رغم أنها ليست المرة الأولى التى تشهد فيها الجزر المتنازع عليها بين طوكيو وبكين توترات فإن هذه المرة تبدو مختلفة وهو ما يؤكده التصعيد المتبادل بين الطرفين سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى. وتعد الاحتجاجات الأخيرة التى شهدتها المدن الصينية المناهضة لليابان ثالث أكبر مظاهرات منذ اندلاع المظاهرات ضد اليابان عام 2005، وكذلك ما أعلنه الجيش الصينى للمرة الأولى من نوعها أنه قد يتخذ بعض الإجراءات لحماية سيادته على الجزر التى يدور الخلاف عليها بين طوكيو وبكين منذ عشرات السنين، وهى سلسلة الجزر المعروفة باسم «سينكاكو» فى اليابان و«دياوبو» فى الصين، والتى شهدت تصعيدا فى الفترة الاخيرة بسبب زيارات من نشطاء ينتمون لكلا الطرفين، حيث جاءت التظاهرات التى هزت المدن الصينية بعد وصول عدد من القوميين اليابانيين إلى جزيرة فى بحر الصين الشرقى يتنازع البلدان على سيادتها وهو ما أثار الغضب الشعبى الصينى ضد طوكيو. وفى الوقت الذى حاولت فيه الأخيرة امتصاص غضب بكين حيث شددت على ضرورة ألا يؤدى خلاف بشأن الجزر المتنازع عليها إلى الإضرار بالعلاقات بين أكبر اقتصاديين فى آسيا، ومنعت النزول على الجزر لتفادى التصعيد، اقترح حاكم طوكيو «شينتارو إيشبهار» شراء الجزيرة من أصحابها وسعى للحصول على موافقة الحكومة المركزية وهو ما دفع رئيس الوزراء اليابانى «يوشهيكو نودا» إلى اقتراح أن تشترى الحكومة المركزية الجزر التى تستأجرها الآن، وقد أثارا هذان المقترحان غضب بكين التى خرج الآلاف من مواطنيها فى أكبر احتجاجات مناهضة لليابان منذ سنين. ورغم الحكمة البالغة فى التصريحات اليابانية الرسمية فإن رئيس الوزراء اليابانى «نودا» يواجه ضغوطا داخلية من القوميين لدفع البلاد الى التعامل بجرأة أكبر لمواجهة الصعود الاقتصادى للصين وطموحاتها الإقليمية التى تتطور بسرعة كبيرة والاستفادة من القلق المتنامى على نطاق واسع من الصين فى الوقت الذى لا تريد فيه اليابان الدخول فى مواجهة شاملة مع الصين. وعلى الجانب الآخر تمارس الحركات الشعبية فى بكين ضغوطا على الحكومة الصينية وعلى قادة الحزب الشيوعى لاتخاذ موقف صارم بشأن فرض سيادتها على الجزر خاصة أنها تتزامن مع تجهيزات الحزب الحاكم لمؤتمره الذى سيعلن خلاله حركة التغييرات الخاصة بقياداته.