إن ما يحدث فى دول المغرب العربى حاليا خاصة الجزائر وليبيا بسبب ازمة مالى مرشح للاشتعال والمواجهة بين الدول الغربية وما يسمى بتنظيم المغرب العربى خاصة فى الجزائر وليبيا وموريتانيا وربما منطقة الصحراء الكبرى التى تمتد من ليبيا إلى مدينة تمبكتو وكلها مرشحة للتفجير الذاتى- إسلامى- إسلامى- سنة وشيعة وإخوان وسلفية وستكون القاعدة ضدهم جميعا. هذا ما كشفته مصادر دبلوماسية عربية ل «أكتوبر» مؤكدة أن الوضع الأمنى فى الدول العربية والإسلامية غاية فى الخطورة وهو الأمر الذى يتطلب من كل الدول العربية وضع استراتيجية لمواجهة ما يجرى فى المنطقة والتعامل مع الانفلات الأمنى والتدخل الغربى بحذر وخطة عمل تنهى أى اشتعال قادم. إن ما شهدته الجزائر ومالى مؤخرا يضع علامات استفهام كبيرة حول نتائج التدخل الخارجى ومستقبل الأمن فى مناطق الصراع فيما يسمى ببؤر التطرف والقاعدة والرد باستهداف سفارات ومصالح غربية فى المنطقة إلا أن مصدرا دبلوماسيا عربيا كشف ل «أكتوبر» عن الأسباب الحقيقية للأزمة فى مالى والجزائر، مؤكداً أن طوارق ليبيا هربوا بعد سقوط القذافى الذى كان يحميهم ووجدوا فى هروبهم إلى شمال مالى فرصة تاريخية لإقامة دولة خاصة بهم بعد أن انطلقوا بكامل أسلحتهم وعتادهم وقواتهم إلى مالى وتحالفوا مع القاعدة فى المغرب العربى حتى لا يحدث صدام ضدهم فى هذه المنطقة التى يشكلون فيها أغلبية- طوارق مالى مع طوارق ليبيا- لكن بعد خروج حكومة مالى من الصراع غدرت الجماعات الإسلامية بهم وقامت بممارسات استفزازية ضدهم فى بعض المساجد وهدم الأضرحة وهو الامر الذى استفز مشاعر الطوارق وهنا تدخلت فرنسا والدول الغربية بهدف القضاء على الجماعات المتطرفة فيما عرف بالصحراء الكبرى- ومعروف أن هذه المناطق تتمتع بأغلبية مسلمة تصل نسبتها الى 85 % خاصة فى تمبكتو. وأفاد المصدر بأن التدخل الغربى فى مالى استهدف أمرين الأول عزل السكان المسلمين والعرب عن الأفارقة فى منطقة الصحراء الكبرى والثانى إحكام السيطرة الفرنسية الموجودة فى الأصل على بعض الدول الأفريقية. وتوقعت المصادر اشتعال هذه المناطق لأسباب منها أن عصابات القاعدة والتى أصبح لها نفوذ كبير فى ليبيا لن تكف عن الإمداد لذويهم فى منطقة الصحراء خاصة أن معظم القيادات الأمنية والعسكرية الحالية والمتواجدين فى حرس الحدود ساهموا فى الدفاع عن أفغانستان، وقد عادوا مؤخرا بعد سقوط القذافى واليوم يقدمون الدعم المادلى والعسكرى والاعلامى لعصابات القاعدة فى المغرب العربى ضد فرنسا، وإضافة إلى ذلك أن القوات الافريقية المدربة على حرب العصابات ستكون صيدا سهلا لهذه العصابات خاصة أن الطوارق تضرروا من الطيران الفرنسى وأصبحوا طرفا فى الحرب دون أن يكون لهم رغبة فى ذلك. وأضاف المصدر وبما أن الطوارق يتواجدون على حدود الدول التالية- الجزائر- ليبيا- موريتانيا- النيجر فإن كل هذه الدول ستكون طرفا فى المعركة التى قد تمتد لفترة طويلة لتضاف إلى الفوضى التى بدأت فى بعض الدول العربية والإسلامية خاصة العراق- مصر- ليبيا- تونس- اليمن وتستهدف حاليا الجزائر وكلها معارك يمكن أن يطلق عليها بالتفجير الذاتى بمعنى توتر واحتقان إسلامى- إسلامى- أى معارك بين السنة والشيعة والسلفيين مع الإخوان والقاعدة فى مواجهة الجميع. ومنذ قليل وصلتنى رسالة من صديق موريتانى سليمان ولد محمد فال مدير الإعلام المساعد للمنظمة الوطنية لشباب التكتل والتى نظمت وقفة احتجاجية اعتراضا على التصريحات الأخيرة للسفيرة الأمريكية بنواكشوط المسيئة للمعارضة الموريتانية ورموزها، ورفضا للتدخل الأجنبى فى الشئون الداخلية للبلاد. وهذا الأمر متوقع حدوثه فى أكثر من عاصمة عربية. وتوقع المصدر أن تكون الضربة الغربية الثانية فى ليبيا فى ظل تنامى دور القاعدة وعجز الحكومة الراهنة على فرض الأمن والاستقرار وهو الامر الذى سيدفع امريكا للبحث عن بديل أو شريك جديد فى ليبيا خاصة بعد حادث مقتل سفيرها فى بنغازى والاعتداء على السفير الإيطالى ومعروف أن ليبيا مازالت تخضع للفصل السابع، وبالتالى ليس من المستبعد قيام بعض الدول الغربية بتوجيه ضربات لشبكة القاعدة والتى بدأت تمتد من ليبيا الى مصر وسوريا واليمن حتى وصلت إلى تمبكتو واعتبر المصدر ان كل هذه المناطق تعتبر مسرحا مفتوحا للعمليات الغربية وفى المقابل توقع مداهمات لسفارات غربية. يذكر أن وليام هيج وزير الخارجية البريطانية قد اعلن مؤخرا أن اختطاف الرهائن الأجانب فى الجزائر غير مرتبط بالوضع فى مالى، حيث تخوض فرنسا عملية عسكرية ضد المتطرفين الإسلاميين بدعم من بريطانيا ودول أخرى.. كما أكد هيج أن الأولوية الرئيسية للحكومة البريطانية تكمن فى ضمان سلامة الرهائن. فى حين نقلت وكالة «رويترز» عن هيج قوله: «لقد طالب المهاجمون بإنهاء الحملة الفرنسية على مالى، حيث ينفذ مئات المظليين ومشاة البحرية عملية برية هجومية على مواقع المتمردين فى مواصلة للعملية التى بدأت منذ أسبوع مضى بإنزال ضربات جوية». غير أن الوزير البريطانى أعرب عن شكه فى أن العملية العسكرية فى مالى هى السبب الحقيقى وراء عملية الاختطاف، إذ بحسب رأى هيج، استعد الإرهابيون لعملية الاختطاف قبل بدء القوات الفرنسية عمليتها فى هذا البلد الإفريقى.