بعدما وصلت الإسكندرية لحالة يرثى لها.. بعد أن تحولت عروس البحر المتوسط إلى عجوز شمطاء.. المدينة التى كانت ملهمة للشعراء والأدباء والتى تغنى بجمالها ورونقها والتنسيق الحضارى الذى كانت فيه عاصمة مصر الثانية على النسق الأوروبى.. المدينة التى كانت بوتقة للحضارات.. وصل الحال فيها إلى أن الفوضى وشريعة الغابة هى سيدة الموقف فيها.. إسكندرية لا يوجد بها جهاز تنفيذى ولا إدارة وإذا جلست مع محافظها سيشكو لك همه وسيتحدث عن مشاكل أكثر مما تعرفها.. لهذا لم يسكت أبناء المدينة العظيمة والعريقة لما حدث لمدينتهم التى هى عشقهم الدائم.. بعد أن أعلن البعض وفاة المدينة.. اجتمع نخبة من أبناء المدينة من عمداء وأساتذة الجامعة وخبراء فى شتى التخصصات والعديد من القضاة والقانونيين والإعلاميين والصحفيين والكُتاب وأعضاء مجلس شعب سابقين ومن أعضاء المجالس المحلية السابقين ومجموعة من شباب الإسكندرية من مختلف الاتجاهات.. ومن شباب لا ينتمى لأى تيار سياسى لحصر مشاكل المدينة وشكلوا جبهة لانقاذ الإسكندرية يكون المهندس ياسر سيف مقرراً لها وهو رئيس الجمعية الدولية للتنمية والبيئة والثقافة.حصرت الجبهة المشاكل وأصدرت بيانها الأول الذى يرصد مشاكل الإسكندرية من مخالفات مبان وانهيار عقارات وانفلات أمنى فى كل شبر من المدينة وكارثة كبرى تهدد البيئة من تلال القمامة فى شوارعها.. وانتشار البلطجة على شواطئ الإسكندرية لدرجة أن البلطجية هم الذين يحكمون الشواطئ الجميلة الممتدة بطول الإسكندرية.. وانتشار ظاهرة الاتجار فى المخدرات فى غرب المدينة والإضرابات العمالية فى الشركات وانهيار السياحة فى الإسكندرية والاستيلاء على الأراضى المخصصة للمشروعات الاستثمارية من قبل قيادات فى الأحزاب.. بجانب تفاقم مشكلة المرور بشكل خطير.. وانقطاع المياه والكهرباء بصورة يومية.. وأطرف ما فى بيان جبهة الإنقاذ أن هذه المشاكل والمخالفات تتم تحت بصر ورؤية التيارات الإسلامية وأحزابها وتلقى تشجيعا منها.. الجبهة أهابت بالأحزاب السياسية والتيارات والجمعيات الأهلية وكل من يحب الإسكندرية أن يتكاتفوا للنهوض بالمدينة التى انهارت بالفعل.. وهذا ما يشعر به المواطن السكندرى فهل تنجح الجبهة؟!.. يارب!!