انه اختيار جيد.. شتاينبروك لديه الرغبة والقدرة على ذلك.. هكذا وصف المستشار الألمانى السابق «جيرهارد شرودر» ترشيح حزبه «الاشتراكى الديمقراطى» لوزير المالية السابق بيرشتاينبروك لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة فى سبتمبر 2013، كخطوة نحو عودة الاشتراكيين الديمقراطيين لمنصب «المستشارية» بعد خروجهم منها عقب انتخابات 2005. ورغم أن زعيمة «الحزب المسيحى الديمقراطى» المحافظ والمستشارة الحالية انجيلا ميركل - التى صنفتها مجلة فوربس للعام الرابع على التوالى كأقوى امرأة فى العالم - مازالت تحظى بالكثير من التأييد بسبب تعاملها مع أزمة منطقة اليورو، فإن معظم المراقبين أجمعوا على أن شتاينبروك (65 عاما) المنتمى ليسار الوسط يعتبر أكثر شخصيات «الحزب الاشتراكى الديمقراطى» قدرة على تحدى ميركل، متوقعين أن تشهد الانتخابات القادمة منافسة قوية على منصب المستشارية بين الحزبين الكبيرين فى ألمانيا. ويرى الخبير السياسى هانس يواخيم فونكه، من جامعة برلين الحرة أن «شتاينبروك هو أفضل الخيارات الممكنة». وأضاف فى حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن «لديه مهارات مزدوجة فى المسائل الاقتصادية والشئون الأوروبية». وقال جيرو نويجباور استاذ العلوم السياسية فى نفس الجامعة لوكالة رويترز للأنباء: «شتاينبروك منافس قوى بالتأكيد لأنه سيحظى بتأييد ناخبى الوسط». ومن جانبها، أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى أن عمل شتاينبروك كوزير للمالية فى حكومة ميركل خلال فترتها الأولى يجعله فى وضع جيد لاستمالة أصوات ناخبى الوسط، كما قالت أسبوعية «دير شبيجل» الألمانية فى نسختها الإلكترونية إنه «أفضل خيار». أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فقد وصفت ترشيح شتاينبروك بالضربة الشديدة لميركل. وشتاينبروك، الخبير الاقتصادى صاحب الأسلوب الحاد المباشر فى الكلام، يعد ثالث أهم الشخصيات السياسية فى ألمانيا بعد ميركل ووزير المالية الحالى فولفجانج شويبله بحسب استطلاعات الرأى. وخلال عمله كوزير للمالية نجح شتاينبروك فى التغلب على الأزمة الاقتصادية التى سببها انهيار مصرف الاستثمارات الأمريكى «ليمان براذرز» عام 2008، وترك شتاينبروك منصبه قبل نشوب أزمة ديون منطقة اليورو، وهو من أشد المنتقدين لطريقة تعامل ميركل مع الأزمة، خاصة إصرارها على فرض إجراءات التقشف بدلا من تحفيز النمو، كما يؤيد شتاينبروك إصدار سندات أوروبية موحدة للمساعدة فى حل الأزمة، وهو الأمر الذى ترفضه ميركل. وقد تقدم شتاينبروك بخطة مالية لمواجهة التداعيات الحالية لأزمة اليورو. وتركز الخطة على ضرورة إنهاء ابتزاز البنوك الذى يمارس على الدولة ودافعى الضرائب من خلال فصل الأنشطة الاستثمارية للمصارف الكبرى عن معاملات الادخار والإقراض فى بنوك مستقلة لكل منها على حدة، حيث يرى شتاينبروك أن الخلط بين أنشطة الاستثمار والمعاملات المالية الطبيعية شجع البنوك على إدمان المغامرة بمدخرات عملائها فى استثمارات خاسرة وأدى إلى تراجع أنشطتها الأصلية. ويرى محللون أن ما طرحه شتاينبروك يتوافق مع دعوة الرئيس الفرنسى فرانسو أولاند إلى إحكام الرقابة والضبط على الأسواق المالية الأوروبية. وشتاينبروك أب لثلاثة أبناء وهو لاعب شطرنج ماهر ومن هواة لعبة التنس. ولد فى يناير 1947 بمدينة هامبورج، وحصل على دبلوم فى الاقتصاد وعلم الاجتماع من جامعة كيل. بدأ حياته السياسية فى أواخر السبعينيات فى حكومة المستشار هلموت شميت، قبل أن يتقلد منذ عام 1983 عدة مهام فى الهيئة البرلمانية للحزب الاشتراكى الديمقراطى الذى ينتمى إليه وفى حكومة ولاية شمال الراين. وقد تولى منصب وزير الدولة للبيئة بولاية شليزفيج هولشتاين فى 1995. وانتخب رئيسا لحكومة شمال الراين بين عامى 2002 و2005، ثم وزيرا للمالية فى حكومة الائتلاف الكبير بقيادة ميركل لكنه تخلى عام 2009 عن منصب نائب رئيس الحزب الاشتراكى بعد خروج الأخير من الحكومة إثر النتيجة السيئة التى حققها بالانتخابات العامة.