هل تعلم أن سر تفوق المارد اليابانى.. فى تميز الإدارة اليابانية بتقديم أفضل عناصر الاستثمار وهو الإنسان والاهتمام بمستقبله أولا وحُسن توظيفه بالطريقة المثلى وخلق روح الجماعة لتحقيق مستوى رفيع الأداء مع تقديم الحوافز وبث روح الثقة بين الفرد والمؤسسة ودعم الشعور بالمسئولية والرقابة الذاتية - إحياء الضمير- مما دفع إلى زيادة الإنتاج وتحقيق الجودة حتى تبوأت اليابان الصفوف الأولى للدول الكبرى.. والسبب الثانى لنجاحها فى قبول القطاع الخاص للرقابة الصارمة التى تفرضها الدولة عليها بواسطة جهاز إدارى عالى الكفاءة يتقاضى رواتب مرتفعة ويؤمن بأن مصلحة اليابان فوق أى مصالح شخصية. أما سبب قفزة ماليزيا الحضارية وتقدمها ما قام به مهاتير محمد بإنشاء جهاز إدارى بمواصفات عالمية ومهمته الأساسية تطوير الأداء الإدارى للحكومة وأطلق عليها «وحدة التطوير الإدارى وتخطيط القوى العاملة الماليزية» ومقرها بديوان رئاسة الوزراء.. وأول ما قام به تبسيط الإجراءات على المواطنين وسرعة إنجازها فى كل جهاز إدارى بالدولة.. ومنح العاملين المميزين الجوائز وأغدق عليهم الحوافز.. وأرسلت بعثات من كبار موظفى الدولة إلى دول مجاورة سبقتها فى هذا المجال مثل اليابان وكوريا الجنوبية للتدريب فى قطاع الخدمة المدنية.. ونجحت الإدارة الماليزية فى تحقيق هدفها الأساسى وهو تحسين مستوى المعيشة للمواطنين وتخطى الفقر والتخلف إلى التقدم حتى صنفت من النمور الاقتصادية. وما سبق يؤكد الاحتياج الشديد لدى الحكومة للتخطيط الإدارى الجيد والدفع بالكفاءات الإدارية المتميزة لأنها البداية الصحيحة لتحقيق الوفرة الإنتاجية.. ولكن لابد التأكيد على أن الكفاءة الإدارية ضرورة توافر المهارة والإتقان والقدرة على الإنجاز مع تحديد الهدف مسبقا ووضع رؤية واضحة المعالم طبقا لجدول زمنى لتنفيذ كل مرحلة حسب أولوياتها.. ومن مميزاتها أيضاً امتلاكها للخبرة والمؤهلات الدراسية المتخصصة حتى نستطيع حل المشكلات الإدارية وتخطى العقبات.. وتشترط أيضا القدرة على تيسير العمل وتعنى رضا العاملين عن الإدارة مما يحقق أداءً متميزاً فى الإنتاج على التطوير والتجديد لتخطى البيروقراطية والرتابة فى الأداء دون التحايل على القانون.. وعلى سبيل المثال ما فعله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى ابتكار أسلوب جديد لاستقرار المجتمع بمكة وتجنب التفرقة وذلك عند فتح مكة.. حيث قال «من دخل الكعبة فهو آمن ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن». والقائد الكفء لابد أن يستعين بمشورة أهل التخصص مع تقديم الدعم الفنى.. ثم تأتى المتابعة والتقييم المستمر لكل مرحلة. وفى العهد السابق كل قطاعات الدولة غابت عنها كثير من الكفاءات الإدارية وتمت الاستعانة بأهل الحظوة وتجاهل أصحاب الكفاءة والمخلصين للوطن.. والنتيجة ما نلمسه الآن فى الزراعة والبترول والصحة والصناعة والأوقاف وغيرها الكثير من تدنى الإنتاج. *** ** تحية إجلال وتقدير للخارجية المصرية ووزيرها عمرو كامل لمبادراته المتكررة فى عودة الكرامة للمواطن المصرى بالخارج.. وآخر صورها تدخله السريع لإنهاء مشكلة أربعة آلاف عامل مصرى بمطار جدة بسبب قيام مواطن سعودى بصفع أحدهم.. وأسفرت جهوده باعتذار المواطن السعودى وإخلاء سبيل أربعة عمال مصريين. *** ** الغريب فى إعصار ساندى ما شاهدته من ابتسامة جميلة لبعض مواطنى نيويورك أثناء الدمار وانقطاع التيار الكهربائى وغرق منازلهم.. والتفسير المنطقى يقول إن الابتسامة نوع من التحدى والقدرة على سرعة البناء وليس بمزيد من النهب والانفلات والسرقة وسط الزحمة.. والابتسامة هنا لا تعنى السخرية «شر البلية ما يضحك».