أكد المستشار هشام جنينة- رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات أنه سيتم فتح كل ملفات الفساد بالجهاز الإدارى للدولة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المفسدين والمنحرفين أينما وجدوا فى مؤسسات الدولة. وكشف المستشار جنينة فى أول حديث صحفى خص به «أكتوبر» عقب توليه هذا المنصب، أن تكليفات الرئيس د.محمد مرسى له بأن يعمل على كشف الفساد والمفسدين فى جميع أجهزة الدولة بما فيها رئاسة الجمهورية لأنها تنفق من المال العام. وأوضح أنه بصدد إعداد خطة للنهوض بالجهاز المركزى للمحاسبات، وأن هذه النهضة سوف تتم بأيدى أبناء الجهاز لما يتمتعون به من خبرات وكفاءات تكفل له أداء مهمته المنوطة به على أكمل وجه.. وفى السطور التالية تفاصيل الحوار:?? * فى البداية كيف أبلغت بقرار مسئولية رئاسة الجهاز المركزى للمحاسبات؟ * * علمت بالقرار ظهر الخميس قبل الماضى الساعة الواحدة والنصف مساء وأبلغنى به نائب الرئيس المستشار محمود مكى وأبلغنى بثقة السيد الرئيس فى شخصى وثقته بى فى مجال مكافحة الفساد فرحبت بالقرار الذى اتخذه وأبلغنى بأنه سيصل إلى القاهرة يوم الأحد لأنه فى الإسكندرية وأنه سيتقابل معى الأحد وهذا قرار جمهورى صدر بالفعل، وقد تسلمت العمل وذهبت إلى الجهاز صباح يوم الأحد. وكنت وقت إعلان القرار فى مؤتمر عن قانون الطوارئ كبديل لمعالجة ومواجهة الانفلات الأمنى ومدى حاجة مصر إليه، وعقد فى مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وفوجئت بأن الجميع يهنئوننى. * كيف سيكون أسلوب العمل فى الجهاز فى ظل رئاستك له؟. * * كل مسئول له أسلوبه وله طريقته وكل واحد له شخصيته المستقلة، أنا سأستكمل مسيرة الجهاز لأن الجهاز باق وليس الأفراد.. سنضع بصمة على هذا الجهاز. أنا حريص على أن أسمع الصغير قبل الكبير وتقديرى للموقف مرهون بتحليل الموقف ككل.. لأن الجهاز قائم على العاملين فيه لأننا فى دولة مؤسسات، فهؤلاء العاملون هم الدعامة الأساسية لهذا العمل، وأنا مجرد معاون لفريق العمل داخل الجهاز وهذا الفريق مشهود له بالكفاءة وسوف أستمع إلى المعوقات وسأقوم بحلها داخل العمل الإدارى وتطوير المنظومة العملية التى لن تأتى إلا بعد أن استمع للمعوقات والصعوبات والمشاكل التى تعترضهم، وسوف أعمل على تذليل هذه المصاعب والمشاكل والمعوقات، سواء كانت قانونية أو إدارية أو تشريعية حتى يحكم هذا الجهاز رقابته من الناحية المالية والإدارية على كافة مؤسسات الدولة، فهو جهاز رقابى بالدرجة الأولى يراقب مؤسسات الدولة من الناحية الإدارية والمالية. وهذه المعلومات الإدارية واللوائح قد تعوق عمل الجهاز، لأن كل دوره أنه يرسل ملاحظاته إلى المسئولين، وهو فى النهاية جهاز يرسل تقارير وهذه التقارير قد تلقى فى الأدراج ولا يتم الأخذ بها وأنا حريص على ألا يتكرر هذا وأؤكد أن الفساد المالى فى كافة مؤسسات الدولة سيكون شغلى الشاغل، علما بأن كل دول العالم فيها فساد مالى وإدارى مادام فيها عمل بشرى، فنجد أن بها تجاوزات وكل ما أتمناه أن يؤدى هذا الجهاز دوره على أكمل وجه حتى نصل إلى أقل النسب العالمية المتعارف عليها فى مكافحة الفساد. أبناء الجهاز • هل ستعتمد على خبرات من خارج الجهاز فى مكافحة الفساد أم ستعتمد على أبناء الجهاز؟ * * سأعتمد على أبناء الجهاز وهم مشهود لهم بالكفاءة ولن أستعين بأحد من الخارج وأنا حريص على أن تكون نهضة الجهاز على أيدى أبناء الجهاز وهم قادرون على ذلك، ليس لدى أى فكرة عن الهيكل العام للجهاز أو القوة البشرية فيه، ولكننى أعتقد أن أبناء هذا الجهاز قادرون على العمل باجتهاد وبكفاءة وهذا الهيكل العام، بالإضافة إلى اللوائح الداخلية المنظمة للعمل داخل الجهاز وسأطلع على القانون الخاص بالجهاز وأستمع لجميع العاملين الصغير قبل الكبير ولاتخذ قرار تطوير العمل بالجهاز. وأتمنى أن أضيف لإنجازاته وتكون لى بصمة مميزة على العمل بالجهاز. *ما تصورك عن رقابة الجهاز على أجهزة الدولة المختلفة؟.. وهل ستخضع رئاسة الجمهورية لرقابة الجهاز أيضاً؟ * *ليكن أداء الجهاز أداء كاملا يجب أن تخضع مؤسسات الدولة خضوعا كاملا له حتى رئاسة الجمهورية يجب أن تخضع لرقابة الجهاز، لأنه مال عام وأى جهة فيها مال عام لابد أن يراقب الجهاز المركزى للمحاسبات كيفية عملها ويبين هل هناك اعتداء على المال العام ويراقب حساباتها.. فبدون ذلك ما قيمة وفائدة هذا الجهاز؟ *كيف سيواجه الجهاز البيروقراطية المترسخة فى كافة أجهزة الدولة؟ * *مما لاشك فيه أن البيروقراطية موجودة فى كل مؤسسات الدولة بما فيها منظومة العدالة والتى يتبعها القضاء وتحقيق العدالة يحتاج إلى تطوير الأداء، وبصفتى قاض سابق فأنا سأستمع أولا إلى الصغار من العاملين فى الجهاز ثم الكبار لأقف على حقيقة الإدارة فى الجهاز، وهذا سيساعدنا على كسر أى قيود تؤدى إلى إعاقة العمل ودفعه إلى الأمام نحو تحقيق الهدف المنشود. *كيف علم أفراد أسرتك بقرار تعيينك رئيسا لجهاز المحاسبات؟ * *عرفوا من التليفزيون وكانت مفاجأة بالنسبة لهم ولم يصدقوا على الفور، لكن تأكدوا منى حينما عدت إلى المنزل. *البُعد القضائى والقانونى بالتأكيد سيكون له دور كبير فى عملك بجهاز المحاسبات؟ * *لاشك أن العمل الرقابى له بعد قانونى والبعد القانونى سنستفيد منه، وقد تعيننى الخلفية القانونية والقضائية فى تطوير عمل الجهاز والنهوض به من خلال تعديلات قانونية وتشريعية. لا أحد فوق القانون *ما الإجراءات التى ستتخذها لمكافحة الفساد خلال الفترة القادمة؟ * *أؤكد أنه سيتم فتح كل ملفات الفساد بالجهاز الإدارى للدولة وأنه لن يتم غض البصر عن أية مخالفات، وأؤكد هنا أنه لا أحد فوق القانون، وفى الفترة القادمة سأعمل ومعى كوادر وخبراء الجهاز على تفعيل دور الجهاز، وسيتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد المفسدين والمنحرفين وإحالتهم إلى النيابة العامة، فقد انتهى عصر الانحراف والفساد إلى غير رجعة. وأؤكد هنا أن جهاز المحاسبات سيكون له دور كبير فى محاسبة الفاسدين والمفسدين، وأؤكد أنه لن يتستر أحد على ملف فساد مهما كان منصبه أو علا شأنه، حيث ستجد جميع ملفات التجاوزات والفساد المالى والإدارى طريقها إلى جهات الاختصاص وسيتم فحص جميع ملفات الفساد التى كشفها الجهاز. وقد استمعت إلى مشاكل ومقترحات العاملين بالجهاز وسنعمل على حل المعوقات والعقبات التى تعترض عملهم. وأؤكد أن أولى توصياتى ستكون إعادة النظر فى القانون المنظم لعمل الجهاز المركزى للمحاسبات، خاصة إذا كان يغل يد الجهاز عن تتبع إهدار المال العام والإضرار به بسبب سوء الإدارة فلا يصح أن تمارس الأجهزة الرقابية دورها بعد الثورة بنفس الآليات والأدوات. *وماذا عن انطباعكم بعد الاستماع إلى العاملين بالجهاز؟ * *هذا الجهاز الذى أشرف بتولى مسئوليته جهاز يضم أكفأ الخبراء وبه كوادر وطنية كبيرة، وأنا سأستمع إلى كافة مطالبهم للنهوض بالجهاز وبدوره الوطنى فى الرقابة ومكافحة الفساد فى أجهزة الدولة، هؤلاء الخبراء والعاملون هم أصحاب البيت وأنا سأعمل بهم ومعهم وسنحقق الهدف الأكبر للوطن وهو القضاء على الفساد ومكافحته فى كافة أجهزة الدولة والقضاء على أوجه القصور الإدارى والمالى وتذليل العقبات أمام الأداء الجيد لتحقيق نتائج أفضل. وسأقدم كافة أوجه المعاونة لجميع الأعضاء والعاملين به حتى يضطلع الجهاز بمهامه المنوطة به وفقا للقانون على أكمل وجه وتذليل كافة العقبات التى تواجههم والتى قد تطرأ فى مراحل عملهم بجانب ترسيخ الإصلاح داخل الجهاز وفقا للنظام المؤسسى ليستكمل الجهاز مسيرته فى مكافحة الفساد فى الدولة على المستويين الإدارى والمالى. *بعد مقابلتك مع السيد رئيس الجمهورية.. ماذا كانت أهم النقاط التى تم الحديث فيها؟ * *دار الحديث حول دور الجهاز وخطة إنجاز مهمة الجهاز فى مكافحة الفساد والنهوض بعمل الجهاز وتطويره وكان من أهم نقاط الحديث الذى دار مع الرئيس هو كشف أوجه القصور فى أجهزة الدولة وعلاج الثغرات التى تساعد أو تؤدى إلى وقوع الفساد وضرورة تقديم أى شخص إلى أجهزة القضاء إذا ثبت فساده مهما كان موقعه أو شخصه أو منصبه لأنه لا أحد فوق القانون وسنحيل جميع الفاسدين إلى النيابة العامة. وقد كانت تكليفات الرئيس لى واضحة بكشف الفساد والمفسدين ومكافحتهم بجميع أجهزة الدولة، أؤكد هنا أن الرئيس أكد على خضوع جميع أجهزة الدولة لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات وعلى رأس هذه الأجهزة رئاسة الجمهورية.
