افضل ما فى فيلم العيد «تيتة رهيبة» الذى كتبه «يوسف معاطى» وأخرجه «سامح عبد العزيز» أنه قدم بطله «محمد هنيدى» فى شخصية ظريفة أتاحت للممثل الكوميدى أن يبتعد بقدر الإمكان عن المبالغة، وأن يعتمد على مواصفات شخصية مُختلفة لرجل بلغ الأربعين من عمره، ولكنه مازال يخضع لتسلط جدته، شخصيات الفيلم فى معظمها كانت أيضا ظريفة وبها لمسات كاريكاتيرية معقولة، ولكن ظلت مشكلة الفيلم فى أن مؤلفه لم يفطن إلى المغزى المفزع لتسلط شخص على شخص آخر حتى ولو كان يحبه، تاه منه المعنى السياسى فأصبحت الفكرة مشوشة تتأرجح بين الفقمة على هذا الجيل الذى لا يريد أن يذهب، والذى يمارس القهر بأسم الحب وصلة الدم، وبين تقديم التحية إلى الجدة فى مونولوج طويل بوصفها الخير والبركة، وباعتبارها التى تتولى التربية مع أن ماشاهدناه هو التسلط وليس أى شىء وآخر. عندما فقد الطفل «رؤوف» والديه، تولت جدته «زاوية» تربيته بعنف وقسوة، لا تناديه إلا بلقب «حيوان»، وتعاقبه بالضرب على أقل الهفوات، يفسر الفيلم ذلك شخصية قوية لسيدة من أصول ألمانية سيطرت حتى زوجها الموسيقى «زمان» «عبد الرحمن أبو زهرة» فى عيد ميلاد «رءوف» «محمد هنيدى» الاربعين يقرر أن يشعر بحرية أكبر، نراه وهو يحلم بعقاب جدته، ويتردد فى الزواج من زميلته التى تعمل مثله فى مهنة «كاشير»، حتى لاتتحول إلى زوجة متسلطة تشبه جدته، الفتاة «منار» «إيمى سمير غانم» مُتعاطفة والجد ينصحه بنزهة نيلية أن يكون قدوة وشخصية قوية، ولكن مع وفاة الجد، تعود الجدة «سميحة أيوب» فى دور مميز جداً، التى لانعرف لماذا كانت تعيش فى ألمانيا، ترجع السيدة المتسلطة لكى تجد حفيدها متورطاً فى الزواج من «منار» ذات الأصول الشعبية خصوصاً أن شقيقها إبراهيم «باسم سمرة» أقرب إلى الفتوات يبدو غريباً أن تستلم سيدة بجبروت الجدة لفكرة زواج حفيدها أخيراً من فتاة من طبقة غير مناسبة ولكن المؤلف يجعلها توافق لكى نراها تتدخل فى كل دقائق حياة حفيدها وزوجته اللذين يعيشان معها فى نفس الشقة، هى التى تحد لهم الطعام والشراب، وتقدم لحفيدها إرشادات حياته الزوجية الحميمة، وتستولى على مرتب الزوجين من العمل لكى تتولى هى الإنفاق، يثور الجميع عليها فى النهاية ولا يجد الحفيد سوى أن يرفع قضية مطالباً بالفصل بينه وبينها فى السكن، وفى المحكمة يكتشف الجميع أن الجدة تنازلت عن نصيبها فى الشقة لحفيدها دون أن تخبره، يتعاطف معها الحفيد رغم أن كل ما شاهدناها يجعلها أقرب إلى الحاكم المتسلط على شعبه، وتبقى نهاية مفتوحة تلد فيها «منار» فى السيارة، وتحاول الجدة الرهيبة الاستيلاء على المولود، وكأن الجيل الأقدم مازال يحاول السيطرة على المستقبل. يمكن اعتبار «تيتة رهيبة» من أفضل تجارب الثنائى «معاطى» و«هنيدى» قدم أداء جيداً كطفل كبير يُعانى من الخوف، وتميز أيضاً أداء «خالد سرحان» فى دور الضابط و«باسم سمرة» فى دور إبراهيم الفتوة، ومن عناصر العمل المميزة أيضاً موسيقى «محمد نزيه» وديكور وملابس «إسلام يوسف» ومونتاج «شريف عابدين» عمل جيد عموماً رغم أن الفكرة كانت تتطلب عمقا ووعيا أكثر!