فى أعقاب بيع مذكرات د.منجله، يتم الآن عرض الأرشيف الشخصى لوزير الدعاية النازى «جوزيف جوبلز» للبيع، وهو ما سوف يفتح المجال أمام أبحاث نفسية لا تقدر بثمن. والأرشيف الشخصى لوزير الدعاية النازى سيىء السمعة، يتم عرضه للبيع العلنى فى الولاياتالمتحدة بمبلغ 200 - 300 ألف دولار، وقد علق «بيل فنجوبولس»، مدير صالة مبيعات «أليكسندر» فى كونتيكت، بأن الأوراق بخط يد جوبلز هى أهم كنز أرشيفى يتم الكشف عنه وبيعه منذ الحرب العالمية الثانية. ويضم الأرشيف كل ما كتبه جوبلز بخط يده قبل وأثناء الحرب، وخطابات من العائلة والأصدقاء، ومقالات كتبها وهو فى الدراسة وخطابات غرامية وخربشات وشخابيط وأشعارا ومواد أكاديمية خاصة به، وعلى حد قول مدير صالة العرض فإن هذه المادة سوف تمكن الباحثين من فهم الحالة النفسية لوزير الدعاية النازى وهو مالا يقدر بثمن. ويؤكد العاملون فى صالة العرض أن الحالة الفيزيائية لغالبية الأوراق والمواد جيدة وأنها بقيت على حالتها تقريباً مثل اليوم الذى كُتبت فيه قبل نحو مائة عام. والمعروف أن جوبلز انتحر مع زوجته فى غرفة عسكرية حصينة تحت الأرض فى أول مايو 1945 بعد أن قاما بقتل أولادهما بالسم، ولذلك لم يكن له وريث مباشر من الناحية القانونية، وفى أوائل الخمسينيات ظهرت بعض الكتابات بخط يده بحوزة سيدة تدعى «هيلد جارد ماير - بندلس» وقالت إنها حصلت عليها من أحد أقاربه وحاولت بيعها للأرشيف الوطنى الألمانى. فى ذلك الوقت تعقبها رجل البنوك السويسرى «فرانسوا جينو» وتسبب فى إيقاف عملية البيع بعدما اتصل بشقيقة جوبلز «ماريا» وعرض عليها 50% من عائد بيع المذكرات بخط يده إذا ما وافقت على إعطائه حقوق النشر، فوافقت على العرض، وفى عام 1955 رفع قضية عليها يطالبها بتسليمه الأوراق، وحكمت المحكمة لصالحه، وأعطته حقوق النشر لكل ما كتبه جوبلز. وقام جينو الذى اغتنى من بيع يوميات جوبلز بمساعدة مجرمى الحرب النازيين، كما قام بتمويل الدفاع عن «أدولف أيخمان» و«كلاوس باربى»، وفى عام 1996 عثر عليه منتحراً فى شقته، ووفقا لصالة مبيعات «أليكسندر» فإنه قبل موته سلَّم يوميات جوبلز بخط يده إلى أحد أصدقائه المقيمين فى سويسرا، وهو نفس الشخص الذى يعرضها للبيع الآن. وإلى جانب أرشيف جوبلز، يتم أيضاً عرض الأرشيف الشخصى لضابط نازٍ شهير كان قائدا لوحدة الكوماندوز الخاصة التابعة للفابن إس. إس (المخابرات النازية) وهو «أوتو سكورتسنى»، وكان سكورتسنى صاحب الندبة الشهيرة على خده الأيسر قد اشتهر بعد نجاحه فى العملية الجريئة المنقولة جواً لتخليص «بنيتو موسولينى» من سجنه فى إيطاليا عام 1943، وبعد الحرب تم تجنيد سكوتسنى فى الموساد الإسرائيلى وساعد فى إفشال برنامج الصواريخ المصرى. ويضم أرشيفه آلافا من الخطابات والوثائق التى تلقى الضوء على حياته الشخصية والمهنية بعد الحرب، وعلى الأخص فترة مثوله أمام القضاء فى دخاو وحتى وفاته عام 1975 ويؤكد العاملون فى صالة المبيعات أن هذا الأرشيف يحوى دون أدنى شك مادة مهمة للغاية تتعلق بالعمليات السرية وتمويلها والمشاركين بها. وكانت زوجته قد قامت عقب وفاته بحرق بعض الوثائق لشدة خوفها من الموساد والسى آى إيه وعناصر أخرى كان على علاقة معها. أما من يقوم الآن بعرض هذه الوثائق للبيع فهو ابن الرجل الذى ورث الأرشيف عن الزوجة. وكانت صالة عرض المزادات «أليكسندر» قد قامت العام الماضى ببيع مذكرات يوزيف منجله المعروف باسم (ملك الموت فى أوشفيتس) وقام بشرائها يهودى أمريكى قال إنه سيعرضها فى معرض متنقل يجوب كل أنحاء العالم. والمعروف أن صالة المزايدات هذه تخصصت فى بيع أشياء تتعلق بالحرب العالمية الثانية بما فى ذلك المذكرات الشخصية لكبار الشخصيات فى النظام النازى.