فى أمسية التطور السياسى للدولة المصرية إلى أين التى أقيمت فى معرض فيصل قال د.?سعد الدين إبراهيم إن العالم كله تطور نحو الديمقراطية، والعالم العربى ليس استثناءً فى ذلك طبقاً لقواعد الاجتماع أو التاريخ، وأكد على ان النظام السياسى فى مصر تطور مع الحملة الفرنسية. وأشار إلى أنه لن تستطيع أية قوة أن تعيد مصر لما كانت عليه يوم 24 يناير الماضى. أما د. هبة رؤوف أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة فتعتبر مصر من المجتمعات التى بها دولة قديمة فهى تقوم على طبقات من الحفريات أى دولة لها ستة ملامح: المرجعية الثقافية الحضارية، مكون الإنسان، فكرة الزمان يعنى لا يوجد شعب يتخلى عن تاريخه فى مجال الفنون المعمارية وعدم إنكاره، المكان مصر لها موقع جغرافى منذ عصر الفراعنة، البنيان أى البنية الأساسية للدولة، العمران أى الصمت الحضارى يعنى نحتاج البناء أى فهم مصر قبل البناء والمشروع. نختلف مع د. سعد الدين حول ثقافة الإمام أنها لم تكن ثقافة الدعاء المستلم وإنما كانت ثقافة المستعلم للناس وثقافة العز بن عبد السلام وثقافة أئمة المجتمع الذين قاوموا الطغيان. فالدولة العربية الحديثة مدولة بمعنى أنها تقوم بأدوارها ولكن تركز فى صياغة حياة الأشخاص اليومية بدرجة كبيرة وهذه إحدى الإشكاليات التى نمر بها من دوله وعسكره المجتمع وتداخل النظام مع الدولة ورغبته فى السيطرة ولم ير نفسه أن تظل الدولة آلة تخدم مصالح الشعب. والثورة ببساطة حاولت استرداد الدولة للشعب وتحركت من تحت التربة كأنها أخرجت الدولة القديمة التى تقوم على أسس اجتماعية وتمكين الشعب لحظة انكسر فيها الخوف من تحت التراب فخرجوا إلى الثورة السلمية التى تعبر عن دولة المصريين. ونحن أمام مفارقة وهى أن القوى التى تعبر عن دولة ما أصبحت تنظر إلى دولة النظام الحديث ولم تستعن حتى الآن بالدولة الأصلية التى خرج المصريون يرفعونها من تحت التربة إلى أعلى السطح كأنما أطلت الدولة الحديثة تظن أنها إذا سيطرت عليها تستطيع أن تتحكم فى المشهد وترد للشعب حقوقه وهذه إشكالية أخرى أى من ستنحاز هذه القوى هل تبلغها الدولة فى المستوى الأعلى وتأخذها بعيداً عن دولة ما عادت من خلال الثورة السلمية أم ستنحاز إلى دولة الناس وتستطيع أن تروج هذه الدولة الفوقية وتسترد للناس حقوقها وإذا تحقق ذلك قد يكون دمجاً تاريخياً للقضاء على الازدواجية، والتحدى ليس خطراً ولكن الخطر فى القوى الإسلامية. وفى النهاية تعتقد أن اتهام القوى بأنها خطفت الثورة شىء منصف لكن الخطر الأكبر من الدولة التى عسكرت المجتمع ودولته والخلاصة هى حتمية عودة الدولة للمصريين ونحن أمام فرصة تاريخية لإلغاء هذه الازدواجية، وهناك صراع جار ما بين تطور الثورة عن الدولة واستعادة الثورة للمصريين وما بين الرغبة فى السيطرة والضبط التى تمارسها القوى المختلفة التى تنتمى للدولة التى بنيت خلال قرنين وهى ليست بالقليل احتكرت أدوات القوة وليست على استعداد من التنازل.