير ممهدة بها ندوب سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية اختلط فيها الحابل بالنابل وكثرث فيها الاقاويل والشائعات.. وقل فيها العلم بالحساب الأخروى. ولنا فى رسول الله صلى عليه وسلم الأسوة الحسنة حين سأل أصحابه وفى إجابته درس فى تعقل اللسان حين قال: من هو المفلس؟. قالوا:المفلس هو من لادرهم له ولادينار. قال: بل المفلس من أتى بصلاة وصوم وزكاة وأعمال كالجبال. وقد سب هذا أو أخذ مال هذا فيؤخذ من حسناته فان فنيت حسناته قبل أن يقضىعليه وأخذ من سيآته ثم يطرح فى النار.. فإياك وآفة اللسان.