الملاسنة الشهيرة بين رئيس الوزراء الأسبق والمرشح الرئاسى أحمد شفيق والإعلامى محمود سعد على قضية أجر الأخير فى التليفزيون،فى بداية ثورة يناير، لا تزال عالقة فى الذهن، وخصوصا أن «سعد» لم ينس حتى الآن أن «شفيق» أحرجه على الهواء وأكد كلام آخر وزراء إعلام مبارك أنس الفقى حول حصول المذيع الأكثر شعبية على 9 ملايين جنيه سنويا من تليفزيون الدولة وجيوب دافعى الضرائب. نعم..لم ينس «محمود» هذه الإساءة التى اضطرته لمغادرة مبنى ماسبيرو والتنقل بين أكثر من فضائية، حتى انتهى به الحال الآن فى قناة «النهار» ..وجاءت الانتخابات الرئاسية ليرد «سعد» الصاع صاعين لشفيق، ويعلن على الهواء مباشرة وبمناسبة وبدون مناسبة معارضته لترشيح «الفريق» ورغبته فى تطبيق قانون العزل عليه. وحتى عندما تدخل صاحب القناة على الهواء ونصح «محمود» بالتزام الحياد، أصر الأخيرعلى الرفض وترك القناة نهارا ليعود بالليل، واستمر على نفس النهج المستفز والمتحدى لكل مؤيدى الفريق شفيق،ويقدرون بالملايين، مصمما على الظهور بمظهر الفارس المغوار الذى يتحدى سلطة الحكومة والعسكر، وينافس زميله على نفس القناة حسين عبد الغنى فى اتخاذ مواقف سياسية واضحة ومباشرة، ولا تتفق على الاطلاق مع مواثيق الشرف الاعلامى التى تؤكد على حياد الصحفى والمذيع وتمنعه من التأثير على الجمهور أو التدخل بالرأى فى قضية قيد المناقشة، فما بالك لو كانت هذه القضية هى انتخابات رئاسية تحدد مصير بلد بأكمله. والغريب أن تأتى شركة مياه غازية عالمية لتتدخل فى هذا السجال وتهدد قناة النهار بسحب إعلاناتها التى تقدر بنحو 45 مليون جنيه سنويا، إذا تم التدخل لإلزام «محمود سعد» و»حسين عبد الغني» بالحياد، بل وتغرى القناة بزيادة قيمة إعلاناتها بها عشرة ملايين دفعة واحدة، إذا تم التوقف عن مضايقة الاثنين. والسؤال..لماذا تتدخل شركة مياه غازية فى توجيه الشعب المصرى لصالح أو ضد مرشح معين، ولماذا تضغط على أصحاب «النهار» لترك الحبل على الغارب لسعد وحسين للهجوم على شفيق والدعاية لمرشح الإخوان..وهل هى فقط الرغبة فى استمرار التسخين وزيادة نسبة مشاهدة برامج القناة، لتكون الإعلانات أكثر تأثيرا، أم أن وراء ذلك أهدافاً أخرى لا نعلمها. وكلها أسئلة مشروعة..ولكن الأهم منها أن يتوقف أى إعلامى مهما كانت شعبيته عن النضال أمام الكاميرا، ومن يرد منهم أن يقول رأيه فليكتب مقالا أو ينزل لميدان التحرير، أما أن يتحول الإعلام الخاص إلى وسيلة للتحريض والدس والتشويه، فهو لعب بالنار..أقول هذا وأنا لا أؤيد الفريق شفيق أو الدكتور محمد مرسى للرئاسة..لكن الحق أحق أن يتبع.