لقاء وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى بمشايخ ورموز سيناء له دلالة قوية أظهرت إرادة حقيقية للقيادة السياسية لتنمية أرض الفيروز، هذا الأمر أسعد مئات الآلاف من أهالى سيناء الحبيبة، خاصة بعد أن عرض مشايخهم كافة التحديات التى تواجههم من مشاكل مياه شرب، ووقود وكهرباء فكلها مرافق تبنى عليها تنمية وهى مشاكل موجودة على أرض سيناء، أما المشكلة الكبرى وهى مشكلة ذاتية وهى إحساسهم «بالإقصاء والتهميش».. لكننى أحب أن أذكر لهم أن هذا الشعور ليس له محل من الإعراب لأنه ببساطة شديدة، عندما تقرأ التاريخ جيداً تعرف كم التضحيات والبطولات الحقيقية التى قام بها أبناء سيناء عبر التاريخ ومنذ حرب 1948، وما فعله بدو سيناء فى نكسة 1967 وحمايتهم لجنودنا وإخفائهم من العدو الإسرائيلى حتى لا يقعوا فى الأسر، وكانوا بالفعل الحصن الحصين لأرض الفيروز قدموا بطولات حقيقية ساهمت بشكل كبير فى نصر أكتوبر 1973، لذلك نرفض إحساسهم بالإقصاء والتهميش بل نطالبهم بأن يشعروا بالفخر والعزة لما قدموه عبر تاريخهم الوطنى. وهو ما ظهر فى لقائهم الذى كان به عتاب الأحباب ليؤكد أن كل من على أرض مصر له حق فى عيشة كريمة فوق تراب هذا الوطن، ومن هذا المنطلق طالبوا أيضاً وزير الدفاع بأن تقام مشروعات تابعة للقوات المسلحة على أن يشاركوا فيها وهم الآن ينتظرون القرارات الجريئة من القيادة السياسية لتنمية سيناء تنمية حقيقية وليست وعوداً، وأن يشاركوا فى جهاز تنمية سيناء لأن أهل مكة أدرى بشعابها، فهم يعرفون الأرض شبراً شبراً، والصالح منها للزراعة من غيره، والأراضى الموجودة بها ثروات تعدينية من الأراضى الصلبة، كما يعلمون أيضاً التحديات الموجودة فى الأرض، وعلى هذا طالبوا التعاون مع الحكومة لإزالة جميع المعوقات أمام المستثمرين من أبناء سيناء، وإقامة قرى بوسط سيناء لتشجيع التوطين فى سيناء والخروج من الوادى وإقامة تجمعات عمرانية بوسط سيناء كنواة لإنشاء محافظة ثالثة وتكون اسمها «وسط سيناء مع جنوبسيناء وشمال سيناء». وفى خضم كل ذلك قد نجد من يقول إن سيناء الآن ساحة للإرهاب والقتل، لكن يجب أن نعى تماما بأن ما يحدث هو فقط للتخويف والإرهاب حتى لا تتم تنمية حقيقية لسيناء، وأن ما يتم لا يتم إلا بأياد مأجورة من عدو متربص بمصر ويخاف كل الخوف من فكرة أن تصبح سيناء مكتظة بالسكان نتيجة هذه التنمية التى ستحدث بإذن الله رغم أنف الحاقدين ولنعلم جميعا أن حصننا الحصين يحتاج للحماية بالتنمية وقرار جرىء وكفى كلاماً ووعوداً، ولنبدأ العمل فى سيناء، فالأمل والعمل والإرادة والثقة بالله وبأنفسنا وقيادتنا عوامل ستعمر الأرض التى عبر فوقها الأنبياء وحباها الله بكل الخيرات فعلى بركة الله.