كتبت من قبل عن الخلطة السبكية فى الأفلام المصرية التى لا تزيد على غنوة ورقصة وضحكة وكتبت أيضاً عن أفلام السبكى المُحسَّنة أو «الطباقى» بلغة المخابز، والتى تتضمن اهتماماً أفضل عناصر الفيلم السينمائى كما فى كباريه والفرح، ولذلك لن أضيف جديداً إذا قلت لك ببساطة أن فيلم «حصل خير» الذى كتبه سيد السبكى وأخرجه إسماعيل فاروق ينتمى بسهولة إلى النوعية الأولى، مجرد فيلم لا يختلف عن سينما المقاولات التى كان ينقصها الإمكانات، ولكن الخلطة واحدة، وجذورها من سينما الأبيض والأسود، وأفلام حسن الصيفى، مع اهتمام خاص بالأغنيات الشعبية، وبدلاً من حسن حسنى، الذى أصبح من أيقونات أفلام السبكية أصبح لدينا «لطفى لبيب» وطبعاً الجميع يرقصون على إيقاعات السبكية،ومن كل الأجيال وصولاً إلى الطفلة جنى! تعتمد هذه الخلطة كما ذكرت على حواديت بسيطة يمكن أن تجدها فى الأفلام الأبيض والأسود، الحكاية مثلاً فى حصل خير لاتزيد على قيام راقصة قادمة من لبنان «قمر» باستئجار شقة فى عمارة يسكن فيها أزواج تعساء، وتحديداً ثلاثة هم مغنى الأفراح «سعد الصغير» وزوجته «آيتن عامر»، المدرس «محمد رمضان» وزوجته «بدرية طلبة» ومحاسب الضرائب «كريم محمود عبد العزيز» وزوجته «أمينة» قصة بسيطة كهذه تصلح لعمل فيلم خفيف، وقد صنع أبو السعود الإبيارى من خطوط درامية كهذه أفلاماً ممتعة، ولكن الخلطة السبكية تأخذ فقط الإطار العام للأحداث ثم تضع الضحك والغناء والرقص وقتما شاءت وكيفما شاءت، ثم تُضيف كميات مُعتبرة من الاستظراف والاستخفاف والافيهات الجنسية، ويطلق للجميع حرية الرقص، وربما إضافة الجمل الحوارية ثم تعطى السيناريو- إذا كان يستحق فعلاً هذا الوصف- لأى مخرج ينفذ ما يراه المنتج وتُخرج الخلطة بهذه الفوضى التى تفتح الحاجز الوهمى بين صالة المتفرج والكباريه، والتى تجعل كلمة فيلم مجرد كلمة مجازية، لأنك بالضبط أمام صور متحركة متتالية، حيث يتم توزيع المشاهد بين الأبطال الثلاثة، وحيث يدخل على الخط صاحب العمارة لطفى لبيب، وحيث يوجد ثلاثة من المطربين الشعبيين يغنون هم «سعد الصغير، وطارق الشيخ، ومحمود الليثى»، ولدينا أيضاً إيمان السيد زوجة البواب، وطفل صغير يحب الطفلة جنى، وأغنيات مقتبسة من أغنيات شهيرة مثل رنة خلخالى للمطربة شادية، وناس تتعاطى الفياجرا، ثم تفقد فجأة قدراتها الجنسية، ومُحاكاة ساخرة لمشاهد من اللعب مع الكبار، ومعبودة الجماهير وفيلم الهروب، لاشئ يستحق الكتابة عنه، ولكننا فقط أردنا أداء الواجب، والإشارة إلى فيلم جديد، وهناك تريلر يسبقه عن فيلم من أفلام السبكى الطباقى اسمه ساعة ونص، قد نجد فيه فعلاً، مايستحق عند عرضه.... آمين.