انقسمت مصر بين شرعيات ثلاث الأولى شرعية المجالس النيابية الشعب والشورى المستمدة من أن هذه المجالس بها أفراد اختارهم الشعب نواباً، الثانية شرعية الميدان «ميدان التحرير» أو أى ميادين أخرى فى مصر والمستمدة من أن هذه الميادين أهلها هم الثوار الذين صنعوا الثورة.. الشرعية الثالثة. شرعية الشعب شعب مصر كله من اسكندرية إلى أسوان المستمدة من أصوات أهلنا فى صناديق الاقتراع. انقسام مصر بين الشرعيات الثلاث يحمل معانى كثيرة أهمها أن للثلاثة «النواب فى المجالس المنتخبة» و«الثوار فى الميادين» و«الشعب الذاهب إلى صناديق الاقتراع».. لكل من هؤلاء الثلاثة مصالح. السؤال كيف اختلفت مصالح كل طرف من هذه الأطراف إلى درجة قسمت مصر؟ والجواب عندى بسيط ومباشر حدث ذلك- لأن «المصالح» المختلف عليها مصالح خاصة ليس من بينها مصالح مصر.. النواب ينتمون لفصيل له أطماع وهمه الأول والأخير أمران. عمل قوانين تحقق له الانتقام من السلطة التى كانت ومن الشعب الذى كان صامتاً وعمل قوانين تجعل هذا الفصيل مكلبشاً فى مقعد الحكم.. والثوار مخدرون مسلوبو الإرادة تجاه مسألة دم الشهداء المطالب بالقصاص فوراً.. حتى قبل أن تفيق مصر من وعكتها وتتعافى.. والشعب. تعب خوف وجوع ومل من انتظار حلم لايرى انه يتحقق.. عاوز يرتاح. وراحته فى أن يرى مصر دولة لها كيان وعلى قمتها رئيس «مش من دول ولا من دول وليس مهماً أن يكون الرجل الذى انتظروه، الرئيس القادم.