فى البداية وحول وجهة نظر عدد من المنتمين إلى التيار المدنى يرى د. أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أن نغمة تطبيق الشريعة أصابها الوهن والضعف لافتا إلى أنه ليس لها داع، فالمجتمع المصرى يميل إلى الوسطية، وتطبيق الشريعة السمحاء ويمثلها الأزهر الشريف فى حين أن المتشددين هم وحدهم الذين يسعون إلى تطبيق الشريعة وفق أهوائهم. مؤكدًا ان الشريعة بالفعل مطبقة بحكم ماأقرته الدساتير السابقة مثل دستور71، ولايوجد خلاف حول مفهوم تطبيق الشريعة التى تنظم أمور الزواج والأحوال الشخصية والمواريث لأنه من غير الشريعة لاتستقيم أمور حياتنا اليومية. ويتعجب د. أسامة الغزالى قائلا: هناك من يجعلنا نشعر أن الإسلام دخل مصر هذا العام! وكأننا لم نعرف الدين إلا على أيديهم! وأننا نسير بشريعة ليست إسلامية، موضحًا إن ماتفهمه القوى الليبرالية هو أن هناك محاولة من محاولات الاستقطاب وتحقيق مكاسب سياسية من وراء ستار دينى مكشوف. ويعلن د. عمرو حمزاوى الناشط السياسى عن دهشته من الذين يتكلمون عن الشريعة فمبادئها موجودة بالفعل فى الدستور منذ عقود طويلة؛ والمصريون قد أخطأوا فى استفتاء 19 مارس ولن يقعوا فى هذا الخطأ مرة أخرى، نافيا أن يكون هناك تخوف لدى الليبراليين والعلمانيين من تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر، لأنها ليست (البعبع) الذى نخاف منه، والإسلاميون يصنعون خلافا على شئ متفق عليه بهدف تشويه صورة الليبراليين، وتحقيق مكاسبهم السياسية فالقوى المدنية بها من يفهم الشريعة بشكل صحيح، بعيدا عن التخلف والتطرف موضحا أن الإسلام دين يسر وليس عسراً والدولة فى الاسلام هى مدنية بالضرورة وأكد ان الشريعة ليست حدود فقط، ولكنها نمط للحياة لأننا جميعا تربينا على الدين الإسلامى الوسطى، ونطبقه فى حياتنا بمعناه ومضمونه الحقيقى. ويأسف جورج إسحاق الناشط السياسى وأحد مؤسسى حزب الدستور أن المنادين بتطبيق الشريعة لم يقدموا نموذجا واحدا طرحه الليبراليون يخالف الشريعة الإسلامية، نافيا فى الوقت ذاته مايردده السلفيون من خوف القوى الليبرالية من تطبيق الشريعة؛ مشيرا إلى أنه لايوجد مايمكن الخوف منه، كما أن الأقباط غير متخوفين من تطبيق الشريعة الإسلامية، إلا أن هناك خوفاً كبيراً من أفكار المتطرفين التى تتذرع باسم الدين، والجميع يريدون تطبيق الشريعة، ولكن بالشكل الصحيح، وليس كما يريده هم! ويؤكد اسحاق إن الذين يحاولون خداع الشعب المصرى باسم الدين فقدوا الكثير من المصداقية بعد أدائهم المخزى على الساحة منذ ظهورهم المفاجئ بعد الثورة!.. وهؤلاء للأسف يستغلون هذه المقولات الزائفة. تداول السلطة من ناحيته قال محمود ياسر رمضان رئيس حزب الأحرار، إن كل الثوار يريدون تطبيق الشريعة ولا يرفضونها، ومن يقول غير ذلك هو كذاب، ومن المنتظر أن تتعاقب على السلطة القوى المدنية ومن الصعب رحيل الرئيس محمد مرسى لأن ذلك سيحول مصر إلى فوضى.. واعتصام التحرير جاء نتيجة قرارات الرئيس الأخيرة، والرئيس مطالب بتحقيق الديمقراطية ويوافق على مطالب الشعب أما تطبيق الشريعة فلا يمثل مشكلة فى مصر وهو أمر مفروغ منه. ويرى عمرو حامد عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة ان من يظن إن المعتصمين يطالبون بإلغاء الشريعة فهو خاطئ والاعتصام هدفه رجوع الرئيس محمد مرسى عن قراراته الأخيرة، والمأزق الذى وضع نفسه فيه. ويؤكد عمرو حامد أنهم لن ينهوا الاعتصام إلا بعد رجوع الرئيس عن قراراته وتشكيل لجنة تأسيسية جديدة تضم كافة أطياف المجتمع وإعادة التحقيق فى قتل المتظاهرين فى مظاهرة الاتحادية فى يوم الأربعاء الدامى. ويقول محمود عبدالوهاب عضو حزب النور السلفى إن الشريعة الإسلامية موجودة فى المادة الثانية من كل الدساتير المصرية والرئيس مرسى يستطيع أن يضع مادة فى الدستور تحصن الشريعة، وكفى الإخوان المراوغة باسم الدين وهم معتصمون من أجل القرارات غير الصائبة وهناك دماء سالت فى الفترة الأخيرة ونسأل من هو المسئول عنها؟ ويضيف د. ممدوح حمزة الناشط السياسى إننا مسلمون قبل أن يخرج علينا البعض بهذا الشكل المفزع فالشعب المصرى بطبيعته مؤمن ومتدين، وإسلامه سماحة واعتدال ووسطية وتضامن اجتماعى وكفالة أيتام وكل هذا موجود فى واقع المجتمع المصرى. وتساءل هل الإسلام قطع يد ورجم للزانى أو ما إلى غير ذلك مما يدعون إليه؟! فنحن تعلمنا أن الدين المعاملة ونحن سائرون بأحكام الشريعة التى وضعها الله عز وجل فى كتابه الكريم وسنة نبيه، لكنهم يريدون أن نسير على أحكام وضُعت منذ آلاف السنين فى الوقت الذى علمنا قرآننا بأن نتفكر ونتأمل فيقول تعالى: «أفلا تتفكرون» وفى آية أخرى «أفلا يتدبرون» موضحًا أن تطبيق ماينادون به من حدود لا يكون إلا عن طريق القانون وليس عن طريق الدستور. مصر إسلامية ويرى د. محمد سامى رئيس حزب الكرامة أن المصرى البسيط أكثر حرصا على مايسمى بالشريعة، لكن هذا الكلام ليس مكانه الدستور إنما يكون عن طريق القانون موضحا أن الدين مطلق لكن إدارة الحياة مسألة نسبية تتغير وفقا للظروف المحيطة والتطورات من حولنا. وأضاف: نحن مع الشريعة ومع الدين ولايمكن أن يتم تصوير مصر على أنها مجتمع من الكفرة ومانراه الآن من دعاوى تنادى بتطبيق الحدود هو مرفوض جملة وتفصيلا والمنطق لايقول ذلك أبدًا مشيرًا إلى أن المصريين بطبيعتهم متدينون ولا يقبلون أى شطط أو تطرف فمصر لم تكن فى يوم من الأيام بعيدة عن الإسلام ولا عن الشريعة، والناس أصبح لديها يقين بأن مايدعو إليه هؤلاء بالغ الشطط ومصر أكبر من أى فصيل يحاول أن يسيطر عليها وسنتصدى لأى محاولات من هذا القبيل.