احتضنت مصر الأسبوع الماضى أجواء لاحتفالية فريدة من نوعها ، لمواساة الشعب الفلسطينى فى ذكرى تأبين القائد والزعيم الفلسطينى الحاضر الغائب ياسر عرفات «أبو عمار» ، وشهدت الاحتفالية بأتيليه القاهرة للفن التشكيلى، ضم مجموعة من اللوحات التشكيلية شارك بها مجموعة من الفنانين المصريين والفلسطينيين وعدد آخر من جميع أنحاء الوطن العربى، وتم هذا بالتنسيق مع مكتب حركة فتح بالقاهرة والسفارة الفلسطينية بإشراف السفير الفلسطينى بمصر الدكتور بركات الفرا وحرمه آمال الأغا. من جهته قال أمين اللجنه المنظمة للمعرض، الفنان الفلسطينى التشكيلى «ياسر أبو سينا» إن هذه أول احتفالية لياسر عرفات تقام بهذا الحجم، لذا اخترنا مصر لشعورنا أن الفلسطينيين فى أحضان إخوانهم العرب ،بمشاركة أكثر من 110 فنانين عرب من السودان والأردن واليمن وفلسطين والجزائر والعراق والسعودية، مشيراً إلى أن هناك نوايا بأن تقام هذه الاحتفالية كل عام فى دوله عربية مختلفة لتجديد الشعور بالوحدة الوطنية. وأضاف الفنان التشكيلى الفلسطينى، أحد منظمى المعرض، غانم الدن، أن هذا المعرض أثبت حب الفنانين المصريين والعرب للشعب الفلسطينى، بتزايد عدد المشاركين فى اللحظات الأخيرة قبل إفتتاح المعرض إلى 110 فنان من أصل 74 فنانا تشكيلياً بعثت لهم دعوات مفتوحه لعرض اعمالهم سواء كانت مرتبطة بذكرى ياسر عرفات أو بلوحات أخرى خاصة بهم. وتبلورت أجواء تلك الاحتفاليات الفلسطينية بمشاركة مؤسسة ياسر عرفات بمصر، بكشفها عن مجموعة من الصور الفوتوغرافيه النادرة بمعرض لإحياء ذكراه بأتيليه القاهرة للفن التشكيلى، راصدة بها حياة عرفات منذ نعومة أظافره مروراً بأهم الأحداث التاريخية التى مرت عليه حتى رحيله. ومن أشهر اللوحات التى جذبت أعين زائرى المعرض لوحة بعنوان «الوردتان» التى رسمها الفنان الفلسطينى الكبير، مصطفى جبريل، عضو جماعة المبدعون العرب، وهو مقيم بمصر منذ عام 67 آتياً من الشتات الفلسطينى، ووصف جبريل لوحته، بأنها رسمت لتعالج الشكل والمضمون بما يبدو عليها من حزن وألم ومعاناة فى الرموز الموجودة بعنصر الوردتين المكسورتين، كما أشار جبريل إلى لوحة ابنته مها جبريل خريجة كلية فنون جميلة، التى أطلقت عليها إسم «لوحة الأحلام» التى امتلأت بالمعاناة والأمال التى تدور داخل الكيان الفلسطينى. كما تميزت لوحة الضحايا والأشلاء للفنان اليمنى «حميد الأكوح» بألوانها النارية التى تصف الأجواء الحالية التى تدور بقطاع غزة والصواريخ التى تطلقها جيوش الإحتلال بشكل وحشى على الشعب الفلسطينى المحاصر هناك، مؤكداً أن القضية الفلسطينية هى القضية الأم لكل الشعوب العربية. وتحت اسم مجموعة «عودة روح «عرض الفنان الفلسطينى» خالد نصار» أحدث لوحاته التى تتحدث عن الانقسام الداخلى الذى تعانى من فلسطين ،على الرغم أن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم على حد قوله. كما شارك فنان تشكيلى آخر من بدو الشتات الفلسطينى هو « أحمد إسماعيل « بلوحة الألوان السماوية التى تحدث بها عن التراث الشفوى الفلسطينى الذى يتوارثه الأجيال من الأجداد للحفاظ على الأرض والتراث والحضارة الفلسطينية الذى يمثل وجودهم على مر التاريخ تحت شعار «القدس، الحياة، الأرض». وشارك الفنان التشكيلى الكبير المصرى «عبد الفتاح البدرى» بلوحة «قطار الأطفال» ممثلاً بها مصر ومعبراً بها عن الفلكلور الصعيدى، أخذاً بها قطار الأطفال على شكل علامة استفهام تتميز بها لوحاته التى تتساءل دائماً عماهو قادم، كما وصف بلوحته ألعاب الصعيد التى كان يخترعها الأطفال بالماضى كالطوق والنحلة وغيرها من الألعاب اليدوية التى تفتقدها الأحياء الشعبية الآن . ومن أروع اللوحات التى شهدها المعرض كانت لوحة «الشهيد» للفنان المصرى «مدحت الحناوى» التى شرع فى رسمها فى بدايات الثورة المصرية التى عبرت ببساطتها عن المفهوم الحقيقى للشهيد الذى يروى بدمائه الأرض راغباً الصعود إلى النور المسلط عليه. كما وصفت الفنانة المصرية الشابة «جيهان سعود»، فى لوحتها الصارخة التى أطلقت عليها اسم «لوحة المواجهه» القضية الفلسطينية بوضوح كبير، حيث جسدت فلسطين بامرأه حادة الملامح وأعين حمراء وضفائر قوية، وبأحشائها شهداء فلسطين فى وجه جندى للعدو الصهيونى بوجه أسود منتشرة به الدماء التى تصف وحشيته الكائن أمام تحدى المرأه الفلسطينية رغم ضعفها. وشاركت الفنانة الفلسطينية الشابة «كنان الربيعى» من رام الله، والمقيمة الآن بمصر بلوحة «القدس سلام آت» التى تعبر رموزها عن أرض فلسطين بوجود قبة الصخرة فى قلبها والكنائس فوقها، وحمام السلام المنتشر بها، والأيل الكنعانى الذى يمثل عراقة الحضارة الفلسطينية، والنخيل مستعينة بالمرأة رمزاً لدولة فلسطين .