قبل الانتخابات الرئاسية كنا نشاهد برامج «التوك شو» على القنوات الفضائية تسعى جاهدة لتشوية من يعتبرونه منافسا لهم وعلى خلاف معه سواء سياسيا او عقائديا مما ادى الى تنازع شديد بين القنوات الدينية والفضائية الخاصة ولكن بعد نجاح الرئيس محمد مرسى كان هناك تساؤل لابد من معرفة الإجابة عنه وهو ماهى مواقف برامج التوك شو بعد نجاح الرئيس الإخوانى؟ هل تقف موقفا على الحياد أم ستلعب دورا معارضاً أم تنافق الرئيس؟ فى البداية ترى الدكتورة ثريا البدوى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أنه من المفترض أن تأخذ هذه البرامج منهج المهنية وتحاول بقدر الامكان ان تتخلص من درجة التبعية الاقتصادية لها وخصوصا اننا نتكلم عن برامج الفضائيات الخاصة فلابد أن تخدم الصالح العام وتثمر فى الدور التنموى وأضافت اننا عانينا خلال الفترة الماضية من عدم مهنية وسائل الاعلام وعدم احترامها وهجومها وتحريضها على الآخر فقد آن الأوان للمصالحة الوطنية وأن وسائل الاعلام عليها ان تنتقل لبناء الوطن وليس لهدم أركان الدولة وأشارت الى انه لابد من مساندة الرئيس لانه بذلك يكون مساندة للوطن فنحن الان فى مرحلة البناء والاعلام يعول عليه دوراً اساسياً فى بناء الدولة ويكفى ان يقوم بدوره التنموى والتوعوى وان يخلق الوعى فى وجدان كل مواطن بالمسئولية الاجتماعية المفروضة عليه تجاه الوطن. وقالت د. ثريا أنه لابد على الاعلاميين أن يقدموا مضامين جادة تشبع رغبة الناس واهتماماتهم وتصب فى صالح الامة كلها لان الوضع قبل انتخاب الرئيس صراحة كان الاعلام يعمل على هدم اركان الدولة من خلال برامج التوك شو وما الى ذلك ومن خلال متابعتى لبعض البرامج وجدت بعض النقد المبنى على أصول مهنية ووجدت نوعاً من عرض التحديات التى تواجه دولة الرئيس أوحكومته وهناك نوع من الإقرار بالواقع وعدم مهاجمته ولكن هناك نوع من أنواع التصيد والترقب فهى لاتقوم بمراقبة الرئيس بقدر ماتتربص به انتظارا لأى ثغرة من الثغرات التى من الممكن ان تصدر من الرئيس الجديد فنحن لانعلم هدف هذه البرامج فالإعلاميين وائل الابراشى أتى بأحد الأشخاص الملتحين ومعه إحدى السيدات قامت بخلع النقاب على الهواء فالناس لاتحتاج كل هذا الآن وهذه مضامين هابطة الغرض منها الإعلانات فالمضامين ولو فى القنوات الخاصة نريد اسهامها فى بناء الوطن وأن يكون النقد بناء وهادف وكفانا ماحدث قبل الثورة وقبل انتخاب الرئيس. ويقول الدكتور محمود اسماعيل رئيس قسم الاعلام بجامعة عين شمس ان القنوات الفضائية وبرامج التوك شو لم تغيير من منهجها ومازالت ثابتة على مواقفها وهناك قنوات متمسكة بما كانت تفعله وهناك بعض القنوات يمجدون الرئيس الحالى ويعملون بنفس البروتوكول القديم. وأضاف أنه من المفروض ان تهتم هذه القنوات ببرنامج الرئيس لابشخصه وهناك بعض القنوات مازالت رافضة للتيار الاسلامى فالمعارض مازال معارضا والمؤيد مازال مؤيدا. ويرى محسن راضى وكيل لجنة الثقافة والاعلام بمجلس الشعب السابق ان البرامج لها طرق مختلفة فى الالتفاف حول المستجدات والحقيقة التى ينبغى أن تكون واضحة وتكون على درجة عالية من المصداقية والمهنية. مشيراً إلى حاجتنا إلى إعلام مستقل وحر يعبر عن هموم المواطن حتى نستطيع جميعاً أن نحقق أهداف الثورة. وأضاف أن الشعب يدرك تمأماحقيقة مايدور فى الإعلام وكل مايقدم يخزن فى ذاكرة الوطن والمطلوب ليس التلون ولا النفاق وأشار إلى استمرارالخوف من شرور الماضى ونخشى أن تكون الثورة القادمة على الاعلام إذا وقف أمام إرادة الشعب. ويقول الدكتور جهاد عودة استاذ العلوم السياسية ان الناس فى حالة من عدم اليقين فلا نستطيع بعد هذه الفترة القصيرة من تقييم الأداء البرامجى وخصوصا إننا أوشكنا على شهر رمضان ومايتابعه الناس خلال الشهر من برامج ومسلسلات ويرى الدكتور عبد الخالق الشريف مسئول نشر الدعوة بجماعة الاخوان المسلمين ان برامج التوك شو والقنوات التى تقوم على هذا الامر اذا تخلت عن الهجوم المباشر وبدأت فى طريق آخر لانريد ذلك ولانتمنى أن يمدح احد الرئيس وتنافقه. وأضاف إننا نريد إعلاماً هادفاً وبناء يسعى جاهداً لانهاء المشاكل الحقيقية مثل البطالة وايجاد الحلول لها وعدم الحديث فى امور لافائدة لها مثل علاقة المرشد بالرئيس أو الحزب أو ماذا تسمى زوجته.