سيناء بوابة مصر الشرقية لعبت دورا مهما فى تاريخ مصر القديم والحديث، فقد كانت أراضيها ساحة للمعارك وسالت دماء المصريين على يد أعدائها الطامعين فيها، فكم من الغزاة دخلوها وهزموا على يد المصريين، فهى البوابة والحصن الحصين لأمننا القومى. نحتفل هذه الأيام بذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا، ففى شهر نوفمبر يوم التاسع عشر عام 1979 عادت إلينا ميدنة الطور وسانت كاترين، بعد أن بدأت الخطوات الأولى على طريق التحرير للعبور إلى سيناء لاستعادة أراضيها فى معركة العزة والكرامة وسقطت الأسطورة وبدأت بعد ذلك المعارك السياسية والتفاوضية لاستعادة باقى أراضى سيناء وتم الانسحاب الإسرائيلى من باقى مدن سيناء. ففى 26 مايو عام 1979، تم الانسحاب من العريش، وبعدها الطور وسانت كاترين من نفس العام، ثم جاء الخامس والعشرون من أبريل 1985 لاسترجاع مدينة رفح وشرم الشيخ، وبعدها جاءت المعركة القانونية والدبلوماسية لاستعادة طابا. وقد ساهم بدو سيناء من خلال أسرة مصرية سيناوية كانت تعيش فى طابا ومن خلال العقد المسجل منذ أيام الأتراك لهذه الأسرة، وكان يسمى هذا العقد «التايو» ومعناها العقد باللغة التركية وساهم هذا التابو فى أصفية مصر فى طابا، وبالفعل تم الاستعادة الكاملة لأراضى سيناء الحبيبة، ولكن السؤال الذى يجب أن نسأله هل وجدت سيناء الرعاية الكاملة لأراضيها وأهاليها؟.. لا بل ألف لا كان الإهمال للأراضى والتجاهل للأهالى، مما زاد من البطالة والجهل والفقر والسخط أيضا ليس هذا فقط.. بل الافتقار إلى أبسط مرافق الحياة من مياه صالحة للشرب والعيش عيشة كريمة وتركت الأرض «سداح مداح» لكل أنواع الإرهاب يعيث فسادا فيها.. بل وصل الأمر أن هناك من يريد أن يفصلها عن مصرنا الحبيبة. ولماذا زادت الأحداث الدامية على هذه البقعة الغالية لقلوب المصريين وزادت الطنطنة على أن سيناء بها بؤر إرهابية؟. الإجابة ببساطة أن النوايا أصبحت الآن تتجه لتنمية سيناء وتعمرها وتملك أراضيها لسكانها وزارعها. سيناء يا سادة ليست بها بؤر إرهابية.. بل بها أنفاقا تصدر الإرهاب والمخدرات والعملاء، وكل ذلك لصالح عدو واحد يتبنى موقفا لا يتغير أبدا وهو «فرق تسد». يجب ألا نتراجع عن موقفنا تجاه سيناء وتنميتها فقد حباها الله بخيرات لا تعد ولا تحصى من ثروات طبيعية وبيئية ومعدنية وسياحية وآبار وعيون ورمال، بالإضافة إلى السياحة الدينية للأديان السماوية الثلاثة والتى يأتى إليها السياح من كافة أنحاء البسيطة. لنبدأ مسيرة الإصلاح والتمية الحقيقية لسيناء.. لتكن معركتنا ضد خفافيش الظلام الذين لا يريدون لسيناء ولمصر خيرا.. مع إحكام الرقابة الأمنية على الأنفاق وضرورة الرقابة الإدارية على كافة الإدارات الموجودة فى مدن سيناء لتصبح سيناء الحلم والأمل فى مستقبل مصرنا الجديدة وهى التى أقسم الله تعالى فى كتابه العزيز بها.. قال تعالى: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» فمن أراد بمصر سوءاً قصمه الله. [email protected]