جاءت معالجة فيلم «الألمانى» الذى كتبه وأخرجه «علاء الشريف» فى تجربته السينمائية الأولى حاملاً لكل أخطاء وركاكة التجربة الجديدة من محاكاة السيناريو، والطابع الميلودرامى المسلسلاتى، ورغم خطورة القضية التى يتناولها الفيلم وهى مأساة البلطجة، ورغم بعض التفصيلات الواقعية الحية التى تكشف عن معرفة المؤلف بحوادث وشخوص أمر المعالجة ظلت باهتة، ننظر بعين إلى الفيلم التجارى المصرى الملئ بالعنف والفرفشة، وتحاول من جانب آخر أن تقوم بلمسات واقعية عالم «المهمشية» الاى اقتحمه كبار مخرجى الواقعية الجديدة، ولكن دون أن يبلغ السيناريو الذى كتبه المخرج مع أحمد زيدان، أى درجة من العالمية. لعل أهم الأفلام التى سبقت «الألمانى» عن عالم البلطجة الذى شهد عصره الذهبى فى نهايات حكم «حسنى مبارك»، فيلم «إبراهيم الأبيض» الذى أخرجه «مروان حامد» وقام ببطولته أحمد السقا، الفيلم أيضاً مأخوذ عن قصة حقيقية وكتبه عباس أبو الحسن، ولكن بينما يركز «إبراهيم الأبيض» على جوانب الصراع البدنى فى عالم الحارة المعزول عن المدينة، فإن «الألمانى» يهتم أكثر برصد الظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التى يولد فيها البلطجى من خلال شخصية شاهين الألمانى «محمد رمضان» الذى يتعلم القسوة والعنف دفاعاً عن أمه شادية «عايدة رياض» التى تركها والده حاملاً وهرب من تحمل الإنفاق عليه، فتضطر إلى تأجير المكان الذى تعيش فيه لإيواء السيدات الحوامل الهاربات من الفضيحة، وتصطدم بغيرها دفاعاً عن لقمة العيش، ولكنها تفرح بسبب بلطجة ابنها وحمايته لها، أما «الألمانى» نفسه فقد بدأ عاملاً فى محل ميكانيكى، وببراعته فى عمله ودقته أطلق عليه هذا اللقب، ولكن الفيلم ؟؟؟ ينسى تماماً هذه الصنعة عندما يحاول الألمانى الذى أحب فتاة جميلة أن يتوب ويصبح إنساناً نظيفاً، نراه وقد رفضه والد الفتاة «صالح» الذى يلعبه أحمد بدير، ثم نتلكأ طويلاً مع محاولات العاهرة صباح الإنفراد بحب الألمانى دون جدوى، ثم نستغرق فى مغامرات الألمانى التجارية مع مساعده «الأصلى» «ضياء عبد الخالق» ليبيع أنابيب البوتاجاز، ثم بيع الموتوسيكلات، دون أن نفهم لماذا يفعل ذلك وهو يكسب رزقه من البلطجة، بل إنه يقرر أن يعمل سايساً وسرعان ما يشتبك مع سيدة ليتذكر الفيلم أننا شاهدنا بلطجية ولكنه لم يتعارك أبداً ولأن الفيلم تورط فى بدايته فى حكاية غريبة عن قيام لحظة فضائية بتصوير الألمانى وهو يقتل شاباً، ولأن الأم ستوافق بسهولة على أن تحكى حاكيته للمحطة للحصول على 15 ألف جنيه تمنحها للإبن لكى يخرج من الحارة!!؟ فإن هذه الفبركة سرعان ما تنتهى بقتل «حبيبة» على يد «الأصلى» وقتل الألمانى لمساعده فى نهاية ميلودرامية فاقعة يدعمها استخدام مزعج للموسيقى وشريط الصوت ربما كانت حسنة الفيلم الوحيدة أداء محمد رمضان الواثق والمنضبط لشخصية البلطجى هذا ممثل موهوب جداً يستحق بطولات أكثر فى أفلام أكثر نضجاً وإحكاماً.