لن تكون مهمة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى الفوز بولاية ثانية سهلة بأى حال من الأحوال، فأوباما - الذى بدأ حملته الانتخابية الرسمية منذ حوالى أسبوعين- يواجه عدة أزمات قد تؤثر على فرصه فى الفوز بولاية ثانية، وإذا تناولنا بشكل تفصيلى هذه الأزمات، سنجد على رأسها الأزمة الاقتصادية العالمية، والتى تسببت فى الإطاحة بعدة زعماء أوروبيين، آخرهم الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى الذى خسر أمام منافسه الاشتراكى فرانسوا أولاند. وفى هذا الإطار يرى «دانتى سكالا» الأستاذ فى جامعة نيوهامشير أن تأثير الأزمة على فرص أوباما فى الانتخابات غير مؤكد، لأنها اندلعت قبل توليه الرئاسة. ومن الأزمة المالية إلى أزمة زواج المثليين، حيث أعلن أوباما مؤخرا تأييده لحق المثليين فى الزواج، ليكون بذلك أول رئيس فى الولاياتالمتحدة يعلن أثناء وجوده فى السلطة تأييده لتلك الخطوة، وكما أشارت بعض الصحف الأمريكية فإن هذه الخطوة قد تشكل خطرا سياسيا على أوباما لاسيما فى الجنوب الأمريكى، حيث يقف واحد من ثلاثة من الناخبين المتأرجحين بين الحزبين الرئيسيين ضد السماح بزواج المثليين. كما يواجه أوباما خطرا آخر يتمثل فى احتمال خسارته لأصوات الناخبين الكاثوليك، حيث إنه طرح مؤخرا مشروعا جديدا للضمان الصحى الإلزامى. يشمل هذا المشروع تغطية رسوم تحديد النسل، وحتى عمليات الإجهاض، وبموجب هذه الإلزامية، فإن على كل مواطن ومواطنة تسديد الرسوم المتوجبة على ذلك بموجب نظام التأمين الصحى الإلزامى. ولقد اعترضت الكنيسة الكاثوليكية على هذا الإجراء بشدة، وبررت معارضتها له بأنه مخالف للعقيدة المسيحية التى ترفض من حيث الشكل والجوهر أى شكل من أشكال تحديد النسل أو منع الحمل. واعتبرت الكنيسة أن إلزام المواطن الأمريكى الكاثوليكى بتسديد رسوم تشمل هذا الأمر فى إطار الضمان الصحى الإلزامى هو بمثابة إكراه له من خلال حمله على الإقرار بقبول ما يرفضه إيمانه الدينى، وعلى الرغم من أن أوباما لم يأت فى التشريع الجديد بأمر جديد، فهناك 28 ولاية أمريكية تفرض هذا النظام وتعمل به منذ سنوات، ولكنها المرة الأولى التى يطرح فيها هذا النظام على مستوى اتحادى، بحيث يصبح إلزاميا فى كل الولايات ولجميع المواطنين، ومن هنا كان تحرك الكنيسة الكاثوليكية التى تضم 70 مليون كاثوليكى على الأقل. ولم تكن تلك القضايا هى الأزمات الوحيدة التى تواجه أوباما، فهو يواجه موقفا صعبا بسبب عدة قضايا أخرى، منها عدم إغلاق سجن جوانتانامو فى كوبا حتى الآن، على الرغم من وعود أوباما قبل وبعد انتخابه. وعلى الرغم من تلك الأزمات التى تواجه أوباما، إلا أنه يعول على النجاحات التى حققها فى فترة توليه الحكم مثل مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وقمة واشنطن النووية عام 2010، بالإضافة لإنجازاته الداخلية التى ربما تنعش آماله فى تحقيق مالم يتمكن منه فى الأربع سنوات الماضية.