عندما يصدر هذا العدد من مجلة أكتوبر ربما يكون أحمد حجاج بطل هذا الموضوع قد وضع قدمه على أرض الدولة رقم 95 فى رحلته المجنونة!! قابلته قبل الرحلة بساعات، كان مجهداً جداً وقد تكالبت عليه وسائل الإعلام- من جوه ومن بره- بعد لقائه بالرئيس المصرى محمد مرسى، مندوبة الإذاعة الإيطالية تسأله: كنت أظنك فى إيطاليا منذ أيام، وإحدى الفضائيات تقطع حديثنا وتضطره للدخول فى حوار فورى بعد ما قالت أنهما على الهواء!! والدته تتصل ويستحلفها بالله: أرجوك.. أرجوك يا أمى ادعى لى، واضح أن «الست» هى الأخرى متوترة جداً، ربما خائفة عليه، وربما فاض بها الكيل وزهقت!!. فكرة أحمد تقوم على غزو شوارع المدن الكبرى فى العالم بصورة العلم المصرى، ذلك العلم الذى أسر القلوب وهو يحتل مساحات كبيرة طويلة فى ميدان التحرير وقت الثورة، العلم الذى حمله الصغار والكبار ورفرف فى الشرفات وخلف عربات الميكروباص والدراجات ونوافذ السيارات الفارهة.. تلك التموجات الأثيرة التى سافرت عبر الفضائيات إلى كل بلاد العالم واحترمها الجميع، الآن أحمد حجاج يحمل هذا العلم ليطوف بلاد الله، يرقص فى الشوارع وعند المناطق السياحية المعروفة ويقيم صداقات فى الشرق والغرب داعياً إلى الحب والسلام وزيارة مصر، فكرة بسيطة نفذها شاب عمره 28 عاماً بمفرده، بدون دعم من مؤسسات الدولة، باع شقته، وأرهن ميزانية أسرته، واضطر للعمل أحياناً لكى ينفق على تلك الفكرة الملحة التى صاحبته منذ الطفولة. أحمد سليل عائلة عسكرية، ربما يكون هذا هو سر حبه وتعلقه بعلم مصر، أبوه، جده لأمه، جده لأبيه، كلهم يحملون رتبة لواء فى الجيش المصرى، لا يعلم منذ متى بدأ تعلقه بفكرة الطوافحول العالم، لكنه يقول: لن تصدقى عندما كان عمرى أربع سنوات كنت أرسم على الحوائط صور الطائرات، وأتعلق بأمى وتقول وأقول لها: عايز أروح اليابان، كانت تزيل الرسوم من فوق الحوائط حتى أنسى هذا الأمر، فكنت بدورى أنزل تحت السرير وأرسم على ألواح الخشب -ملة السرير- صور طائراتى المسافرة فى كل الدنيا. وتظل اليابان تستولى على عقله وحلمه ويسأله مذيع فى برنامج للأطفال وهو خارج من حمام السباحة: نفسك تعمل إيه لما تكبر؟ يقول: نفسى أروح اليابان، احتارت العائلة فيه، جدو سألنى: ليه عاوز تروح اليابان؟ قلت له: لأن اليابان أبعد حتة فى العالم؟!! وبدأت أضيف للطائرات صورة الكرة الأرضية، ادعى لى ياماما ألف العالم، ياماما ادعى لى. هو يحكى بنفس حماس الطفولة البريئة العنيدة، وأنا أتخيل أمه المسكينة وقد استنفذت كل الوسائل للتعامل مع طفل فى الرابعة لايسعده الذهاب إلى النادى أو شراء حلوى من البقال ولكنه يريد وبإلحاح الذهاب إلى اليابان. لا أخفى عليكم استمتعت بحكايته واستدرجته لكى أعرف تفاصيل أكثر، كنت أريد أن أعرف ماذا فعل بأمه؟ وتذكرت سيدة جميلة جداً، «شيك قوى» واضح أنها من عائلة كبيرة، رأيتها فى ميدان التحرير يوماً ومعها طفل جميل شديد الجاذبية، حاولت كعادتى أعاكسه، «أنكشه»، أسمع صوته، لم يعرنى أى اهتمام وكأنه لايسمعنى، وقالت يومها أمه إنه يجبرها كل يوم بعد خروجه من المدرسة الألمانية أن تأخذه عبر المواصلات العامة إلى المعادى ثم تعود به إلى ميدان التحرير ليذهبوا بعدها إلى شقتهم فى الدقى، كل يوم.. كل يوم ولم تستطع يوماً أن تمنعه، نظرت إلى الولد وحاولت معه مرة أخرى، كأنه لا يرانى، سألتها ماذا يفعل أثناء هذه الرحلة؟ قالت: يجلس بجوار النافذة وتظهر السعادة على وجهه ويتطاير شعره فى الهواء ويشعر بالرضا بعد انتهاء الرحلة ويذهب معها إلى البيت..، تنبهت وقتها أننى أمام حالة من حالات مايسمى بالطفل التوحدى، وانشغلت به وبحالته وأخذت أتابع كل الناس حولى بتركيز واكتشفت أننا جميعاً نحمل هذه الحالات التوحدية بشكل وبدرجات مختلفة، وارتحت بعدما أرجعت كثيراً من التصرفات الإنسانية حولى لهذه الحالة اللاإرادية التوحدية. ياترى بطل قصتنا لديه كم درجة من هذه الحالة الملحة؟ أسر فى أذنى بسر لا يعلمه أحد، فقد كتب على منديله وهو صغير شكوى إلى الله: «يارب اهدى ماما»، طبعاً لأنها لم تأخذ تاكسى من أمام البيت إلى لتذهب به إلى اليابان: وأخذ يضيف إلى طائرته صور الكرة الأرضية..، الآن لم تعد اليابان وحدها، إنه يريد أن يشاهد صتع الله فى كل المعمورة؟ قلبى عندها.. أمه مازلت أسمعه جيداً وفى داخلى ابتسامة بثها فى روحى بسبب تلقائيته الجميلة، يقول: بعدها بعشر سنوات كتبت «لست» بأحلامى: عاوز أموت وأمى راضية عنى، عايز أغير العالم، عاوز أزور تمثال الكلب الموجود هنا فى كل الصورة، وتحت تمثالاً لكلب فى أحد ميادين اليابان- اليابان تانى- وهو الكلب الذى ظل بمنتهى الوفاء ينتظر صاحبه ثلاثين عاماً فى نفس المكان وعندما مات صنعوا له تمثالاً؟!. ويستمر فى قائمة أحلامه: عاوز أروح جزر المالديف، عايز أعمل فرص فى كهف «هواتا موتو جلووورن» فى نيوز يلندا وهو أقدم كهف كريستال فى العالم، وظلت ورقة الأحلام معى، خبأتها، حتى لايسخر أحد منى، جدى وأبى كانا يقولان لى دائماً:والأرض وضعها للأنام، تلك الآية الشريفة من كتاب الله، كانا يقولان: الأرض للناس.. كل الناس.. إسع يا أحمد لتحقق حلمك. فى سن الخامسة عشرة سافرت مع فريق السباحة ورأيت شيئاً عجيباً، كوريا الشمالية والجنوبية بينهما خلاف سياسى، ولكن مواطنى الدولتين يتعاملان بلا حساسيات، الصين واليابان بينهما خلاف سياسى، ولكن الرياضيين يتعاملون بود وحب، المسيحى والمسلم أصحاب، بعدما قررت أن أصنع أول رحلة للخارج بمفردى، فى نفس العام سافرت إلى ألمانيا، كانت الناس تقول إن الألمان لا يحبون إلا الألمان، حتى وهو يعرف الانجليزية لا يكلمك إلا بالألمانى، وجدت المسألة مختلفة، الناس كانت تحاول أن تساعدنى فى الشارع وفى كل مكان، وخرجت من التجربة الأولى بنتيجتين الأولى كسر القوالب الفكرية المتوارثة عن الشعوب، والثانية أن كل الناس مبتسمة بعدما اتجهت إلى سويسرا ثم تتابعت رجلاتى التى وصلت إلى 94 دولة حول العالم وأنا فى طريقى الآن لرحلة أوروبية سوف أضيف إليها مع العلم المصرى علم خاص بشهداء رفح. بالمناسبة ماذا حدث عندما قابلت الدكتور محمد مرسى؟ هل صحيح أنه كتب رسالة لشهداء رفح يقول فيها: مع خالص ودى وتمنياتى بالتوفيق؟ يقول أحمد حجاج: لقد طلبت مقابلة رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى لكى أحظى بدعمه ودعم الدولة ووزارة السياحة بعدما أنهكت أسرتى مادياً وبعدما اضطررت أن أبيع شقتى الخاصة، لقد قابلت سفراء مصر فى البلاد التى زرتها ورصدوا استقبال وسائل الإعلام العالمية والبرامج الفضائية التى سجلت لى والموضوعات التى تناولتها الصحافة فى كل البلاد التى زرتها حاملاً العلم المصرى، وقد حاولوا مساعدتى وخاطبوا وزارة السياحة أثناء وجودى فى مكتبه وقال له إننى بتوفيق من ربنا صنعت مالم تستطع مكاتب السياحة أن تحققه من تنشيط ولفت نظر الناس لزيارة مصر، كل ذلك لم يشفع لى عند القائمين على القطاع السياحى، فلم أجد بعد زيارة 94 دولة إلا أن أتصل برئاسة الجمهورية وأطلب مقابلة الرئيس وكان الموعد المحدد للزيارة يوم 7 أغسطس الماضى، ثم حدثت مجزرة رفح يوم 6 أغسطس وتم تأجيل الموعد إلى 25 أغسطس، وقد حملت معى فى هذه الزيارة علمين لمصر أحدهما اصطحبته معى فى هذه الرحلات السابقة وعليه توقيعات من رؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزارات ورؤساء طوائف دينية عديدة وأفراد ، العلم الثانى صنعته خصيصاً لشهداء رفح وكتبت عليه أسماء الشهداء وكلمات مناسبة مثل: المجد للشهداء، وهو العلم الذى سوف اصطحبه فى هذه الرحلة الجديدة إلى البلاد الأوروبية هذا العام، وعندما صعدت إلى مكتب الرئيس وجدته شخصاً متواضعاً جداً، بسيط جداً، حاولت عدة مرات أقابل وزير السياحة ومسئولين فى السياحة كانوا يقولون لى: استنى الوزير عند الاسانسير، حاجة عيب جداً، أقابل رؤساء العالم منذ 2007 إلى 2011، ولا أستطيع مقابلة وزير السياحة فى بلدى، سألته فى جملة اعتراضية: حاجة فعلاً غريبة وبعد 25 يناير والثورة وارفع رأسك يا أخى يقولون لك استنى الوزير عند الاسانسير؟ ليه ماقولش عند الحمام؟ نعود إلى حكاية العلم، ماذا حدث فى مكتب الرئيس؟!. يقول: قلت له اللى فى نفسى، قلت للرئيس فيه مليون شاب فى مصر أحسن منى، الشباب هم الحاضر، الأطفال هم المستقبل، هناك كلمة مغلوطة كانت دائماً تقال لنا: الشباب نعم للمستقبل؟ كيف؟ الشاب 30و40 سنة متى يعيش وينتج ويساهم فى يناير هذا البلد؟ مرة ثانية ماذا بخصوص العلم؟ يقول: شاهد الرئيس العلم المصرى الكبير 3 * 2 م وعليه توقيعات الرؤساء وقد تفضل بالتوقيع عليه: مع ودى وتمنياتى بالنجاح محمد مرسى رئيس مصر، وبعدما عرض على سيادته العلم الصغير الخاص بشهداء رفح وعليه أسماؤهم تأثر كثيراً ووضع خطاً تحت الأسماء وكتب بانفعال بين نجمتين: أبنائى الشهداء. وقال: «ربنا يرحمهم يارب» رافعاً يده إلى السماء وأحببت أن يكون رئيس جمهورية مصر هو أول من يوقع على العلم فقلت له: اكتب لى ياسيادة الرئيس كلمة، فكتب بعفوية تحت الكلمة السابقة: «مع خالص ودى وتمنياتى بالتوفيق»، ويعقب أحمد حجاج على المسألة قائلاً: الدكتور مرسى لم يكن حاضرا معه وقتها أحداً من المسئولين عن البروتوكول وكانت المسألة كما قلت عفوية ولم تكن تستحق هذا اللغط الذى حدث من بعض الإعلاميين. كتبت عنه مجلة تايم: السفير غير العادى لمصر وكتبت عنه جريدة التايمز فى طبعتها الهندية: خذ المصرى قدوة لك مع صورة له وقد تلحف بالعلم المصرى.. الرحالة المصرى أحمد حجاجوفيتش فى مهمة لرفع علم مصر فى كل دول العالم.. الهند هى المحطة رقم 93. ونشرت عنه جريدة صوت فيتنام: حجاجوفيتش.. ثم لم أستطع قراءة الباقى لأننى لا أتحدث الفيتنامية وكذلك وكالة الأنباء الماليزية «برناما» كتبت عنه مقالاً مطولاً: السفير غير العادى لمصر فى رحلته لنشر رسالة الحرية والفرح والسلام، وفى ضمن الموضوع قالوا أنهم زعلانين لأن حجاجوفيتش لن يستطيع المكوث طويلاً حتى يعود مهاتير محمد الأب الروحى للنهضة الماليزية من اليابان ليتمكن من مقابلته. فى أخبار الياهو على C.N.N: سفير مصر غير العادى يعجب بشعار ماليزيا للتوحيد بين الأعراق الثلاثة فى البلاد- المالى والهنود والصينين. فى البرازيل كتبت وكالة الأنباء هناك: حجاجوفيتش فى محاولة لرفع العلم المصرى فى القطب الجنوبى.. وفى جريدة هندية DNA نشرت له حوارا تحت عنوان الرحالة المصرى يقول: ليس عندى خطة (ب) لأنها سوف تشتت انتباهى عن الخطة (أ) مشيراً إلى متابعة تحقيق حلمه فى زيارة كل أرجاء العالم. تايمز أوف نيوز نشرت: يقول الرحالة المصرى العالم بلا حدود كما كتبت عنه نيو سترات تايمز بالماليزى مقالاً مطولاً ونشرت له صوراً مع الشباب من أنحاء العالم فى يوم الشباب العالمى حيث دعى لإلقاء كلمة أمامهم.. وعنوان المقال: شاب يسافر العالم من أجل 3 رسائل.. ونشرت عنه كوريا تايمز موضوعاً تحت عنوان: حول العالم بعلم مصر.. وفى روسيا كتبت جورنال مترو موسكو وهى الجريدة رقم واحد فى روسيا تحقيقاً بعنوان: أحمد حجاجوفيتش جاء إلى موسكو من أجل إلهام العالم بالثورة المصرية. وفى اليابان حلم عمره كتبت جورنال اليابان تايمز فى باب ماى واى صفحة كاملة عنه ولكننا للأسف لا أنا ولا هو نعرف يابانى.. وفى كوريا كان موضوع الغلاف لأكبر مجلة سياحية هناك «سيتى لايف» حيث نشرت قصة صحفية مطولة فى أربع صفحات عن حياته ورحلاته حول العالم. ونشرت كوريا تايمز صفحة جورنال كاملة عنه تحت عنوان: رسول السلام المصرى يصل إلى بيته رقم 38 فى العالم. جاكارتا جروب الأوسع انتشاراً فى أندونسيا نشرت صفحة تحت عنوان الرحالة المصرى يطير فى سماء العالم. جريدة سود دويتش الصحيفة رقم (1) فى ألمانيا قالت عنه: أحمد حجاجوفيتش الرجل المصرى ومهمته حول العالم وكان هذا عنوان صفحة كاملة عنه. وفى جريدة كومينوتى تايمز الأوروبية صفحة كاملة تحت عنوان: أحمد حجاجوفيتش.. ابن بطوطة المصرى: أنا عندى حلم. KBS وكالة الأنباء الكورية قالت: السندباد المصرى أحمد حجاجوفيتش الرسالة والحلم، ديكانهيرالد تقول أحمد حجاجوفيتش باعث الأمل المصرى ورافع العلم. هذا قليل من كثير نشر عنه بكل لغات العالم. رحلة الناس والأماكن فى ذاكرة أحمد حجاج أو كما أطلق عليه مارسال تايكوف صديقة الروسى لقب: أحمد حجاجوفيتش وأصبح اسماً معروفاً به عالمياً ومحلياً، فى ذاكرته أماكن لا تنسى وأناس محفورة بتاريخها وحكاياتها، ربما يكون أهمهم الرئيس البرازيلى «لويز لولاداسيلفا» قابله فى سبتمبر 2009 يوم عيد الاستقلال البرازيلى فى حضور الرئيس الفرنسى السابق ماركوزى يقول عنه: رجل محترم بشوش بالنسبة لى أول مقابلة مع رئيس جمهورية فى حياتى غيرت فى كثيراً.. عندما علم ما أصنعه قال لو كنت برازيلياً لصنعت لك تمثالاً من الذهب وأقمناه فى أشهر الميادين وكنا نسخر لك كل الإمكانات لتصل لدول العالم حتى الجزر النائية. وفى المقابلة الخاصة لم يخجل أن يقول أنه كان ماسحاً للأحذية وأنه جاء من عائلة فقيرة جداً كانت تعيش فى كوخ على شاطئ النهر، وعندما وجدت مديرة المدرسة نبوغاً غير عادى فى هذا التلميذ ذهبت إلى والدته وقالت لها نريد أن نجعل منه شيئاً، أجابت الأم هو فعلاً شئ لكن مديرة المدرسة حدثتها عن رغبتها فى استخراج شهادة ميلاد جديدة للولا يتم فيها اعتباره يتيماً حتى تستطيع إحدى الأسر الثرية تبنيه، ورفضت الأم وصنعت المستحيل حتى أصبح رئيساً للجمهورية وعندما تولى رئاسة البرازيل كانت البلد هناك قد أعلنت إفلاسها وفى فترنين رئاستين 2003- 2010 تحولت البرازيل إلى خامس أقوى اقتصاد فى العالم بعد ما كان المواطنون يبيعون أولادهم كقطع غيار بشرية، أصبحت البرازيل أقوى دول العالم زراعياً، أصبحت تصنع السلاح الخاص بها. أما عن أهم الأماكن التى زارها الرحالة المصرى الشاب قارة أمريكا الجنوبية بجميع بلادها وقد أثرت فيه كثيراً حيث شاهد شعوباً فقيرة لكنها سعيدة وكل واحد راضٍ عن حياته على حد تعبيره وعلمته أن الفرصة تأتى ربما من أشياء صغيرة جداً. ويقول كل واحد كان يقابلنى يقول أنت من النصف الآخر من العالم واحد تشيلى قال لى أى واحد عندنا فى بطن أمه نفسه يروح مصر، رأيت الطبيعة الرائعة.. الدرافيل ذات الألوان «الروز» وهى ترتفع من مياه نهر الأمازون، رأيت البنزين ليس له قيمة فى فا نزويلا «100 لتر بواحد دولار» حتى رئيسهم شافيز يقول للشعب: نحن نعيش على أنهار من البترول فى سيبريا لا ترى من نافذة القطار إلا لون الثلج الأبيض حيث درجة الحرارة 46 ْ تحت الصفر، وعند ظهور القمر على هذه الطبيعة البيضاء التى تلف الشجر والطريق والغابات أظهرت إضاءة غير عادية انعكست من الثلج. وفى الصين حيث ذهبت عدة مرات بفارق أشهر معدودة فى الشتاء تحت الصفر ب 30 درجة مئوية وفى الصيف فوق 40 درجة. رأيت أماكن تغيرت فى شهور منطقة كنت وجدتها مليئة بناطحات السحاب، شارع لم يكن فيه محطة مترو وجدت به 4 محطات مترو فى شهور.. شعب الصين لا يعرف شيئاً كثيراً عن العالم لا يوجد فيس بوك ولا يوتيوب ولا تويتر، مفيش مواقع بحث مثل جوجل، لدرجة أننى وجدت 90% من الشعب لا يعرف شيئاً عن الثورة المصرية.. كوريا الشمالية لا يوجد بها إنترنت إطلاقاً ومحرم على الكوريين الحديث مع الأجانب فى الشارع، وأى غريب يحدد له خط سير ولابد مصاحبته بأحد أفراد الجيش.. مفيش موبايل دولى. فى كوريا الجنوبية الفارق شديد قمة فى التطور قمة فى الديمقراطية وحب الأجانب. كانت أدواته البسيطة فى تحقيق حلمه هى بيوت الشباب، المواصلات العامة، علمى فى يدى يغطى يدى، حقيبتى، مئات الأعلام فى حقيبتى.. أقدمه هدية، معى قلم «باركر» أكتب لكل فرد أقابله اسمه باللغة العربية على يده وهم يحبون ذلك جداً. من يدعمك الآن: قال وزارة الخارجية تدعمنى معنوياً، شركة موبينيل تدعمه فى خدمات الاتصالات.. مصر للطيران تقدم دعماً جزئياً ولكن جميع سفراء مصر ساعدونى احتراماً منهم لدورى لدرجة أن بعضهم كان يستضيفنى فى بيته مثل السفير علاء الحديدى فى روسيا والسفير محمد الزرقانى فى كوريا والسفير رضا الطابعى فى فيتنام، والسفير محمد فهمى فى هونج كونج والسفير أحمد رزق فى الصين والسفير ناصر حمدى فى سنغافورة والسفير خالد البقلى فى الهند.. وغيرهم كثير من السفراء المصريين الذين آمنوا بفكرته. فى لقائه مع د. محمد مرسى سأله رئيس الجمهورية انت متجوز يا أحمد؟ قال: لا، قال له: لازم تتجوز عشان تبقى تسافر وابنك على ظهرك وانت شايل العلم، ووعده بتدعيم فكرته ورحلاته القادمة.